قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، إنه لا يستبعد شن هجوم شامل على المتشددين في محافظة إدلب السورية من جانب القوات السورية مدعومة بقوة جوية روسية؛ لكنه أشار إلى أن مثل هذا الخيار لن يكون عمليًا في الوقت الحالي. وروسيا هي أحد أقوى حلفاء الحكومة السورية، وأبرمت مع تركيا اتفاقًا في سبتمبر من العام الماضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بشمال غرب سوريا تكون خالية من كل أنواع الأسلحة الثقيلة ومن المقاتلين المتشددين. وأسهم الاتفاق في تجنب هجوم للقوات الحكومية على المنطقة التي تمثل آخر معقل رئيس لمعارضي الرئيس بشار الأسد. وتشكو موسكو منذ إبرام الاتفاق من تصاعد العنف في المنطقة وقالت إن متشددين ينتمون لجبهة النصرة يسيطرون على أنحاء واسعة منها. وقال بوتين، الذي كان يتحدث في بكين، إن موسكو ودمشق ستواصلان الحرب على الإرهاب وإن القصف يطول من يحاول الخروج من إدلب من المتشددين، وهو أمر قال إنه يحدث من آن لآخر. وأضاف أن وجود مدنيين في أجزاء من إدلب يعني أن الوقت لم يحن بعد لشن عمليات عسكرية شاملة. وقال بوتين: «لا أستبعده»؛ ردًا على سؤال حول احتمال شن هجوم شامل؛ «لكننا وأصدقاءنا السوريين لا نحبذ ذلك الآن نظرًا لهذا العنصر الإنساني». وتحرص موسكو على مساعدة الأسد على استعادة أراضٍ سوريا بما في ذلك إدلب، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفض شن هجوم بدعم روسي في منطقة تتاخم حدود بلاده. وتخشى تركيا من احتمال تدفق لاجئين من إدلب في حالة شن عمل عسكري وتريد كذلك الاحتفاظ بنفوذها هناك. وتواصل تركيا هدم وجرف مناطق واسعة لمنازل المدنيين السوريين في قرية جلبل جنوبي غرب البلاد، في خطوة وصفها مراقبون بأن هدفها اقتطاع أجزاء من سوريا. وشرعت القوات التركية، في بناء جدار إسمنتي عازل في محيط مدينة عفرين بريف حلب بغرض عزل المدينة عن محيطها الجغرافي الطبيعي، وتقطيع أوصال المنطقة عن بعضها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). وتشمل الخطة بناء جدار بطول 70 كيلومترًا داخل الأراضي السورية؛ ليشكل نقطة اتصال مع أبراج المراقبة التركية في إدلب القريبة من عفرين. وبحسب المصادر، فإن القوات التركية أتمت بناء 564 كيلومترًا من الجدار المقرر على طول الحدود مع سوريا، على أن يصل طول هذا الجدار إلى 711 كيلومترًا بعد الانتهاء من القسم المتبقي قرب عفرين.
مشاركة :