مشاهير «التواصل».. يضـرون المجتمـع بإعلاناتهـم الصحيـة

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إيمان عبد الله آل علي في عصر التكنولوجيا والمال، بات الترويج لمنتج طبي أو معلومة صحية أسهل إجراء من الممكن اتخاذه، ويدر مبالغ كبيرة على صاحبه، حتى لو كان على حساب صحة الآخرين، والواقع أننا نشهد يومياً إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي في حسابات بعض المشاهير الذين يدعون خبراتهم الطبية، بترويج لمنتجات طبية مجهولة المكونات، فضلاً عن الادعاء بعلاجات سحرية لهذا المنتج سواء كان لمرض عضوي أو لدواعي الجمال والرشاقة والنضارة. وعلى الرغم من إصدار القوانين واللوائح لتنظيم العلمية، فإن الخارجين عن القانون ما زالوا يمارسون دورهم في إيذاء متابعيهم الذين يصدقون كل كلمة يقولها المشهور، لتنكشف الحقائق لاحقاً بعد تعرضهم لمضاعفات، أو استخدامهم للمنتج من دون الحصول على أية فائدة تذكر، ليخسروا تلك الأموال الطائلة في منتجات غير فاعلة، وهو ما أكده الأطباء في التحقيق الآتي:د. محمد القحطاني «استشاري جراحة التجميل والترميم والحروق» قال: أجرينا دراسة؛ لمعرفة محتوى التواصل الاجتماعي للتوعية حول الحروق، ووجدنا أكثر من 300 «هاشتاق» ومحتوى في مواقع التواصل؛ حيث يتم تقديم معلومات خاطئة عن الوقاية والعلاج من الحروق؛ كالترويج لاستخدام الأعشاب والمعجون بعد التعرض للحروق، وغيرها من الشائعات التي تم الترويج لها من قبل بعض المشاهير والأشخاص العاديين، وتؤثر سلباً في صحة المتلقين، وللأسف ثمة منصات لمشاهير لا تنقل المعلومة الصحيحة، رغم أن مسؤولية تلك الفئة كبيرة في ظل أعداد المتابعين الكثر. وأكد أن الكثير من «الفاشينيستات» يطرحن معلومات ومنتجات طبية وعلمية، وتكون ذات ادعاء غير صحيح، مما يؤثر سلباً في متابعيهم، وننصح بالحصول على المعلومات الطبية من مصادرها الصحيحة، ومن المنصات العلمية الرسمية، والجمعيات العلمية، وعدم الانسياق وراء الادعاءات التي يروجها مؤثرو التواصل، الذين ليس لديهم أي خلفية علمية، خاصة أنه لوحظ أن هناك مضاعفات أثرت في صحة أفراد المجتمع بعد الاستماع لتلك الادعاءات، ووجب التوعية المجتمعية بهذا الشأن. تضر أفراد المجتمع أكد د. عبد الكريم خضير (استشاري في جراحة التجميل) أن الكثير من المعلومات في مواقع التواصل المتعلقة بالأمور الطبية غير صحيحة، ومن شأنها أن تضر أفراد المجتمع، وفعلياً استقبل في العيادة أسبوعياً ما بين حالتين إلى ست حالات لديهم مضاعفات؛ جرّاء اعتمادهم على ما يروج في مواقع التواصل، وتحديداً ما يدعيه بعض مشاهير التواصل، خاصة أن بعض المشاهير يروجون لمنتجات طبية، ويدعون بفائدتها كحبوب التخسيس، والادعاء أنها مرخصة من الجهات الصحية بالدولة، وتالياً يتحمل المستهلك مضاعفات عدة. وثمة إعلانات يروج له بعض المشاهير؛ عبر إجراء علاجات أو جراحات تجميلية بأسعار زهيدة، ويلجأ إليها العامة بحكم ادعاء المشهور بجودة الخدمات المقدمة في تلك العيادة، وتنتج عنها مضاعفات؛ بسبب اتباع ممارسات خاطئة أو باستخدام مواد رديئة. مصدر الرزق د. عبد الشهيد فضل (استشاري جراحة تجميل)، أكد أن مواقع التواصل بنك للمعلومات، وتحتوي على معلومات ليس لها أي مصدر موثوق، ولا أي سند علمي، وتتداول عن طريق مشاهير التواصل، وللأسف المجتمع بات يثق بكلمتهم، وبكل ما يروجون له، وبعض «الفاشينيستات» تعد التواصل مصدر الرزق لها، بالتالي يتم