بدلا من أن تصبح مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي أدوات مفيدة للناس، بات أكثرها - مع الأسف - أدوات لخداع الناس، وشوكة في ظهر المجتمع. فبعد «تويتر» وقصة ضابط الاستخبارات التركي، الذي تغلغل داخل مجتمعنا باستخدام شبكات التواصل، جاء «السناب» و»إنستجرام» ليستخدمهما البعض في الإساءة إلى الدين والمجتمع. هناك من ذهب إلى إندونيسيا يصور بجواله ويسخر من النساء ويقول إن «الديرة» كلها شغالات! وثان يسب ويشتم بعض الأجانب وسط قطار، معتقداً أنهم لا يفهمون كلامه، ويقوم بحركات صبيانية تخدش الحياء العام، ولا يعلم أنه سفير لبلده، يجب أن يظهر ويتكلم بالأسلوب الحسن. وثالث يعرض نفسه للتبني ويتبرأ من والده على الملأ!. ورابع يتحرش لفظيا بطفل ثم يبرر فعله المسيء بأنه كان يمزح!. وخامس اعتاد تنفيذ مقالب سيئة كان «الهلال الأحمر» ضحية أحدها؛ إذ اتصل بهم هذا «المشهور» وقدم بلاغاً كاذباً، ما يفتح الباب للسخرية من باقي الجهات التي يسهر أفرادها على خدمة هذا البلد الكريم وأهله، وبدلاً من أن تلقى جهودهم الاحترام والتقدير، تتعرض للسخرية على يد بعض ضعاف النفوس ممن يتابعهم الملايين!. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فأحدهم نشر بعض المقاطع يتهجم فيها على العقيدة ويسيئ إلى ديننا، والآخر يتلفظ بألفاظ نابية على المجتمع وبعض أفراده. ومع الأسف، ليس الرجال وحدهم من يسيئون إلينا وإلى أنفسهم عبر تلك المواقع، فلدينا مجموعة من «المشهورات»، تنشر بعضهن أي شيء في سبيل الشهرة، حتى إن واحدة منهن استغلت مرض ابنها وبكائه لتجعل منه مادة للسخرية!. أما المشكلة الكبرى فهي أن حياة هؤلاء «المشهورات» على موقعي السناب والإنستجرام وما ينشرنه من تفاصيل لما يعيشون فيه من بذخ - جعلت كثيرا من الفتيات يتمردن على حياتهن المتواضعة، ويشعرن بالحاجة والفقر مقارنة بما يرونه، وتسبب ذلك بالطبع في مشكلات أسرية عدة، وبات كالسوس ينخر في كيان الأسرة السعودية. وزارة الداخلية لدينا - ولله الحمد - لا تدخر جهداً في الضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء، وهو ما نطمح إليه دائماً، حتى تتوقف تلك الإساءات التي تشوه بلادنا، وترسم عنه صورة سلبية، لكن المجتمع نفسه يجب أن تكون له وقفة تجاه هؤلاء، فنحن من نشهرهم مع الأسف. ولا يعتقد البعض أن الأمر هين، فالإحصائيات الصادرة عن شركات مهتمة بوسائل التواصل عام 2018م تؤكد قوة انتشار تلك التطبيقات، فاليوتيوب يستخدمه أكثر من مليار شخص شهرياً، ويحصد كل دقيقة أكثر من مليوني مشاهدة. والإنستجرام يستخدمه أكثر من 800 مليون شخص شهرياً، وهو المفضل لدى 53 في المئة من المراهقين. وتويتر يستخدمه أكثر من 317 مليون شخص شهرياً، ومعظم جمهوره من الشباب!. هذه التصرفات إن لم يتم ردعها بالقوة ومنعها، فإن العواقب السيئة لن يسلم منها أحد، ويمكن أن تضيع كل الجهود المبذولة لتنمية هذا الوطن هباءً، فسمعة أي دولة نابعة من تصرف أبنائها.. فمن يعلق الجرس قبل أن تقع الفأس في الرأس؟
مشاركة :