في يوم الخميس الموافق 25-ابريل 2019، بجناح مؤسسة بحر الثقافة بمعرض أبوظبي للكتاب 2019، وبحضور سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة ” بحر الثقافة ” بأبوظبي وبحضور كبار الشخصيات وسمو الشيخات من آل حامد وصديقاتهن وحشد كبير من المثقفين، والوجوه الثقافية والإعلامية والأدبية ومحبي الأدب والكتاب. في جناح المؤسسة ذكرت الدكتورة نضال الطنيجي ( مديرة مركز زايد للثقافة الإسلامية ) أنّ الوقف مثال على العطاء الإنسانيّ بامتياز، إذ لبّى جميع المتطلَّبات التي يحتاجها الإنسان ليكون سعيداًً= ومتوازناً مع نفسه ومجتمعه، وتطرقت الدكتورة الطنيجي في مداخلتها إلى أنّ الوقف في الحضارة الإسلامية قديم، ولم يقتصر على بناء المساجد وطباعة المصاحف كما يُخيَّل إلينا، بل شمل الاهتمام بالتعليم، والصِّحَّة العامّة، والعناية بالموهوبين، وتقديم الدّعم للعلماء والباحثين، وكان الرّحالة والمسافرون ينالون قسطاً من الرعاية والاهتمام بفضله، ويُتاح لهم الإقامةُ والاستضافة في المدن العربيّة الإسلاميّة التي يحلُّون فيها إلى أن يرحلوا من جديد، كما يذكر ابن بطوطة وابن جبير في رحلاتهما. وقد أسهم الوقف في بناء مجتمع عربيّ محكم البنيان، وساعد في تقوية أواصر التّلاحم والتّكاتُّف بين أبنائه على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والعرقية والدينية، كما قدَّم دعماً كبيراً للثقافة والعلم، وساعد في بناء المكتبات الوقفية، وتزويدها بالكتب والنُّساخ؛ ولذلك ازدهرت المكتبات في الحضارة العربية الإسلامية، وأصبحت مقصد طلاب العلم، يفدون إليها من كل الأصقاع للتزوُّد بالعلم، والاستفادة مما فيها من مخطوطات نفيسة، كما كان الحال في المكتبة النظامية ببغداد، والمكتبة القاهرية في القاهرة، ودار الحكمة في بغداد. وفضلا عن ذلك شمل الوقف بخيره بناء المستشفيات، والاهتمام بالمرضى، وتوفير الأدوية، وإصلاح الطرق، والإشراف على المرافق العامة، والاهتمام بكبار السن، وتخصيص مرتبات لمن يعنى بهم من أطباء وممرضين وخدم وغير ذلك. أما الدكتور عبدالحميد عبدالحيّ فذكر أنَّ (مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية) تُعدُّ مثالا للوقف الإنساني بامتياز، ونموذجاً للمؤسسة التي كرَّمت الإنسان، واحتفت به بغضّ النظر عن عِرْقه ولونه وجنسه ودينه، وقد أوقد سمو الشّيخ زايد، طيّب الله ثراه، من خلالها جذوة الوقف في الإمارات ودول الخليج العربي والإسلامي، وجعلها مثالا يحتذى به في تلبية نداء المستضعفين في كل أنحاء العالم، فكرس بذلك صورة الإمارات كدولة محبة للخير، ومعنية بتوفيره لكل من يحتاج إليه في الملمّات والكوارث.
مشاركة :