خبراء: على البنوك الاستعداد لتأثيرات «بلوك تشين»

  • 4/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكّد مصرفيون وخبراء تقنية أهمية إدراك البنوك مدى التأثير الذي تحدثه تقنية «بلوك تشين» على القطاع المالي وأهمية التقنية بالنسبة للعمل المصرفي، وذلك من خلال تعزيز كفاءة البنية التحتية المصرفية بالإضافة إلى إحداث تغييرات جذرية على مستوى مدفوعات التجزئة، والتحويلات، وأنشطة الخزينة داخل المؤسسات المصرفية، وتمويل التجارة، وغيرها. وأشار الخبراء في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» إلى أن الفرصة الحقيقية لتكنولوجيا «بلوك تشين» تكمن في أنها تخفض بشكل كبير من تكلفة الثقة من خلال اتباعها نهجاً جذرياً لا مركزياً للمحاسبة، وبالتالي، إنشاء طريقة جديدة لهيكلة المنظمات الاقتصادية، فيما تتوقّع تقديرات أن تتبنى نحو 65% من البنوك و90% من شركات الدفع في العالم شكلاً من أشكال تكنولوجيا «بلوك تشين» بحلول 2020. مواصلة الاستكشاف وأكّد عبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة «بنك الإمارات دبي الوطني» التزام البنك بمواصلة استكشاف إمكانات تطبيق تقنية البلوك تشين، باعتباره عضواً في المجلس العالمي للتعاملات الرقمية التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، وأول من أجرى اختباراً ناجحاً لتكنولوجيا التعاملات الرقمية «بلوك تشين» على الخدمات المصرفية. وأضاف: استكمل البنك بنجاح تجربة تقنية بلوك تشين في التحويلات الدولية ومعاملات التمويل التجاري، بالشراكة مع بنك ICICI المحدود، أكبر بنوك القطاع الخاص في الهند من حيث الأصول الموحدة، وشركة «إنفوسيس فيناكل». وكان «الإمارات دبي الوطني» من أوائل المؤسسات في المنطقة التي تطلق «شيك تشين»، التي تدمج تقنية «بلوك تشين» بالشيكات لتعزيز مستويات المصادقة والموثوقية والحد من عمليات الاحتيال. وتضيف تقنية «شيك تشين» مستوى آخر من الأمان لنظام تسوية الشيكات، وتضمن التحقق من كل شيك ضمن نظام البنك عبر رمز الاستجابة السريعة الفريد. ثورة ابتكار وأضاف قاسم: «تعتبر بلوك تشين من أقوى التقنيات التي أحدثت ثورة في عالم الابتكار في القطاع المصرفي في الإمارات. وقد تم إنشاء هذه التكنولوجيا التأسيسية للارتقاء بالبنية التحتية للخدمات المالية لتتّمكن نماذج الأعمال من الازدهار ضمن هذه البنية الجديدة. ولا يتمحور التطور الاستثنائي للبلوك تشين على تقديم إمكانات تقنية سريعة الانتشار فحسب، بل يمثل فرصة ثمينة تحفز وتيرة التغيير. وعندما يأتي الأمر على المعاملات المصرفية بوجه خاص، حيث تواصل إمكانات البلوك تشين التطور، يمكننا أن نتوقع رؤية التكنولوجيا تتولى دوراً أكثر أهمية في مجالات على غرار التعامل مع الملفات، وخدمات التمويل الصادر/‏ الوارد، وإدارة النقد، بما في ذلك المدفوعات المحلية والعالمية». فرص جديدة وقال فيجاي فاليشا، مدير المخاطر المالية وكبير محللي السوق في شركة «سنشري فاينانشال» إن تطبيقات «بلوك تشين» في البنوك متعدّدة اليوم، مشيراً إلى أن التقنية تمنح البنوك فرصة لتجديد وإعادة تعريف معاملات «دفتر الأستاذ» التي يتم استخدامها لغرض تسجيل وتخزين المعاملات من أي نوع في النظام الأساسي المشترك. وأضاف: «تتمثل مزايا هذه التكنولوجيا في ثبات البيانات والشفافية وتجربة العملاء المحسنة والمعالجة الأسرع، فيمكن أن تكون فوائدها أحد الأسباب التي جعلت بعض أكبر البنوك في العالم مثل بنك «كريديت سويس» وبنك»إتش إس بي سي«يتعاونان مع شركات التكنولوجيا المالية لإنشاء تطبيقات جديدة. وفقاً لتقديرات مختلفة، من المتوقع أن تتبنى نحو 65% من البنوك و90% من شركات الدفع شكلاً من أشكال تكنولوجيا»بلوك تشين«بحلول 2020، لذلك يصبح من الضروري بالنسبة للبنوك معرفة المزيد عن هذه التكنولوجيا». تطبيقات وذكر فاليشا: إن بعض تطبيقات «بلوك تشين» التي تستخدم في البنوك اليوم هي في التمويل التجاري، ومعاملات البورصة، ورمزنة الأصول والتحويلات المالية، وامتثال العمليات الإدارية وتسريع عمليات