أحمد حمادي.. شاب مصرى استطاع أن يصنع مصيره بإيديه بعد أن خرج للحياة ليجد نفسه مُشتتًا داخل أسرة مفككة؛ أب مزواج؛ أم هاربة من حكم قضائي، ديون تلاحقهم من كل حدب وصوب، ولكنه قرر أن يثبت للعالم أن الظروف المعقدة المحيطة به قد تخلق سوبر مان جديدًا!يقول «أحمد»: «تركت أهلي وانتقلت إلى السكن برفقة مجموعة من شباب يعملان كباعة متجولين بمترو الأنفاق فتعرفت عليهم أثناء تعليمي الصناعي ولكنهم كانو أكبر مني سنًا فعرضوا علىّ أن أعيش معهم مقابل تنظيفي شقتهم بشكل يومي، وبعدها سيوفرون لي عملًا؛ فظننت أنني بذلك قد تخلصت من كل ذلك السوء ولكن في الحقيقة كانت تلك هي البداية فاكتشفت فيما بعد أن هؤلاء الشباب عليهم أحكام قضائية ومشتبه فيهم في قضية سرقة بالإكراه؛ هذا بخلاف ما عرفته عنهم فيما بعد بخصوص تعاطيهم المخدرات فتركت منزلهم القابع فوق سطوح عمارة بمنطقة «الحوامدية» بمنطقة الجيزة.ويضيف: «اضطررت لترك منزل الشباب للتجول في شوارع الجيزة باحثًا عن لقمة العيش؛ وظللت أربعة أيام أنام في الشارع، حتى جاء يوم وطلبت مني سيدة عجوز أن ألقي لها القمامة ومنحتني ٥ جنيهات وعندما ذهبت لإلقائها بمقلب بالمنطقة وجدت هناك مجموعة من الشباب ينتقون صفائح المياة الغازية والكرتون وعلمت بعدها أنهم يبتاعونه ويعيشون عليه، فأخذت أجمع قمامة العمارات المجاورة وأنتقى منها الكارتون والصفيح وبدأ السكان يطلبون مني طلبات أخرى بعدما ازدادت ثقتهم فأدخلوني بيوتهم وبدأت أقوم لهم بالأعمال المنزلية فأمسح الأرضية وأغسل السجاجيد وأصلح الأجهزة الكهربائية وأقضي طلبات المنزل فتحولت بعد أيام لبواب للعمارة».كان الطموح هو كلمة السر بقصة أحمد حمادي؛ ذلك الشاب الذي لم يتجاوز الـ٢٢ من عمره، فيقول: «سكان العمارة أناس كرماء؛ منحوني غرفة تحت السلم، ويعطوني دومًا فوق حقي مقابل أي عمل أقوم به؛ فتمكنت من ادخار ٥ آلاف جنيه في شهور لكنني لم أكتفِ بذلك فاستغللت حراستي للعمارة طيلة النهار واشتريت كشكًا صغيرًا أمام العمارة لأقضي طلباتهم منه؛ وظللت بنفس الوقت أجمع القمامة وأبيعها لمجموعة شباب يستغلونها فى إعادة التدوير؛ أثناء تلك الفترة لم يغب عن عيني حلم امتلاك شقة في تلك العمارة؛ فبدأت أسأل نفسي لما لم أكمل عملي في تجميع القمامة فلا أكتفى بجمعها وبيعها فقط لهؤلاء الشباب بل سأجمعها من المنطقة بأكملها.وبالفعل بدأت بالمشروع وعاوني على ذلك مجموعة من بوابي العمارات المجاورة؛ فوضعت أسعارًا لشراء القمامة من السكان حتى أشجعهم على فصلها فأشترى كيلو صفائح المياة الغازية بـ١٢ جنيهًا والكارتون بـ٢ جنيه والبلاستيك ٤ والكتب بـ٢ والباغ بـ٥ جنيهات؛ حتى الطعام الفاسد أشتريه؛ فتعلمت أن كل شىء له قيمته فأشترى كيلو الزيت المستعمل بـ٥ وكيلو العيش بـ١.٧٥ قرش، ومن يومها أطلق علىّ السكان «سبايدر مان».
مشاركة :