الشارع الإيراني يستعدّ لأيام أقسى بعد تشديد العقوبات النفطية الأمريكية

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - الوكالات: بعدما دفعوا غاليا ثمن العقوبات الاقتصادية الامريكية على بلادهم، يستعد الإيرانيون لأيام أقسى بعد إعلان تشديد هذه العقوبات في مجال النفط. ويقول مدرس (28 عاما) التقته فرانس برس في بازار تجريش شمال طهران: «في النهاية، الشعب هو الذي يعاني جراء الضغط الذي تمارسه» الولايات المتحدة. ويضيف الشاب الذي يرفض كشف هويته أنه منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية عام 2018 «ثمة أناس تنهار أعمالهم، ومن لا يزالون صامدين لن يناضلوا أكثر على الأرجح حين تسوء الامور». في 2015، أحيا توقيع الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الأمل في إيران بنهاية قريبة للعزلة الاقتصادية التي تواجهها إيران منذ أعوام. لكن آمال الإيرانيين سرعان ما تبددت حين قرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2018 أن ينسحب في شكل أحادي من الاتفاق، معتبرا أنه لا ينطوي على أيّ ضمان قويّ يحول دون امتلاك إيران القنبلة النووية. وكانت النتيجة إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي كانت رفعت بموجب الاتفاق، والبدء بحملة «ضغط قصوى» على طهران. وتصاعد هذا الضغط يوم الاثنين مع إعلان واشنطن أنها ستنهي اعتبارا من الثاني من مايو الإعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لتتمكن من استيراد النفط الايراني. وأكدت الولايات المتحدة أنها تسعى من ذلك الى «تصفير» صادرات النفط الإيراني لتجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الدولة، ما يعني، في رأي المدرس، أن «عائدات البلاد ستنخفض والريال سيتراجع أكثر». وتواجه ايران انكماشا منذ 2018. وأفاد صندوق النقد الدولي بأن اجمالي الناتج المحلي للبلاد تراجع بنسبة 3.9 في المئة العام الفائت، متوقعا تراجعه بنسبة ستة في المئة هذا العام. وترافق تراجع الريال الإيراني في سوق العملات مع ارتفاع كبير في الأسعار. وبلغ المعدل الرسمي للتضخم 51.4 في المئة على مدى عام. ويرى العديد من الخبراء أن قطاعي الإنتاج والتجارة في إيران يواجهان صعوبات مزمنة تعود الى ما قبل إعادة فرض العقوبات الأمريكية، لكن سياسة ترامب تسهم الى حدّ بعيد في تفاقم الأزمة الاقتصادية. في بازار تجريش، يتدافع الناس لشراء الخضر والفواكه. ولكن الحركة خفيفة أمام المتاجر التي تبيع سلعا غير أساسية مثل العطور والثياب والأثاث وسواها. وردا على سؤال، يجيب تاجر بغضب: «هل تطولني العقوبات؟ على أي كوكب كنت تعيش في الأعوام الأخيرة؟». وتقول ربة منزل خمسينية: «راتبنا محدود. اضطررنا الى تقليص النفقات على الطعام واللحوم لمواجهة ارتفاع سعر إيجار المنزل». في أزقة البازار، رفض غالبية من صادفتهم وكالة فرانس برس أن يكشفوا أسماءهم، وأجمعوا على الشكوى من التضخم الذي يتجلى خصوصا في أسعار المواد الغذائية وإيجارات المساكن. وتضيف ربة المنزل أنه بسبب العقوبات «فإن الهوة بين الطبقات الاجتماعية تزداد اتساعا، إذ لم يعد هناك الآن سوى أغنياء وفقراء». وتصف السلطات الايرانية العقوبات الامريكية بأنها «إرهاب اقتصادي غير قانوني». ونبّه المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي امس الى أن تشديد العقوبات الأمريكية لن يبقى «من دون ردّ». وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف امس ان على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للعواقب اذا حاولت منع طهران من بيع نفطها واستخدام مضيق هرمز. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية عن وزير النفط الإيراني بيجان نمدر زنقنه قوله أمام النواب إن «الحلم الامريكي بتصفير صادرات النفط الإيرانية لن يتحقق». وبحسب آخر التقديرات المتوافرة، صدرت إيران 1.9 مليون برميل من النفط يوميا في مارس. واعتبر زنقانه أن قرار الولايات المتحدة «سيرتد عليها بالنظر الى وضع السوق». لكن هذا الكلام لا يقنع ربة المنزل في سوق تجريش، إذ تقول: «الوضع سيسوء والأسعار ستواصل ارتفاعها».

مشاركة :