التسويات في مجال التمويل التجاري. وأضاف: يمكن لتكنولوجيا بلوك تشين تزويد المؤسسات المالية بمراجعة آنية للوثائق، وتنفيذ العقود اللامركزية، والمدفوعات الآلية، والشفافية التنظيمية. بالإضافة إلى حلول لمواجهة عدم الكفاءة في المعاملات العابرة للحدود باستخدام منصة «ريبل» Ripple القائمة على «بلوك تشين» وهي نظام دفع مفتوح المصدر وموزع يجعل عمليات الدفع الفوري ممكنة برسوم معاملات منخفضة. تحسين التجارب وأكّد سهيل بن طراف، الرئيس التنفيذي للعمليات في «الإمارات الإسلامي»: التزام البنك بمواصلة الاستثمار في التقنيات الرقمية سعياً إلى تحسين التجربة المصرفية والارتقاء بها إلى مستويات جديدة، وذلك في إطار التزامه الراسخ بدعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بترسيخ مكانة دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي. وأضاف: ومن هذا المنطلق، كان الإمارات الإسلامي أول مصرف إسلامي يبادر إلى إدخال تقنية التعاملات الرقمية (بلوك تشين) في الشيكات الصادرة عنه كمعيار لمكافحة الاحتيال وبهدف تعزيز مستويات الأمان في وسيلة الدفع الشائعة هذه. وتنطوي تقنية بلوك تشين على إمكانات متميزة تتيح لها تحقيق تحسن ملموس في أمان وحماية المعاملات المصرفية، ويسعدنا أن نكون من بين أوائل المستفيدين في الإمارات من هذه التقنية الجديدة التي توفر لعملائنا مزيداً من الأمان وراحة البال. تأثيرات ملموسة وقال دانيال ديمرز شريك في شركة استراتيجي&، التابعة لشركة «بي دبليو سي»إن تقنية «بلوك تشين» تعتبر تقنية حديثة العهد نسبياً، وأصبحت متاحة للاستخدام منذ بضع سنوات فقط. وقد ينطوي فهم هذه التقنية على القليل من التعقيد لأنها تجمع بين التشفير والأنظمة اللامركزية وتعتمد آليات توافقية خاصة وبروتوكولات ذاتية التنفيذ. وأضاف: من المتوقع أن يكون لهذه التقنية أثر ملموس في ناحيتين على مستوى قطاع الصيرفة، فمن ناحية، ستلعب بلوك تشين دوراً حيوياً في تعزيز كفاءة البنية التحتية المصرفية من خلال إلغاء الحاجة إلى عملية مطابقة البيانات، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى توفير التكاليف. ومن منطلق استراتيجي، فإنها من ناحية ثانية ستتيح تطوير نماذج أعمال جديدة كلياً قادرة على إحداث تغييرات جذرية على مستوى مدفوعات التجزئة، والتحويلات، وأنشطة الخزينة داخل المؤسسات المصرفية، وتمويل التجارة على سبيل المثال. تعزيز الثقة وقال نيكولاس جونز، المدير الأول للخدمات المصرفية والمالية في «روبرت والترز» في دبي: إنه بالرغم من أن القطاع المصرفي هو الأكثر تحصيناً من الناحية التاريخية لتأثيرات التقنيات الحديثة، إلا أن الأعمال المصرفية تركز اليوم بشكل أكبر على إدخال التكنولوجيا لتعزيز ثقة عملائها وذلك في أعقاب أحداث مثل الأزمة المالية العالمية. وأضاف: «توفّر بلوك تشين مستوى عالياً جداً من الأمان والأمان عندما يتعلق الأمر بتبادل البيانات والمعلومات والمال. كما تتيح للمستخدمين الاستفادة من بنيتها التحتية الشفافة علاوة على انخفاض تكاليف التشغيل مستفيدة من لا مركزيتها. هذه الخصائص تجعل بلوك تشين تقنية موثوقة وواعدة بل ومطلوبة في قطاع البنوك والتمويل». تقنية ثورية قال دانيال ديمرز: إذا ما نظرنا إلى تقنية بلوك تشين من منظور أوسع، فإنها تمثل تقنية ثورية تمكّن من تطوير نماذج أعمال جديدة وحلول مصرفية مبتكرة من شأنها أن تحقق أعلى مستوى من المنفعة لصالح العملاء. ومن بين التقنيات الثورية الأخرى الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلات، والواقع المعزز، والروبوتات، والحوسبة الكميّة. وسيكون من المفيد للمصرفيين والمسؤولين التنفيذيين البقاء على اطلاع على هذه التقنيات والبحث عن حالات الاستخدام أو التطبيقات التي تنطوي على إمكانات تأثير كبيرة في قطاع الصيرفة. وفي الوقت نفسه، من المهم التعامل مع كل تقنية ناشئة جديدة على أساس عقلاني وعدم التسرع في اعتمادها دون التأكد من مستوى نضوجها الحالي.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :