تتواصل فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي انطلق في 17 ويستمر حتى 27 أبريل الجاري، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار”اكتساب المعرفة” في مركز إكسبو الشارقة، حيث قدم أخيرا جلسة حوارية ضمن فعالياته الثقافية بعنوان “تعلم التعاطف واللطف”. وتطرقت الجلسة التي شارك فيها كل من رسامة كتب الأطفال الفلسطينية أماني البابا، والناشط العراقي في مجال حقوق الأطفال هشام الذهبي، ومؤلفة كتب الأطفال الأميركية سالينا يون وأدارتها لمياء توفيق، إلى تعريف مفهوم التعاطف باعتباره شعورا يسهم في جعل الناس مجموعات متماسكة، نظرا إلى قدرته على تغييب الأنا، ودفع الناس إلى تجاوز الهوس بالذات كأفراد. وسلط المشاركون في الجلسة الضوء على دور المؤلفين في غرس قيم التعاطف واللطف لدى الأطفال، عبر الأعمال الأدبية التي يقدمونها لهم، لاسيما في الكتب المصورة التي تستهوي الأطفال واليافعين، إلى جانب مختلف الأعمال الفنية الأخرى، مؤكدين أن الأدب قادر على غرس قيم التعاطف والإحساس بالآخر في نفوس القراء الصغار. ويبدو الأدب من أهم الوسائل لمحو الحدود بين الشعوب سواء الجغرافية أو العرقية او غيرهما، حيث الأدب كما يقول الأديب البيروفي ماريو فارغاس يوسا إن “هذا الرابط الأخوي، الذي ينشأ بين البشر بسبب الأدب، يجبرهم على التحاور ويوعيهم بهدفهم المشترك، وبالتالي فهو يمحي جميع الحواجز التاريخيةوهذا ما أكده الحاضرون في الندوة حول دور الأدب السحري والعميق في غرس قيم التعاطف والتآخي بين البشر متفقين مع ما قاله الكاتب، ومضيفين عليه في تعمق داخل عوالم أدب الطفل والناشئة الذي له دور هام قيميا ومعرفيا وحتى أخلاقيا. وأكدت أماني البابا أن التعاطف سمة مشتركة بين البشر، تكتسب نتيجة تجارب عديدة ومستمرة طيلة حياة الإنسان منذ الطفولة وحتى الكهولة من خلال البيئة التي تحيط به، ولكنها ضرورة في سنوات الطفولة الأولى كونها تظل راسخة في عقول وقلوب الأطفال، مشيرة إلى أن لدى رسامي كتب الأطفال إشارات غير منطوقة، تقدم لهم حزمة من القيم النبيلة التي ترتكز على التعاطف واللطف، كونهما ركيزتي المشاعر الإنسانية النبيلة الأخرى. وأضافت أنها تسعى من خلال رسوماتها إلى تجسيد مشاعر الأطفال وترجمتها، داعية إلى عدم التركيز على السلوك، والسعي إلى إشراك الأطفال في مشاعر الآخرين، وإتاحة الفرصة لهم للإحساس بآلامهم وأفراحهم، وتشجيعهم على التعبير عن الذات. بدوره بين هشام الذهبي أن أدب الأطفال قادر على إحداث المعجزات، عندما يتم توجيهه بطريقة صحيحة، لافتا إلى أنه يخصص كل يوم خميس لقراءة قصة ملهمة للأطفال، تحتوي على العديد من المضامين الهادفة، فضلا عن إتاحة الفرصة لواحد من الأطفال في كل مرة لتحضير القصة وقراءتها، ثم مناقشتها مع زملائه وفق فهمهم لأحداثها وشخصياتها، وأهدافها. وأضاف أنه من الضروري توفير بيئة صالحة للأطفال، تتيح لهم فرصة التفاعل وتطبيق الجانب النظري من الروايات لاسيما الفولكلورية منها، من خلال أخذهم في رحلات إلى حدائق الحيوان ومزارعه، لتعزيز قيم التعاطف التي لا تقتصر على الإنسان فقط، وخصوصا أن تعزيز تعاطف الأطفال تجاه الحيوانات، يجعله سمة في مختلف تصرفات حياتهم اليومية مع الناس. من جانبها أوضحت سالينا يون أنها تعمل على نقل مشاعرها من التعاطف إلى شخصياتها، التي تجسدها الحيوانات في معظم الأعمال التي تؤلفها، ثم تترك هذه الشخصيات تنقل تلك الصفات إلى الأطفال، من دون أن يكون في تلك الكتابات ما يملي عليهم تلك المشاعر. وأشارت إلى أنها تسعى دوما إلى اختيار الشخصيات الحيوانية المحبوبة لدى الأطفال، بغية إحداث التأثير المطلوب، وذلك لأن الأطفال يجنحون إلى رؤية حيواناتهم المفضلة تلعب أدوارا رئيسة، لاسيما في صراعات الخير والشر.”.
مشاركة :