الخرطوم - الوكالات: كثّف قادة الاحتجاجات في السودان امس ضغوطهم على المجلس العسكري الانتقالي بتهديدهم بإعلان إضراب عام والدعوة إلى مسيرة مليونية للمطالبة بتسليم السلطة إلى إدارة مدنية. وردا على سؤال عن الخطوات التي سيتخذها قادة الاحتجاجات في حال لم يسلم المجلس العسكري السلطة لإدارة مدنية، قال صديق فاروق الشيخ أحد قادة «الحرية والتغيير» للصحفيين «لدينا خطوات تصعيدية. سنسيّر مواكب مليونية، كما أننا نحضر لإضراب شامل». وأكد أنه يجري التخطيط لـ«مسيرة مليونية»، مؤكداً دعوة تجمع المهنيين السودانيين الذي أطلق الاحتجاجات ضد البشير في ديسمبر. من ناحيته ذكر أحمد الربيع القيادي البارز في التجمع «نحن ندعو إلى مسيرة مليونية الخميس» (اليوم). وللمرة الأولى أعلن القضاة السودانيون امس انضمامهم إلى آلاف المحتجين في الاعتصام أمام مقر الجيش وسط الخرطوم. وقال بيان صادر عن قضاة السودان «غدا بإذن الله (سينطلق) موكب قضاة السودان الشرفاء من أمام المحكمة الدستورية الساعة 4.00 مساء الى القيادة العامة دعما للتغيير ولسيادة حكم القانون ومن اجل استقلال القضاء». وبدأت التظاهرات في بلدة عطبرة في 19 ديسمبر ضد قرار الحكومة زيادة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. إلا أنها سرعان ما تحولت إلى احتجاجات عمت البلاد ضد حكم البشير. وقال المجلس العسكري إنه سيتولى السلطة مدة عامين. وعلق قادة الاحتجاجات الأحد محادثاتهم مع المجلس العسكري بسبب رفضه نقل السلطة فورا. واتهم بيان مشترك لتجمع المهنيين السودانيين وقوى «الحرية والتغيير»، الأربعاء، اللجنة السياسية التابعة للمجلس العسكري بقيادة عمر زين العابدين بأنها غير جادة في التعاون بشكل اعتبروه «لا يشجع على الاستمرار في الاتصال أو التفاوض». وقال البيان إن اللجنة «تتعنت في تحديد مواقيت للرد على المقترحات، وتستمر في الإشارة إلى عدة مقترحات أخرى مقدمة من تنظيمات بقيت جزءا من نظام عمر البشير حتى تاريخ سقوطه، وتصر على الحديث عن وجودها كشريك في ترتيبات الانتقال بما يعكس ردة ومحاولة لإعادة إنتاج النظام القديم». وأضاف أن تعليق التفاوض مع اللجنة السياسية للمجلس العسكري الانتقالي لا يمثل موقفاً متعنتاً، بقدر ما هو «محاولة لوضع الأمور في إطارها الصحيح الذي يضمن تحقيق مطالب التحول الديمقراطي الذي لا لبس فيه، ولا تمثيل وامتداد للنظام القديم». وأوضح بيان المعارضة السودانية أن «التفاوض مع اللجنة السياسية يرتبط بضرورة التعامل بجدية مع متطلبات الجماهير والثورة من خلال الاعتراف بقوى إعلان الحرية والتغيير كممثل للجماهير التي ارتضته لقيادة حراكها نحو التغيير طوال الأشهر الماضية، وفي عدم رغبتنا في التعامل مستقبلاً مع اللجنة السياسية الحالية». ويعتصم الالاف أمام مقر الجيش وسط الخرطوم حتى قبل الاطاحة بالبشير، وتوعدوا بعدم مغادرة الموقع حتى تتم تلبية مطالبهم. من ناحيته قال نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو «إننا مستعدون من الآن لتسليم السلطة للشباب إذا كانوا جاهزين». وأضاف نائب رئيس المجلس العسكري «نعمل بطاقتنا القصوى لتأمين احتياجات البلاد الضرورية». وأكد أنه تم نشر قوات الدعم السريع بجميع ولايات البلاد لتأمين المواطنين.
مشاركة :