أبوظبي: نجاة الفارس افتتحت مؤسسة «بحر الثقافة» فعالياتها، مساء أول أمس، في المعرض بكلمة ألقتها الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة المؤسسة؛ حيث أكدت خلالها أننا نعيش لحظات زخم معرفي وثقافي، ونقاشات ولقاءات تنير في عقولنا الكثير من الأفكار، ولاسيما في «عام التسامح»، الذي دعت إليه الإمارات؛ لتحتفي بدمج الجنسيات والثقافات والديانات المتباينة، التي تتعايش على أرضها، وتعطي من خلالها الدليل على قدرة هذا البلد على صهر كل مكوناته في بوتقة واحدة. وأكدت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، أننا نحتفي هنا، وسط آلاف الكتب بنخبة من العقول العربية المُبدعة، التي صدرت للثقافة العربية مجموعة من الإبداعات في كل المجالات، وكان تميزها دافعاً؛ للاحتفاء بها في هذه الدورة من المعرض.. وختمت بقولها: «إن الثقافة العربية قادرة على إضافة رصيد معرفي للتجربة الإنسانية بشكل دائم». وقدمت الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، محاضرة بعنوان: «رؤى إدارية في مسيرة عطاء أم الإمارات»، أكدت فيها أن مسيرة العطاء التي قادتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، حافلة بالإنجازات والعطاء، وأنها تعكس التطلعات، التي تعتز بها المرأة في الإمارات، مشيرة إلى أن العمل مع سموها مدرسة في حد ذاته؛ لأنه يعلم الإنسان كيف يصوغ الرؤى والخطط والتطلعات، وكيف يؤثر في الآخرين، ويلهمهم، ويحفزهم على بذل المزيد من الجهد، ووصفت د. الشامسي شخصية سمو «أم الإمارات» بالشخصية «الكاريزمية»، التي تدفع الإنسان إلى العمل بما تملكه من تفاؤل، وتخلق لديه القدرة على النجاح. وذكرت أن من أهم السمات التي تتسم بها شخصية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، فضلاً عن التفاؤل، هي البصيرة النافذة، التي تستطيع أن ترى صورة الأمور قبل تنفيذها، مع امتلاك القدرة على جعل هذه الأمور واقعاً متحققاً، موضحة: إن ذلك تجلى من خلال كثير من الإنجازات، التي تحققت في فترة السبعينات للمرأة الإماراتية، رغم أن واقعها ووضعها في ذلك الحين لم يكونا يسمحان بذلك. وتطرقت إلى سمة أخرى، في شخصية سمو «أم الإمارات»، وهي الحكمة العملية التي تستطيع قراءة الواقع، وتكوين صورة موضوعية عنه، ومن ثم التخطيط لإنجاز ما يمكن من عطاءات كامنة، مشيرة إلى أن شخصية سموها تمتلك المقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، وأن ذلك ساعدها في اتخاذ التدابير التي ضمنت معالجة الواقع، وتحليل الظواهر تحليلاً علمياً سليماً، وإيجاد الأجوبة الكفيلة بمعالجته على أحسن صورة ممكنة. وأضافت د. الشامسي: «إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تمثل قدوة ليس في الإمارات وحسب، وإنما على مستوى العالم، ونحتاج نحن أن نأخذها قدوة كذلك في علم الإدارة، فقد استطاعت سموها أن تنجز العديد من المبادرات، التي كانت مجرد تحديات، فهي صاحبة قرارات حكيمة مناسبة للظروف، وقد وجدنا الحكمة العملية في كثير من المشاريع، التي كانت تتم بتوجيهاتها، كما أن «أم الإمارات» تعد مدرسة، ومرجعاً، وكانت توصل رسائل غير مباشرة لفريق العمل من حولها؛ من خلال قصص فيها خلاصة المطلوب». كما قدمت الباحثة الإماراتية الدكتورة رفيعة غباش محاضرة بعنوان: «عوشة حين زارها القمر»؛ حيث بدأتها بعرض فيلم لمسرحية قصيرة اشتملت على لقطات من سيرة الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، والتي يحتفي بها «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» كشخصية محورية في المعرض. تحدثت غباش عن تفصيلات مدى اهتمامها بشعر عوشة، وتوثيقها له، وأفاضت في وصف ما قامت به؛ لتوثيق هذا الشعر كتابياً وصوتياً.
مشاركة :