قطر تعيش في عزلة.. ونشهد أكبر حملة تصعيد ضد النظام الإيراني يصف الكاتب جوش هامر، من صحيفة الديلي واير نفسه، بأنه من جيل الشباب المتعلم الداعم لترمب والخط الوطني الأميركي الذي يريد إعادة مكانة أميركا وتفعيلها، حيث يقول هامر إن ما فاجأ الناس في انتخابات الـ2016، سيعود ويفاجئهم بانتخابات 2020، وأن الرئيس ترمب لا ينتخبه البيض غير المتعلمين فقط، بل هناك تيار شبابي متعلم ومتماسك من كل الخلفيات يؤيد الرئيس ترمب ويرى ضرورة التمسك بالمبادئ الأميركية التي فقدت أميركا بعضها في الحقبة السابقة كما يقول هامر. وكان الكاتب جوش هامر، يشير إلى خطورة ذهاب وزير الخارجية الأسبق ريك تيليرسون، نحو التقارب مع قطر، وكان قد تساءل عدة مرات في مقالاته عن سبب إصرار تيلرسون على التقارب مع ما يصفه بالدولة العربية المفضلة لدى عدو الولايات المتحدة (إيران) و هي قطر. كما دعا هامر من العام 2017، إلى عزل قطر وقطع العلاقات معها، وكشف هامر صفقات الفساد بين قطر وفيفا ودفعات منحتها قطر لمسؤولين في الفيفا للحصول على أفضلية في استضافة كأس العالم. ويرى هامر أن ما بعد إقالة تيليرسون ليس كما قبله بالنسبة لعلاقة أميركا مع قطر، حيث توقف البيت الأبيض بعد خروج وزير خارجيته السابق عن ذكر اسم قطر، لتدخل فيما يشبه العزلة، كما يؤكد لـ»الرياض» أن عددا من الاجتماعات والظهورات العلنية التي تقدمت بها حكام قطر إلى جانب الرئيس الأميركي تم الرد عليها بالرفض مؤخراً. ويظهر هامر استغرابه لابتعاد قطر وانعزالها عن محيطها العربي حتى قبل المقاطعة، حيث تختار قطر على حد قوله أن تكون تابعة لتركيا، أو حليف يملأ خزائن إيران المعاقبة والعدو للعرب، مضيفاً أن هذا الوقت هو الأفضل حيث تتظافر جهود واشنطن مع جهود السعودية لتحقيق أهم الإنجازات على صعيد المنطقة وخاصة في ملف محاربة التطرف الإيراني، حيث نشهد في عهد الرئيس ترمب تصعيداً هو الأول من نوعه أميركياً تجاه أي نظام حكم إيران. وفيما يلي نص الحوار: كتبت مؤخراً عن فيتو الرئيس لإيقاف قرارات الكونغرس في حرب اليمن، وحاولت شرح رؤيتك لهذه الحرب للمتابع الأميركي الذي يتلقى المعلومات بشكل غير دقيق أحياناً، فما الذي دفعك للدفاع عن «فيتو» الرئيس حتى النهاية؟ أولاً أرفض تسميتها حرب تقودها السعودية ضد اليمن، لأنها حرب دفاعية وليست حرب هجومية، فالسعودية تفعل ما قد تفعله أي دولة، غنية أو فقيرة، حليفة لنا أو عدوة، من حقها الكامل أن تحمي أراضيها وآلاف العمال والمهاجرين والحجاج من صواريخ جماعة إرهابية متطرفة بكل المعاني. الرئيس ترمب قام بالخطوة الصحيحة ليس فقط من جانب تحالفنا مع السعودية والذي يجب الحفاظ عليه، ولكن أيضاً من بابه موقعه كرئيس للولايات المتحدة، فقرار الكونغرس كان له دافع رئيس وهو القضاء على قدرات الرئيس باتخاذ القرارات، وجعل الكونغرس صاحب الكلمة الأخيرة في ملفات مهمة بالنسبة للإدارة مثل حرب اليمن، ولكن الرئيس ترمب لم يترك لهم فرصة تقويض سلطاته واستخدم ما هو قانوني مئة بالمئة وهو حقه في النقض لقرار الكونغرس كرئيس للولايات المتحدة. أشرح كثيراً عن هذه الحرب، لأنها تمس أمننا القومي كذلك، فمثلاً باستمرار أسأل الأميركي الذي لا يعرف الكثير عن المنطقة، هل تعلم أنه في مرمى نيران العدو الارهابي الحوثي، في جيبوتي المجاورة لليمن تحديداً قوات أميركية قد تتعرض لها نيران الحوثي في أي وقت؟ وهي الجماعة التي تقاتل تحت شعار «الموت لأميركا». الفهم الدقيق والعميق ونقله لمن لا يعرف كفيل بتغيير الآراء. بالتأكيد لا يوجد حروب جميلة ولطيفة، ولكن حرب اليمن مفهومة، والسعودية لا تبادر بالنيران فيها، بل تدافع فقط عن أراضي منطقة مستقرة في مواجهة جماعة تسلحها إيران التي تسلح الميليشيات في كل مكان لارتكاب الإبادات الجماعية وتغيير التوزع السكاني في عدة دول. وأخيراً عن حرب اليمن لا بد من القول: قلما نرى في تغطيات الحروب، حرب تقدم فيها مساعدات إغاثية بحجم ما قدمته السعودية لليمن. عزلة قطر وصفت «الحملات الخيرية» و»التعليمية» لقطر بالخطر المحدّق بالأمن القومي الأميركي. لماذا؟ وكيف ترى رؤية الإدارة الحالية للعلاقة مع قطر؟ كتبت كثيراً عن خطورة العلاقة مع قطر وغض النظر عن حراكها في نشر أفكار متطرفة عبر الحملات الخيرية والتعليمية والتي وصلت إلى بعض الجامعات الأميركية وهذا ما أراه كابوساً. وزير الخارجية الأسبق تيلرسون، دفع بقوة نحو التقارب مع قطر، وكانت أتساءل عن سبب إصرار تيلرسون على التقارب مع الدولة العربية المفضلة لدى عدو الولايات المتحدة (إيران) وهي هي قطر. أخشى من قطر، لأن سلوكها كله يصب ضد مصالح المحيط العربي والمنطقة التي تنتمي إليها قطر حتى قبل المقاطعة، حيث تختار قطر، حتى قبل المقاطعة، أن تكون تابعة لتركيا، أو حليف يملأ خزائن إيران المعاقبة والعدو للعرب، وللولايات المتحدة وخاصة في هذا الوقت الذي تتظافر فيه جهود واشنطن مع جهود السعودية لتحقيق أهم الإنجازات على صعيد المنطقة وخاصة في ملف محاربة التطرف الإيراني، حيث نشهد في عهد الرئيس ترمب تصعيداً هو الأول من نوعه أميركياً تجاه أي نظام حكم إيران، فنتساءل لماذا قطر ترفض معاقبة إيران؟ ما بعد إقالة تيلرسون ليس كما قبله بالنسبة لعلاقة أميركا مع قطر، حيث توقف البيت الأبيض بعد خروج وزير خارجيته السابق عن ذكر اسم قطر، لتدخل فيما يشبه العزلة، كما رفض البيت الأبيض مؤخراً عددا من الاجتماعات والظهورات العلنية التي تقدمت بها حكام قطر إلى جانب الرئيس الأميركي. عدا عن ذلك، من المثير للاستغراب أيضاً أن نرى قطر تسلك طرقاً ملتوية حتى في لعبة كرة قدم! فنراها تقدم الرشاوى لفيفا لمحاولة الحصول على أفضلية في استضافة مباريات كأس العالم. كتبت في العام 2017؛ جماعة الإخوان المسلمين هي بوابة الإدمان على الإرهاب العالمي ومموليه الرئيسين هما تركيا وقطر.. وكنت من المؤيدين لتصنيف الدول العربية الإخوان كجماعة ارهابية، لماذا؟ لسببين مهمين أو ثلاثة أسباب: لأنه من المهم رؤية السعودية صاحبة الدور الريادي في العالمين العربي والإسلامي تقود حملة عالمية ضد التطرف بكل مخرجاته وأدواته ووجوهه دون مواربة أو استثناءات. ولأن ما تقدر أن تقوم به السعودية على صعيد مكافحة التطرف وفهم أبعاد محرضيه، لا يمكننا القيام به كأميركيين لوحدنا، وأخيراً لأن السعودية حليفة لنا ولا بديل عن هذا الحليف، وحين يقوم الحليف بإطلاق رؤى نجدها فعالة ومنتجة للأفضل على صعيد المجتمع الدولي برمته، مثل مكافحة جماعات تستغل الدين لمآرب توسعية ضارة، فإننا نتفاءل وندعم هذا الحليف الذي يجب أن نتذكر أنه كان حليفنا حتى في أزمنة الاختلافات، وأحلك الأوقات، فكيف الآن ونحن نرى رؤى طموحة وشابة تغير هذا البلد للأفضل. بالتأكيد سنجدد القول مرة أخرى بأنه «لا بديل عن هذا التحالف». رؤية شجاعة وخلاقة كيف ترى التغيير الاجتماعي والبعيد عن التصنيفات السياسية والذي يجري الآن في السعودية؟ مثلما قلت، كانت السعودية حليفتنا في أوقات حالكة، أما الآن فهناك تقارب على كافة الصعد وما أسميه بإعلام «الغمامة» يختلف عن الحقائق والواقع، فهو يحجب الحقائق ولكن لا يلغي وجودها. هنا في أميركا سواء اليمين أو اليسار، سعيدون متفائلون برؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يقود حراكا خلاقا برؤاه المتجددة. ولي العهد شاب طموح وذكي جداً، ويملك روح الشباب الشجاعة بقدرتها على التغيير وتصحيح المسارات. الأمير محمد بن سلمان بزيارته إلى أميركا كسر الحواجز، فهو شاب يفهم السياسات الأميركية وتشعباتها، يتحدث إلى قادتنا بلغة إنجليزية رصينة، لينجح بشكل ملفت في أن يكون شخصا مثيرا للاهتمام والمتابعة الدقيقة من قبل أعدائه ومحبيه وهذا