الدكتورة (عزيزة المانع) الله يمسيها بالخير، التي تقف على (نافوخي) يوميا تقريبا، أي التي تقف فوق موقع مقالي ولي الشرف بذلك ــ فقط لأنها أنثى ــ أما لو كانت رجلا، فهناك احتمال مؤكد أن (أعمل من البحر طحينة)، فقد كتبت هي في يوم المرأة العالمي قائلة: في مثل هذا اليوم من كل عام، اعتاد العالم أن يحتفل بالمرأة، وهي عادة مكتسبة منذ أكثر من مائة عام. معظم دول العالم تحتفل بالمرأة في الثامن من شهر مارس، باستثناء دولة واحدة لا أسميها ــ انتهى. ولماذا لا تسمينها يا دكتورة ؟!، المسألة بسيطة، أنا أسميها لك، فأول حروفها تبدأ (بالسين) وآخرها ينتهي (بالهاء). والشهادة لله إن أولياء أمورنا، ابتداء من الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله، وانتهاء بالملك سلمان ــ حفظه الله، حاولوا بشتى الوسائل الاهتمام وإعلاء شأن المرأة في كل المجالات، غير أن القاطرة أحيانا تسبق بعض الراكبين. ما علينا وخلونا ندخل بالموضوع أحسن لنا، وهو موضوع أحترمه وأجله وأهواه كذلك، وكيف لا؟!، وهو يرتبط بالمرأة التي لولاها لزهدت أنا بهذا العالم المتوحش، فهذا هو اختصاص صاحب الخمسة نجوم. من المؤسف أن العالم يحتفل بهذه المناسبة يوما واحدا، ولا يعلم عن أحوال المرأة بقية السنة. أستدرك وأقول: إنني قد أكون مبالغا ومتجنيا بعض الشيء، فهناك دول حاولت وما زالت تحاول أن تعلي من شأن المرأة وتعطيها حقوقها، وترفض تهميشها بأي صورة من الصور. وبالمقابل، هناك دول أغمض البعض من شعوبها أعينهم، وصموا آذانهم، وغيبت عقولهم، وماتت ضمائرهم، وجعلوا من المرأة كما مهملا يأتونه متى ما أرادوا؛ لكي يستمتعوا به فقط وقت الحاجة، ونسوا أن تلك المرأة هي نصف المجتمع، بل هي التي أنجبتهم ــ وأعني بهم العنصر التعبان من (أشباه الرجال)، الذين فعلوا بها الأفاعيل، من عسف وظلم وامتهان و(فرد عضلات)، لا أقول عنها كلها إلا أنها جبانة ورخيصة. ويا ليتهم على الأقل تحلوا بأخلاق الكلاب ــ نعم الكلاب. هل تعلمون، يا سادتي، أن الكلب عموما لا يعض قط أنثى من جنسه، فالكلبة تبقى محرمة عليه وتسمح لنفسها الإتيان بكل شيء تجاهه، من العضعضة اللعوبة إلى العض الحقيقي، فهي دائما على ثقة أن الكلب لن يهاجمها، كما أنه لن يهرب من طريقها؛ لأن كرامته تحول دون اللجوء إلى مثل هذا الحل، فالدفاع الوحيد أمامه هو إبراز قناع وإشارات تدل على الاحترام والمراعاة؛ ليتمكن بواسطتها أن يحول مهاجمة الأنثى إلى نوع من المداعبة. وهل هناك أروع من المداعبة؟!، لهذا أنا أحترم (جنتلة) الكلاب، بل إنني من هذه الناحية لا مانع عندي إطلاقا أن تعتبروني فردا من فصيلتهم، ولا أذكر يوما أنني هاجمت امرأة، أو حططت من كرامتها، أو هربت منها، أو عضضتها، أو سألتها (ثلث الثلاثة كم)؟!، فطوال عمري ــ ولله الحمد ــ أسير بجانب الحائط، وليس على لساني غير عبارة: يا الله السلامة. هكذا هم الرجال (ولا بلاش).
مشاركة :