أكد الدكتور سامر بن عبدالله الجطيلي المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن التعاون مع دولة الإمارات وثيق ومستمر من أجل إغاثة الشعب اليمني الذي يعاني من ويلات التدخل لميليشيات الحوثيين، الأمر الذي يقف حائلا أمام وصول المساعدات، مشيراً إلى رصد حالات القتل والاحتجاز القسري لممثلي القوافل الإغاثية. وقال الدكتور الجطيلي، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» على هامش ندوة عن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في فعاليات مهرجان التعاون الإسلامي الذي اختتم فعالياته، أمس، بأبوظبي: «إن التعاون مع دولة الإمارات الشقيقة ليس فقط في العمل الإنساني في اليمن ولكن في عدة مناطق أخرى وهناك تواجد وانسجام بين المملكة العربية السعودية والإمارات في شتى مجالات الأعمال الإنسانية». وأوضح بأن الجهود المشتركة للبلدين تدعم الملف الإنساني بشكل كبير ولاسيما التمويل، حيث قدما خلال السنوات الثلاث السابقة أكبر تمويل في تاريخ الأمم المتحدة للملف الإنساني، وآخر ما قدمته الإمارات والمملكة لصالح الاستجابة الإنسانية لعام 2019 ما إجماليه مليار دولار أميركي مناصفة، ودائما ما يتم الإعلان عن ضخ تمويل لسد الفجوات الموجودة في المشروعات الإنسانية في اليمن، حيث كانت آخر مبادرتين بتوفير 250 مليون دولار لخلق نوع من الاستقرار في ملف الغذاء في اليمن قبل شهر رمضان. وأشار إلى أن قبل ذلك كانت هناك مبادرة الحديدة التي أطلقتها المملكة ودولة الإمارات بقيمة 500 مليون دولار، وهذا يعكس التعاون الكبير بين البلدين في ملف الأعمال الإغاثية الإنسانية، ولعل أهم ما يخدم هذا التعاون هو تواجد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على الأرض، حيث استطاع أن يحقق تواجدا في اليمن ويغطي كثيرا من المحافظات والعديد من القطاعات، ومنها الصحة مثل برنامجي الكوليرا والغذاء ومخيمات اللاجئين وتوفير التعليم والصحة والغذاء لهم». ولفت إلى العمل المشترك مع الإمارات يركز على اليمن، حيث إنها المنطقة الأكثر احتياجا للمساعدات الآن وكذلك بحكم أنها دولة جوار وتربطنا بها روابط عدة من الأخوة والتاريخ، مؤكدا أن الأعمال الإنسانية المشتركة تخدم مناطق أخرى مثل العراق وفلسطين والصومال وباكستان ومشروعات اللاجئين في لبنان وتركيا والأردن ومشروعات نوعية في إندونيسيا لخدمة الروهينجا. وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية الأخرى يمكن أن تسهم بلا شك في خدمة العمل الإنساني، وهناك تواصل مع كل المنظمات الأممية يمكن أن تقلل من التحديات والانتهاكات التي تواجه العمل الإنساني، وسجلنا حضورا قويا في مجلس حقوق الإنسان ومجالس حقوق الطفل وأعضاء في اتفاقيات مكافحة زراعة الألغام، ولدينا تواصل بشكل دوري مع مكتب تنسيق الدعم الإنساني (الأوشا)، كما لدينا تواصل كبير مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، ونُعنى بالمنظمات التي لها تأثير قانوني من ناحية التشريعات من أجل حماية العمل الإنساني من الميليشيات الحوثية في اليمن وضمان وصول المساعدات للمحتاجين. وعن توثيق الانتهاكات التي وقعت لقوافل الإغاثة الإنسانية التي أرسلها مركز الملك سلمان، قال الدكتور الجطيلي: «لدينا تعاون مع منظمات المجتمع المدني في الداخل اليمني ولدينا رصد لجميع حالات الانتهاكات لنهاية عام 2018، بحيث وصلت تجاوزات المليشيات الحوثية تجاه ممثلي العمل الإنساني إلى القتل والاحتجاز القسري وإغلاق المكاتب والاستيلاء على التمويل، حيث كان آخر إغلاق لجمعية المعاقين في صنعاء والتي توفر الرعاية لآلاف المعاقين في اليمن، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد المعاقين في اليمن نحو ثلاثة ملايين معاق بسبب عدم تغطية التطعيمات لمناطق في اليمن ما أدى إلى انتشار شلل الأطفال، إضافة إلى ست حروب شهدتها اليمن أدت إلى الصراع الحالي وأدى كل ذلك إلى إصابات كبيرة جدا من استهداف المدنيين أو إصابات نتجت عن زرع الألغام». مشروع نزع الألغام أكد الدكتور سامر الجطيلي أن المملكة العربية السعودية نفذت في منتصف عام 2018 مشروعا ضخما لنزع الألغام في اليمن يدعى «مسام»، بتكلفة إجمالية 40 مليون دولار أميركي، والذي يهدف إلى التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني بسبب وجود كميات كبيرة من الألغام والذخائر غير المنفجرة والتي تمثل خطرا كبيرا على حياة الأبرياء، لافتا أن المشروع قام في الفترة من يوليو 2018 و28 فبراير 2019 بإبطال 1475 عبوة ناسفة و 20 ألفا و293 ذخائر غير منفجرة، وتفكيك 25 ألفا و546 لغما مضادا للدبابات و911 لغما مضادا للأفراد.
مشاركة :