مثقفون هنود لـ "الاتحاد": "أبوظبي للكتاب" منصة عالمية تعزز التواصل الحضاري

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد القائمون على دور النشر الهندية المشاركة في الدورة التاسعة والعشرين لمعرض أبوظبي للكتاب، أن المعرض أصبح منصة عالمية لإبراز المكونات الثقافية والحضارية لمختلف دول العالم، لافتين إلى أن اختيار الهند كضيف شرف هذا العام، يأتي تجسيداً للعلاقات الراسخة بين الإمارات والهند في شتى المجالات، ومن أهمها المجال الثقافي. وخلال جولة لـ «الاتحاد» في الجناح، أعرب عدد من المثقفين الهنود عن تطلعهم للمشاركة في مبادرات ثقافية بالتعاون مع الأدباء الإماراتيين خصوصاً، والعرب عموماً، مشيرين إلى أن الثقافة تعد لغة عالمية تفتح باب التواصل الوجداني والحضاري مع الشعوب ووسيلة لتوسيع الآفاق نحو بناء المجتمعات المتسلحة بالمعرفة والثقافة والعلوم. وتضمن الجناح الهندي أعداداً كبيرة من الكتب المترجمة إلى اللغة العربية، كما حرصت دور النشر الهندية على استعراض آخر إصداراتها في عدد من المجالات ومن أهمها، الروايات وكتب تنمية الذات والتاريخ، إضافة إلى المؤلفات في مجال الطفولة والتي استقطبت أعداداً كبيرة من الطلبة في الساعات الأولى من انطلاق المعرض. إقبال عربي وقال شاكيم شيكهابا: نهدف من خلال تواجدنا في المعرض إلى نشر الثقافة الهندية وجوانبها الثرية عبر استعراض مختلف الإصدارات الحديثة وأبرز الأدباء، الذين لهم بالغ الإسهامات في تنمية الوعي الوطني وتعزيز المعرفة العامة بمقومات التاريخ الهندي الغني بالمآثر والمواقف التي تدعم منظومة القيم والعادات الأصيلة التي يتميز بها المجتمع الهندي. وأضاف: يوجد حضور لافت من قبل العرب عموماً للجناح الهندي للتعرف على الإصدارات المتواجدة، وهو الأمر الذي يدلل على عمق العلاقة بين الثقافتين العربية والهندية، والتي كان لها انعكاساتها المختلفة عبر الحضور لممثلي الأدباء من الطرفين في عدد من المحافل والمناسبات الثقافية، إضافة إلى التاريخ الذي يروي أهمية التبادل الثقافي نظراً لوجود عدد من المشتركات الثقافية. وأشار إلى أن معرض أبوظبي للكتاب يعد من المعارض المتطورة والتي تستقطب مختلف الدول، نظراً للدعم والاهتمام الذي تبذله الجهات المعنية بالثقافة وتعزيزها بدولة الإمارات، عبر الكثير من المبادرات والملتقيات التي يتم خلالها اكتساب المعارف والتجارب والخبرات من كافة الثقافات، إضافة إلى التركيز المحوري على مفهوم الثقافة الجامعة العابرة للقارات، فالأدب هو عمق الشعوب في الأرض. ولفت إلى أن اختيار الهند كضيف شرف هذا العام، يعكس مستوى التعاون البارز بين البلدين والعلاقات القوية التي تطورت بفضل الرؤية السياسية المشتركة بين القادة، إضافة إلى وجود الترابط المجتمعي بوجود أكثر من مليون هندي في دولة الإمارات، يعيشون وسط بيئة من التسامح والعدالة بوجود المجتمع الإماراتي المؤمن بأهمية العمل المشترك للبناء والتطوير. اهتمام عالمي من ناحيتها قالت غولشان دوداني: نشارك للمرة الأولى في معرض أبوظبي، نظراً لمستوى الاهتمام المتزايد بالحدث عالمياً، حيث نحرص على التواجد في معارض الكتاب المرموقة مثل معرض فرانكفورت ولندن، ونحن متشوقون لرؤية الإقبال الكبير من قبل مختلف أفراد المجتمع للمعرض الذي يكتسب سنوياً زخماً متزايداً، مما دفعنا إلى التواجد بين نخبة من دور النشر الهندية. وأضافت: تقوم مشاركتنا على استعراض عدد من الكتب المحفزة والتي تعنى بمعالجة الجوانب