حجز فريق التعاون تذكرة العبور إلى المباراة النهائية لكأس الملك عندما اكتسح مضيفه فريق الهلال بخماسية بيضاء، وذلك في اللقاء الذي جمع بين الفريقين على أرض ملعب جامعة الملك سعود بالرياض في الدور نصف النهائي لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. وجاءت بداية الشوط الأول متوسطة المستوى، وتقاسم الفريقان السيطرة على مجريات اللعب؛ وهو الأمر الذي أدى إلى انحصار اللعب في وسط الملعب، واختفاء الهجمات الخطيرة على المرميَيْن في ربع الساعة الأولى. كانت أول فرصة تهديفية من نصيب الضيوف؛ إذ تلقى ربيع سفياني كرة رائعة داخل منطقة الجزاء، كسر إثرها مصيدة التسلل؛ ليواجه المرمى، ويسدد كرة قوية، تألق علي الحبسي في الذود عن مرماه بتصديه لها بشكل رائع، وذلك في الدقيقة الـ17. حملت الدقيقة الـ19 الأفراح لجماهير التعاون حينما افتتح التسجيل عن طريق اللاعب ساندرو مانويل بعد أن أرسل زميله سيدريك أميسي كرة عرضية مثالية، أخفق دفاع الهلال في تشتيتها؛ لتصل إلى مسجِّل الهدف الذي أطلق قذيفة صاروخية، استقرت في سقف مرمى الحارس علي الحبسي. وبدا واضحا بعد هدفه الأول أن التعاون يريد إنهاء المباراة في الشوط الأول من خلال سيطرته المستمرة على الكرة، ومحاولته عبر ربيع السفياني التي تصدى لها الحارس في حقيقة الأمر كانت فقط إشعارًا لأصحاب الضيافة بموعد اقتراب الهدف الثاني في شباكهم، وهو الذي جاء في الواقع بعد ثلاث دقائق فقط، وتحديدًا في الدقيقة الـ22 عبر عبدالفتاح آدم مستغلاً العرضية المميزة من إبراهيم الزبيدي، صوبها مباشرة بدقة إلى داخل الشباك. بعدها صب فريق التعاون تركيزه بالحفاظ على تقدمه بتضييق المساحات في الدفاع دون إغفال الضغط الهجومي الذي أتعب دفاعات الهلال في كثير من المرات. ورغم نسبة الاستحواذ العالية لأصحاب الضيافة على الكرة إلا أنها لم تشكل خطورة على الضيوف. لاحت فرصة تقليص النتيجة أمام لاعب الهلال أحمد أشرف حينما وصلته عرضية مثالية من زميله هتان باهبري. وبالرغم من غياب الرقابة الدفاعية عنه تسرع في تسديد الكرة برأسه؛ لتمرّ بعيدًا عن القائم إلى خارج الشباك؛ لتضيع فرصة هدف محقق على أصحاب الضيافة (39). وكما كان متوقعًا، جاء الشوط الثاني في قمة الإثارة من الفريقين؛ إذ بدأه أصحاب الضيافة بضغط منذ البداية، وحاصر ضيفه في منطقته بحثًا عن هدف مبكر، وكان قريبًا من الوصول إلى الشباك في أول دقيقة حينما أرسل هتان باهبري كرة عرضية، ارتطمت بقدم مدافع التعاون، وغيرت مسارها؛ وكادت تفاجئ الحارس كاسيو الذي كان يقظًا، وأنقذ الموقف. رد التعاون كاد يكون حاسمًا عندما استغل عبدالفتاح آدم ارتباك في دفاع الهلال؛ لينفرد بالمرمى، ويواجه الحبسي، لكنه تسرع في تسديد كرة طائشة خارج الخشبات الثلاث مضيعًا فرصة هدف زيادة الغلة التهديفية لفريقه. اقترب الهلال من افتتاح أول أهدافه عندما سدد عبدالرحمن اليامي كرة مباغتة من داخل منطقة الجزاء، لكن يقظة الحارس كاسيو حرمته من زيارة شباكه (52). كما أن تصويبة هتان باهبري لم تأتِ بجديد؛ لتبقى النتيجة على حالها. عند الدقيقة الـ56 نفَّذ لاعبو التعاون جملة فنية مميزة، أسفرت عن الهدف الثالث بعد أن مرر نيلدو بيترولينا عرضية على طبق من ذهب إلى مسجل الهدف الذي لم يتوانَ في إيداعها المرمى الخالي للحارس علي الحبسي. استشعر المدير الفني للهلال الحرج؛ فأجرى تبديلين دفعة واحدة؛ إذ زج بنواف العابد والمهاجم الإيطالي جيوفينكو لزيادة الفاعلية الهجومية، وبدأ الهلال في تنويع هجماته عن طريق التسديد والاختراقات من الوسط، لكن لم ترتقِ إلى مستوى تسجيل الأهداف. في المقابل كان التعاون أخطر؛ إذ استثمر الارتباك الواضح في خط دفاع الهلال؛ ليضيف هدفين متتاليين، بدأهما اللاعب البديل ليندر تاوامبا بإطلاق رصاصة الرحمة في مرمى الهلال بتدوينه رابع الأهداف بعد متابعته العرضية المثالية من عبدالفتاح آدم داخل الشباك في الدقيقة الـ81، قبل أن يضيف زميله إبراهيم الزبيدي خامس الأهداف بعد جملة تكتيكية، قام بها اللاعبون قبل أن تصل إلى مسجل الهدف في الدقيقة الـ(86). وسيقابل التعاون في المباراة النهائية الفائز من مواجهة الاتحاد والنصر التي ستقام بين الفريقين مساء الغد على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة.