التاجر عبدالله عبدالعزيز الفارس مثال للإبداع والابتكار

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضرب أهل الكويت الكرام أمثلة رائعة في الإبداع والابتكار لخدمة مجتمعهم التجاري الصغير والكبير، وهذا ما سوف نستعرضه في هذه القصة الواقعية، التي توضح حرص التاجر الكويتي في كويت الماضي على استخدام الأساليب الحديثة في الإدارة، وتطويع جميع الإمكانات المتاحة لديه لتسهيل العمل وتحقيق النفع له ولمجتمعه، وفيها: ان التاجر عبد الله عبد العزيز الفارس، رحمه الله تعالى، كان له أصدقاء كثر من عائلات قبيلة الزعبي، وكانت بينهم علاقات تجارية متعددة، وكان رحمه الله حسن السمعة لدى الجميع، خاصة مع من تعامل معه عن قرب، فأصبحوا يتداعون للتعامل معه لما شهدوا منه من أمانة وصدق، وكان هؤلاء التجار يودعون أموالهم وأماناتهم عنده في خزينته على سبيل الأمانات، ونظراً لكثرة تلك المعاملات المالية في ما بينهم، فقد ابتكروا نظاماً جديداً يقتضي بأن يرسلوا من طرفهم من يأخذ البضائع أو الأموال، وكان ذلك يتم من خلال كلمة سرية متفق عليها بين التاجر عبدالله عبد العزيز الفارس رحمه الله وبين أصحاب تلك الأمانات، وكانت تتم هذه العملية بكل سهولة ويسر ودقة وإحكام منقطع النظير. وكأن هذا النظام الجديد في المعاملات التجارية، الذي ابتكره التاجر عبد الله عبد العزيز الفارس رحمه الله، يحاكي ما يتوافر في النظم الحديثة من عمليات السحب والإيداع باستخدام الكلمة السرية، فالإيداع يتمثل في ترك الأمانات والأموال، والسحب يتمثل في إرسال من يثقون به لأخذ البضائع أو تلك الأمانات أو الأموال أو جزء منها، وكلمة السر تتمثل في العلامة أو الكلمة المتفق عليها بين الطرفين، وهو نظام ائتماني سابق لعصره في مجال التجارة لا مجال الصيرفة. وهكذا قدم التاجر عبد الله عبد العزيز الفارس رحمه الله نظاماً ائتمانياً جديداً، وكان مبتكراً في نظامه الجديد، حيث انتقل هو ومن يتعامل معهم من النظام التقليدي القديم في أن صاحب الأمانة هو الذي يأتي بنفسه لاستردادها وأخذ بضائع جديدة، إلى هذا النظام الجديد الذي أثبت كفاءته وصار في ما بعد نظاماً معتمداً في البنوك بصفة خاصة، وفي باقي المؤسسات والشركات بصفة عامة، وإن تغيرت السبل والطرق التي طبقته فيما بعد؛ إلا أنه يظل مبتكراً ومبدعاً في تطبيق هذا النظام الائتماني في ذلك الوقت دون أن يدرس في كليات التجارة والعلوم الإدارية. وقد أظهرت لنا هذه القصة الواقعية كيف تحلى أهل الكويت في كويت الماضي بالابتكار والإبداع، وكيف أرسوا قواعد هذا النظام الائتماني الرائع، وبالفعل أثبت هذا النظام أنه سابق لعصره، وقد حل محله العمل البنكي والمصرفي المتكامل، الذي تم تطبيقه مؤسسياً في ما بعد، فكانوا نماذج رائعة وقدوات حسنة لمن جاء من بعدهم حتى يسيروا على دربهم ويسلكوا نهجهم. رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة وجعل مثواهم جنات النعيم. د. عبد المحسن الجارالله الخرافيajalkharafy@gmail.comwww.ajalkharafy.com

مشاركة :