الإنسانية، والكيفية التي يتحول من خلالها التفكير البشري باتجاه المبادرة والمشاركة والعمل والتحلي بالإيجابية، انطلاقاً من القدرات الكامنة التي يحتويها، إضافة إلى المهارات التي تتطور مع وجود الإرادة الحقيقية والعمل اللازم لإبرازها وإظهارها. وأشارت إلى أن الأدب الهندي هو أدب متنوع بفضل وجود العديد من الأدباء والمؤرخين والمثقفين الذين يحرصون على تجسيد الثقافة الهندية ضمن كتبهم ومؤلفاتهم، التي أصبحت تتمتع بمكانة دولية بارزة وتنافس على الجوائز العالمية ضمن المجالات المختلفة. ميراث غاندي بدوره أوضح سينها آك، أن المركز الوطني الهندي يعرض إصدارات تتناول الإرث الحضاري والثقافي الذي تركه المهاتما غاندي في نفوس الهنود، إضافة إلى حكمه ووصاياه التي تأثر بها العالم أجمع، نظراً لشخصيته الفذة التي كانت صوتاً للحكمة والحوار والمعرفة، وهو الأمر الذي يحرص المجتمع الهندي على تجسيده. وأضاف أن هذه الكتب تسهم في نقل ما مر به المهاتما من تجارب إلى الجيل الناشئ خصوصاً، حيث تحتاج الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب إلى التعمق في سيرته الزاخرة بالمواقف التي نستحضرها يومياً، وتسهم في تكوين الصورة العامة المثلى التي تدون تاريخ الهند وأحداثه الماضية. مناخ التعايش من ناحيته أكد كرتين لنو أن العلاقة بين الإمارات والهند أصبحت مثالاً عالمياً يحتذى به، لجهة التناغم الثقافي والسياسي الذي تعزز في المؤتمرات والمحافل الماضية، معرباً عن تقديره لدولة الإمارات التي تتيح الفرصة لملايين الهنود لشق طريقهم للنجاح والعمل من خلال المناخ الملائم الذي توفره استناداً على مفهوم التسامح والتعايش. وأشار إلى أن المستقبل يعد فرصة لتعزيز التعاون الثقافي ما بين الإمارات والهند، حيث بإمكان رواد الحركة الثقافية بين البلدين أن يطلقوا المؤلفات التي تحاكي العقل وتخاطب الوجدان، ومن شأنها أن تعزز المفاهيم والقيم النبيلة التي تستنبط من التاريخ المواقف المشهودة، والوصايا التي لها الدور الهام في رسم خارطة القادم من الأيام. القرويّون الهنود من جهته قال أجيت جها: هناك تطور ملحوظ في العلاقات الثقافية بين الإمارات والهند، حيث تمت ترجمة العديد من الكتب الهندية إلى اللغة العربية ولتكون حاضرة عبر مختلف منافذ البيع ودور النشر في دولة الإمارات، كما يوجد تعزيز لحضور الأدب العربي في المكتبات الهندية، والذي يسهم في تحقيق الانفتاح الثقافي المطلوب والمشاركة المعرفية التي تتيح الاستفادة المتبادلة. وأضاف: حرصت خلال المعرض على التواجد بكتاب يتحدث عن المجتمع القروي في الهند وحال العاملين بمجال الزراعة وما يواجهونه من أحداث يومية وقضايا مجتمعية متداخلة ضمن إشكالات البيئة الريفية والعالم المعاصر، حيث يستند الكتاب على مجموعة من الأحداث التي تتعمق في مفهوم هذا القطاع الحيوي الهام، لما يشكله من دور اقتصادي وإرث مجتمعي يحظى بتقديره للآن. من جهته قال شاهنواز كرام، من المركز الوطني لنشر لغة «الأوردو»: ما يميز الهند هو وجود الكثير من اللغات المتداولة بين مختلف شرائح المجتمع، والتي تتيح إمكانية الترجمة المباشرة نظراً للتداخل والمشاركة المجتمعية التي تتيحها المراكز الثقافية في المعارض والمؤتمرات، ونهدف من خلال المركز إلى متابعة الإصدارات المتوافرة ببقية اللغات ونقلها إلى متحدثي لغة الأوردو. وأضاف: مشاركتنا تأتي للعام الثاني على التوالي، نظراً للنجاح الذي يحققه معرض أبوظبي للكتاب خاصة بوجود الدعم الكبير من قبل القيادة