هو سر القائد «المؤثر» والصفة المشتركة بين كل المؤثرين الذين مروا على صفحة التاريخ. الواقع هو أن أميركا أعجبت بالتغيير والتمكين للمرأة والشباب في السعودية، ما تفعله واشنطن بوست ونيويورك تايمز قادر على خلق «الغمامة» التي تحجب بعض الرؤى، ولكن تبقى هستيريا إعلامية لن تؤثر على حقيقتين: العلاقة المتجذرة مع السعودية والتي ستستمر بكل الأحوال، والتغيير الإيجابي القائم في السعودية والذي لسبب ما ترى أشخاص من دعاة التغيير والليبرالية لا يريدونه أن يحدث. ما يدلل على أن كلام الإعلام الذي يخلق الغمام حول الأمور الإيجابية يبقى كلاما في الهواء، هو فيتو الرئيس ترمب الذي أعاد العلاقة إلى نصابها وقوتها وأكد على رفضنا طعن الحلفاء في حرب دفاعية اضطروا عليها. كذلك، هل رأيتي التقارير التي تؤكد أن كل الدول الأوروبية تتعامل حتى اللحظة (عسكرياً) مع السعودية؟ وهذا دليل إضافي على أن الواقع غير الحملات المنظمة. نفوذ إيران يتهاوى كيف ترى فرص اقتلاع خطر النظام الإيراني في عهد الرئيس ترمب؟ أهم إنجاز سيحقق هذا، هو أن العلاقة عادت لتكون صحية بين الدول العربية وأميركا، بعد أن مرت بأسوأ أوقاتها في عهد الرئيس اوباما. من أهم الإنجازات هو أننا نملك اليوم حلفا قويا «أميركي - عربي» مكون من السعودية، مصر، البحرين والإمارات والولايات المتحدة، يعمل بشكل فعال لتحقيق الأهداف وهذا لن يقتصر على إنجاح الاستراتيجية ضد إيران فقط، بل هي بذرة تحالف جعلنا نعرف من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا وأعداء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المهمة بالنسبة لنا. هذا التحالف سيقضي على نفوذ إيران، وسيقضي على أي بؤرة أو محاولة تطرف يتم تمويلها ودعمها من ممولي الإرهاب مستقبلاً. كيف ترى فرص الرئيس ترمب مع انطلاق حملات 2020، وأمام كونغرس باتت أكثريته ديموقراطية، مع جيل جديد من أعضاء الكونغرس المنتمين إلى أقصى اليسار؟ أرى أن أقصى اليسار هذا هو بالذات الذي سيجعل الديموقراطيين يخسرون، وسيجدد عهد الرئيس ترمب في البيت الأبيض. من المستهجن بالنسبة لأي أميركي، أن تقوم عضوة كونغرس بالتحدث لصالح منظمة مثل (كير) وهي منظمة خطيرة تابعة للإخوان المسلمين وحماس وواجهت في التسعينات أكبر محاكمة على قضايا الإرهاب في تاريخ أميركا. الشعب الأميركي الذي اختار ترمب رئيساً، لن ينتخب هؤلاء أو من يشبههم ويتطلع لكرسي الرئاسة. يكفي أن نقول للأميركيين أن مثالاً ناجحاً مثل (الإمارات) تصنف -كير- كجماعة إرهابية، ليخشون مما قد يحدث إذا انتخبنا رئيساً مقرباً من هذه الأوساط. إن ما تفعله بعض الوجوه، وحتى كان يفعله الرئيس أوباما، على أساس أنهم أصدقاء للمسلمين، هو وضع كل المسلمين في سلة واحدة، وهذا أذى للإسلام وليس دعم له حين تقول إن كل المسلمين إخوان مثلاً، وتعتبر أي شخص يهاجم الإخوان مهاجماً للمسلمين. الرئيس ترمب لم يكن عدواً للمسلمين، بل على العكس، قدمهم على حلفاء آخرين، واختار السعودية لتكون وجهته الأولى وحجر زاوية في أهم استراتيجية أطلقها وهي استراتيجيتنا ضد إيران. كما مد يده للبحرين والإمارات، كما يدعم مصر ويتفاءل بمستقبلها. أرى أن أمام الحزب الديمقراطي واحد من حلين، إما الاستمرار بالخسارة في أوساط السياسة الأميركية، وإما التخلي عن العناصر الهجينة التي تضرب الحزب وتتبع لـ(كير) لأنهم مصيبة تضر بالحزب، وأرى قيادات الديموقراطيين بدأت بالتململ من المتطرفين وتدرك أنهم لا ينتمون للعجلة السياسية الأميركية ومن الصعب إقحامهم وإقناع الناخبين بهم. أما عن الحزب الجمهوري، فأنا متفائل بعدة شرائح ستفاجئ الأوساط السياسية كما فعلت في 2016 لتنتخب الرئيس ترمب، مثل طبقة الشباب المتعلمين والمنتمين لكل الطبقات والمتفائلين بمستقبل اقتصادي متين لأميركا تحت رئاسة ترمب. جوش هامر
مشاركة :