هددت إيران أمس أي بلد يعوض حصتها في سوق النفط مع فرض عقوبات شاملة عليها، وحملت طهران السعودية والإمارات والولايات المتحدة مسؤولية أي تداعيات، في حين حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن حملة ترامب المكثفة على الجمهورية الإسلامية ستؤدي إلى تغذية مشاعر «المقاومة والانتقام». بعد تلويحها بإغلاق مضيق "هرمز" الاستراتيجي بوجه صادرات دول المنطقة من النفط في حال نجحت العقوبات الأميركية الشاملة التي تدخل حيز التنفيذ مطلع مايو المقبل في وقف إمداداتها من الطاقة، هددت إيران، أمس، أي بلد يعوض حصتها في سوق النفط في رسالة مباشرة إلى السعودية والإمارات التي قال الرئيس الأميركي، إنهما تعهدتا بتعويض النقص. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن "الجمهورية الإسلامية لن تسمح لأي بلد بتعويض حصتها في سوق النفط، وتحمّل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مسؤولية أي تداعيات". وأكد موسوي، في وقت متأخر مساء أمس الأول، أن "الحكومة والشعب الإيرانيين لن ينسيا أبداً عداء بعض الدول في هذه الظروف التاريخية"، وندد بالسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وبالبحرين لترحيبهما بوقف الإعفاءات التي منحت لعدد من الدول من العقوبات النفطية على طهران. وقال: "نأمل أن يتخذ مشترو النفط الإيراني المعارضون لهذه الخطوة أحادية الجانب موقفاً". وفي وقت صعدت أسعار خام برنت، أمس، متجاوزة 75 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ بداية العام، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن الصين "لم تطلب بعد" المزيد من النفط بعدما قررت واشنطن إنهاء الإعفاءات التي كانت تتيح لبكين الشراء من طهران. إغلاق التفاوض وفي وقت سابق، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "الفريق ب" الذي يضم مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما حضّا ترامب على الدخول في صراع مع إيران. وقال في تصريحات مساء أمس الأول: "أولئك الذين رسموا السياسات الجاري اتباعها لا يريدون ببساطة حلاً يجري التوصل إليه بالتفاوض. لكن دعوني أقولها واضحة إن إيران لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها". وفي تصريح مستتر إلى حد ما، حذر ظريف من احتمال أن "يحاول أناس تدبير حادث من شأنه أن يثير أزمة أوسع". مقاومة وتصعيد في غضون ذلك، حذرت "مجموعة الأزمات الدولية" من أن "الحملة الأميركية على طهران ستؤدي إلى المقاومة والانتقام أكثر من الاستسلام". وذكرت المجموعة ومقرها بروكسل في تعليق لها أن "قرار واشنطن وقف إعفاءات شراء النفط الإيراني وتصنيف الرئيس الأميركي للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية يعد تصعيداً كبيراً للحملة القسرية التي تمارسها ضد طهران". وأضافت أن "النية واضحة وهي إفلاس إيران، بالتالي قبولها بمطالب الولايات المتحدة من جانب واحد أو حتى انهيار نظامها". ورأت المجموعة أن نجاح استراتيجية البيت الأبيض يعتمد الآن على الصين والهند وتركيا، عملاء النفط الرئيسيين المتبقين لطهران. واشنطن وطالبان من جانب آخر، انتقدت طهران المحادثات الأميركية مع حركة "طالبان" بهدف إنهاء الحرب في أفغانستان، لاستبعادها الأطراف الأفغانية والإقليمية الأخرى. وأقر ظريف بأن إيران فتحت كذلك حواراً مع الحركة الأفغانية المتطرفة، لكنه قال، إن المساعي الأميركية للتعامل مع المتطرفين "خاطئة جداً". وأضاف أن "محاولة استبعاد الجميع والحديث فقط مع طالبان أبعدت الحكومة الأفغانية والمنطقة وكل شخص آخر، ولم تحقق شيئاً، كما رأينا من البيان الذي خرجت به طالبان"، في إشارة إلى إعلان الحركة المسلحة عن بدء هجومها الربيعي. ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد جولة جديدة من المحادثات في قطر مع "طالبان"، حيث تدل مؤشرات أولية على أن واشنطن ستوافق على سحب قواتها وأن الحركة المسلحة تعد بعدم السماح بإيواء متطرفين أجانب على الأراضي الأفغانية. تبادل في سياق آخر، جددت إيران استعدادها لتبادل السجناء والمحتجزين لديها مع الولايات المتحدة وبريطانيا معتبرة الموضوع ليس بالأمر الجديد وأن مقترح وزير خارجيتها الأخير "واضح ولا يحتاج لأي تفسير أو تأويل". ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية طلب واشنطن الافراج عن السجناء الأميركيين من جانب واحد بأنه رد "فعل متسرع". وكان ظريف قال إنه "في أوروبا وأميركا سجناء وجهت لهم تهمة انتهاك الحظر وإرسال قطع غيار طائرات مدنية إلى إيران. وانني أطرح هذا الاقتراح علناً وتعالوا لنتبادل السجناء". واقترح عملية تبادل بين امرأة بريطانية من أصل ايراني مسجونة في طهران وأخرى إيرانية مسجونة في أستراليا وتطالب بها السلطات الأميركية. اعتقال على صعيد منفصل، أعلنت السلطات الإيرانية، أمس، اعتقال 60 شخصاً بتهمة التجسس والتسلل إلى مؤسسات حكومية لصالح منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة التي تصفها طهران بأنها "جماعة إرهابية". وقال رئيس جهاز الاستخبارات في محافظة أذربيجان الشرقية الواقعة شمال شرق البلاد، قدرت ديالمه: "المعلومات التي حصلنا عليها تفيد بوجود 50 شخصاً يعيشون خارج إيران كانوا يتولون تحريك 60 شخصاً داخل البلاد ويعملون لمصلحة منظمة مجاهدي خلق".
مشاركة :