للحراك الثقافي بدولة الإمارات وتحفيز دور النشر لتكرار المشاركة سنوياً، وهو الأمر الذي اتضح عبر البرنامج الحافل بالعديد من الفعاليات والندوات الثقافية التي تتحدث عن الكثير من الإشكالات والتحديات التي تتطلب رؤية موحدة لمواجهتها. وأشار إلى أن الثقافة العربية تواجه تحدي الانتشار والتواصل مع دور النشر الأجنبية، وهو ما يتطلب من الناشر العربي أن يحرص على تسويق أدواته الكتابية ومنتجاته الوطنية لأن تكون قابلة ليس فقط للترجمة ولكن للانتشار في المجتمعات الأخرى، حيث يمثل المعرض فرصة لتداول الأفكار القيمة بهذا الشأن. تنوع ثقافي من ناحيته قال كاران ماغو: ما يميز معرض أبوظبي للكتاب هو وجود التنوع العالمي من خلال مشاركة نحو 50 دولة من مختلف قارات العالم، والذي من المتوقع ازدياده خلال السنوات المقبلة خاصة مع وجود العوامل اللازمة لنجاح المعرض، ومنها الرؤية بعيدة المدى تجاه تطوير القطاع الثقافي وسهولة الإجراءات التنظيمية والمستوى العالي من المتابعة والرصد للملاحظات التطويرية. وأضاف: إن وجود الهند يأتي لاستعراض ما يميزها من إصدارات وكتب قيمة، فالتاريخ الهندي مليء بالكتب التي تحاكي الحاضر وتناقش أحداث الماضي وتتوقع ما سيحدث مستقبلاً، نظراً لارتباطها بذاكرة الشعوب وما تحتويه من أحداث.وأشار إلى وجود العديد من المشتركات الثقافية بين الإمارات والهند، منها تواجد التاجر الإماراتي منذ عقود في الهند وهو الأمر الذي حضر في الكتابات العربية، إضافة إلى التأثير الإيجابي للملايين من العاملين الهنود والذين يشعرون بعميق الامتنان، لما قدمته لهم الإمارات من فرص ودعم وإمكانات، فالإمارات دائماً تعد رمزاً إيجابياً حضارياً يحظى بتقدير الهنود. من جهته قال داليب سوفلي: تأتي المشاركة بهدف استعراض العديد من المؤلفات التي تعنى بالطفولة، حيث نستهدف أن نستقطب الطفل عبر الكثير من القصص التي تجمع ما بين المعرفة والفائدة العلمية مع وجود المتعة. وأضاف: إن الطفل هو محور هام في المجتمعات بما فيها الهند، والتي تحظى بوجود العدد الضخم والهائل من العقول اليافعة التي ترغب في أن تحصل على المكانة الملائمة لها، لذلك تحرص العائلات على اصطحاب الصغار للمشاركة في الأحداث الثقافية والاهتمام بالمكتبة المنزلية، فالقراءة تعد المفتاح الأول للنجاح المهني والمستقبلي، وبدونها لا يمكن تنمية العقول. وأشار إلى أن الجناح الهندي عموماً تتنوع فيه المشاركات ويحظى بأعداد كبيرة من الزوار، نظراً للأهمية التي يحظى بها الأدباء المشاركون في المعرض لدى القارئ الهندي. تبادل ثقافي من ناحيته أكد فيردي سوان، أن معرض أبوظبي للكتاب يعد فرصة لتحقيق أكبر قدر من التبادل الثقافي بين مختلف الحضارات، حيث تعد الثقافة لغة سلام عالمية تمكن الشعوب من التواصل فيما بينها، وهو ما يتطلب تعزيز حركة الترجمة بين مختلف اللغات عبر إيجاد مبادرات فعالة من رواد الحركة الثقافية بالدول، إضافة إلى تعزيز مفاهيم التسامح التي ترعاها دولة الإمارات لتصبح حاضرة في الأدب العالمي. وأشار إلى أن الأدب يلعب دوراً هاماً في استشراف تحديات المستقبل والتعامل معها، كما يشكل عاملاً مهماً من عوامل الفكر الواعي المدرك لأهمية العمل بجد واجتهاد لبناء وإعمار المجتمعات والدول، لذلك من المطلوب تعزيز البرامج العالمية الوثيقة المعنية بالاستثمار في الكوادر البشرية وتغذيتها بالفكر المعتدل القارئ، لافتاً إلى أن الإمارات والهند يشكلان أعمدة بناء إيجابية نحو الازدهار والتقدم.

مشاركة :