الترويج لكل منتج طبي حتى لو كان يضر المستخدم، وتوجد حالات استخدمت تلك المنتجات وتضررت، والشكوى تتمثل بمضاعفات أو تم صرف مبالغ كبيرة، ولم تحصل الاستفادة، وثمة منتجات يروج لها، وتكون غير مرخصة، وتحتوي على مواد غير معروفة المصدر، ومواد كيميائية. قرار الإعلانات الصحية وتتعامل وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع الإعلانات التسويقية الطبية التي يقوم بها المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي، وكل الجمهور، وفقاً لقرار «الإعلانات الصحية» الصادر عن مجلس الوزراء والمستقبل.وبحسب القرار، لا يسمح بالإعلان عن أي منتج طبي، كالأدوية، أو المستلزمات الطبية، أو المكملات الغذائية ذات الادعاء الطبي، أو الإعلان عن طبيب، أو مؤسسة صحية، إلا بأخذ الترخيص رسمياً من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، ولا يتم الترخيص لهذه المنتجات، أو الأشخاص إلا في حال وجود ترخيص سابق لهذا المنتج، أو الشخص.والقرار يسري على الجميع، فلا يحق للمشاهير، أو الأشخاص الذين يملكون عدداً كبيراً من المتابعين في الشبكات الاجتماعية، استغلال هذه الصفة في مخالفة القانون، والإعلان عن منتجات غير مرخصة بالطرق غير الرسمية، ويحق للوزارة أن تضع العقوبات المادية والجزائية على المخالفين.والوزارة لديها مراقبون ومفتشون أصحاب الضبطية القضائية، يقومون بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات المرئية والمقروءة والمسموعة؛ حيث يتم تطبيق القانون على أية مخالفة يتم اكتشافها.والواقع أن بعض المشاهير يعملون على الترويج لبعض المنتجات وفيها مواد كيميائية يجب ألا تستخدم إلا باستشارة الأطباء المختصين، وبعض المشاهير يعرضون تجربتهم مع منتج وتكون مملوءة بالمعلومات الخاطئة، وغير الطبية، وبعض الشركات تعتمد على «الفاشينستات»؛ للترويج لتلك المنتجات، ولأنَّ لديهم العديد من المتابعين، فإن الإقبال يكون كبيراً على المنتج، رغم أنه ضار. ووزارة الصحة ووقاية المجتمع تعتمد على آلية، من خلال إدارة التمكين والامتثال الصحي؛ لمراقبة محتويات الحسابات الإلكترونية، وتخصيص فريق يترصد بعض الحسابات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي.وأكدت الوزارة ضرورة عدم الالتفات للإعلانات المضللة التي تروج لمنتجات غير فاعلة، ومضرة، خاصة أن أغلبية الإعلانات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة، ومعلوماتها الطبية غير واقعية، وهي غير مرخصة، وتصدر عن غير الأطباء، مما يشكل أثراً سلبياً كبيراً في صحة وسلامة المستهلك. عقوبات لمشاهير يواجه عدد من مشاهير «السوشيال ميديا» في إحدى الدول الخليجية عقوبات؛ لترويجهم لأدوية ومستحضرات طبية غير مرخص الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة في تلك الدول.ويحظى سوق الإعلان على «السوشيال ميديا»، خاصة الإعلانات التي يروج لها كبار المشاهير، باهتمام واسع؛ حيث يجني هؤلاء المشاهير مبالغ طائلة من الترويج لمستحضرات تجميل ومأكولات.لكن دخول بعضهم مجال الترويج للأدوية والمستحضرات الطبية خلق ضجة واسعة، على خلفية أخبار عن تعرض بعض المستهلكين لمشاكل صحية كبيرة، الأمر الذي استرعى اهتمام الرقابة الحكومية التي بدأت تتوجس خيفة من أضرار ذلك النوع من الترويج على الصحة العامة.والشاهد أن وزارة الصحة في تلك الدول، أحالت عشرين من هؤلاء إلى النيابة، وتقوم باتخاذ إجراءات أخرى.

مشاركة :