العاشق الولهان..!

  • 4/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحب يسمو بالنفس ويرتقي بها ويزكيها، فالمحب إذا كان حبه حقيقياً صادقاً فإنه لا يأتي بأفعال هوجاء تتنافى مع الحب الصادق الراقي، فالحب هو خليط من العلوم العلمية. الحب هو أرقى مشاعر الإنسانية على الإطلاق، لذا لا بد أن نُصفيه ونجعله نقياً خالياً من كل ما يشينه أو يقلل من قيمته أو يجعلنا نخجل منه. الحب فن يلزمنا إتقانه والتعرف على خباياه وأسراره، وإن كنا لا نستطيع أن ننكر أنه يأتي أحياناً من دون أن نسعى إليه، أو نبذل جهداً للحصول عليه. إن مشاعر الحب تصاحبها بعض الأعراض والتفاعلات في جسم الإنسان، فتجعل خلايا المخ المختصة بالمشاعر تصدر إشارات معينة تقوم بنقل هذه الإشارات لبقية الخلايا ومن ثَمَّ تصدر الأفعال والتفاعلات المصاحبة للحب تجاه من نحب وما نحب، فالحب هو أهم ظاهرة طبيعية تعصف بحياة الإنسان، أشد من الرياح وأقوى من الأمواج المتلاطمة. لقد أصبح الحب من المسلمات العلمية، بل وصار الحب موضوعاً علمياً يمكن ملاحظته وتحليله وتفسيره، ومن ثم التحكم فيه وتوجيهه، لذا عندما نلجم أنفسنا في شهر الصيام ونبتعد عن الشهوات، ونلتزم بضوابط الصيام، كانت مشاعر حب الله يرافقها، طمعاً بما عند الله من نفحات وعطيات في شهر العتق من النيران والفوز بالجنان، مظاهر تصاحبنا الليل مع النهار، وكانت خلايا المخ المسؤولة عن المشاعر تصدر إشارات كالسهام لنقل بقية الخلايا اتجاه حب الشهر الفضيل واستغلاله بالطاعات وتجميع الحسنات. وها هو الشهر الكريم شارف على القدوم، فبدأت الظاهرة الطبيعية توجهنا نحو الاستعداد لشهر الخيرات باستشعار الرحمات والنفحات للفوز بالجنات بعد تزكية النفس بالصيام، وما إن بدأ شهر شعبان، إلا وبدأت ضربات القلب بالازدياد، وتملكنا الاضطراب، والقلب يخفق خفقان العاشق الولهان لطقوس شهر رمضان، من صيام وقيام وصلاة التراويح وصلاة التهجد وتبادل الزيارات والهدايا والنقصات واحتساب الأجور من الله في شهر تُضاعف فيه الحسنات إلى ما شاء الله. فلنفرح بقدومه، ونستبشر بخيراته، وننهل من رحماته ونفحاته، بضوابط ربانية محمدية، لنفوز بالمغفرة والرحمة والعتق من النار. m.alwohib@gmail.com ‏mona_alwohaib@

مشاركة :