بكين، بيروت – رويترز، أ ف ب – أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت أن الهجوم الشامل على المسلحين في محافظة إدلب في سورية، «ليس ملائماً الآن»، ويتعين أخذ الاحتياجات الأمنية للمدنيين في الاعتبار. وأضاف بوتين، الذي كان يتحدث في بكين، أن روسيا ستعمل مع المعارضة السورية للانتهاء من تشكيل لجنة لصياغة الدستور، في إطار مساعٍ للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع. ميدانياً، قُتل 22 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وأصيب 30 آخرون بجروح في هجمات شنها فصيلان مسلحان في محافظة حلب في شمال سورية، وفق حصيلة أعلنها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم السبت. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «شنّت كل من هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين هجمات ضد مواقع لقوات النظام في ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي بعد منتصف ليل أمس الجمعة»، مشيراً إلى أن «الاشتباكات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى وانتهت بتدخل الطيران الروسي الذي استهدف مواقع الفصائل المهاجمة». وكان المرصد أعلن في وقت سابق مقتل 17 عنصراً من قوات النظام في الهجمات، قبل أن يعلن عن حصيلة جديدة من 22 قتيلاً. وأسفرت الاشتباكات والغارات الروسية أيضاً عن مقتل 8 عناصر من الفصائل المسلحة التي عادت وانسحبت إلى مواقعها، وفق عبد الرحمن. وتسيطر فصائل مسلحة على مناطق في ريف حلب الغربي الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة وأجزاء من محافظات محاذية، المنطقة المعنية باتفاق توصلت إليه روسيا الداعمة للحكومة السورية وتركيا الداعمة لفصائل معارضة في سوتشي في أيلول (سبتمبر) الماضي. وينص الاتفاق على إقامة «منطقة منزوعة السلاح» تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام من جهة والفصائل المسلحة، على رأسها «هيئة تحرير الشام»، من جهة أخرى، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه بعد. وتستهدف الطائرات الروسية مناطق سيطرة الفصائل، ما اسفر اليوم السبت عن مقتل 5 مدنيين في ريف حماة الشمالي الغربي، بحسب المرصد الذي كان أفاد أمس أيضاً عن مقتل 10 مدنيّين بينهم طفلان في غارات روسية في محافظتي إدلب وحماة. وتزامنت الغارات الأخيرة مع اختتام محادثات حول سورية استمرت يومين في كازاخستان، شاركت فيها روسيا وإيران وتركيا. وأعربت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر بعد اختتام المحادثات، عن قلقها البالغ «إزاء محاولات تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي تعزيز سيطرته على المنطقة». وأكدت عزمها على «مواصلة التعاون من أجل القضاء نهائياً على داعش وجبهة النصرة وكل الأفراد والجماعات والمشاريع والكيانات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة أو داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، كما صنفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وكان منسّق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون السورية بانوس مومتزيس قال: «أنا قلق جراء التصعيد الأخير للعنف والأعمال العدائية في المنطقة المنزوعة السلاح ومحيطها، في شمال غربي سورية»، مشيراً إلى مقتل أكثر من 200 مدني منذ شباط (فبراير) الماضي، وفرار 120 ألف شخص إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا.
مشاركة :