أحرز الجيش اليمني تقدماً في محافظة الضالع جنوب البلاد، وسط انهيار كبير لعناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، فيما قتل عشرات الحوثيين وأصيب عشرات آخرون بغارات للتحالف العربي ومعارك مع قوات الشرعية في جبهات الضالع، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، جاء ذلك فيما ارتكبت الميليشيات الإرهابية جريمتين عندما قتلت أسرة مكونة من 6 أفراد في تعز، وأخرى من 5 أفراد في البيضاء. وطهرت قوات الجيش اليمني ما تبقى من جيوب، حاولت ميليشيات الحوثي التسلل إليها في منطقة «تورصة» بمديرية «الأزارق» غرب المحافظة، بعد أن تمكنت قوات الجيش من تحريرها، أمس الأول، بعد مواجهات عنيفة تكبدت الميليشيات فيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. كما قتل ما لا يقل عن 25 مسلحاً حوثياً، وجرح عشرات آخرون بغارات للتحالف العربي ومعارك مع الجيش اليمني والمقاومة المشتركة في جبهات الضالع، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، حسبما أفادت مصادر ميدانية لـ«الاتحاد». وذكرت المصادر أن قوات الشرعية صدت، أمس، محاولة تسلل للميليشيات الحوثية شمال منطقة «مريس» التابعة لمديرية «دمت» شمال الضالع، مشيرةً إلى أن القوات المشتركة أجبرت الميليشيات على التراجع بعد اشتباكات أوقعت العديد من القتلى في صفوف الحوثيين. وأضافت المصادر أن قوات المقاومة قصفت بالمدفعية الثقيلة تعزيزات وتحركات لميليشيات الحوثي في منطقة «يعيس» المجاورة لمريس، واستهدفت أيضاً تحركات للمتمردين في «جبل قرحة» بمنطقة «العود» التابعة لمديرية «قعطبة» والمتاخمة لمحافظة إب. ودمر القصف المدفعي للقوات المشتركة مركبات وآليات عسكرية للميليشيات وقتل وأصاب عدداً من عناصرها. كما قتل مسلحون حوثيون في غارات جوية للتحالف العربي على تعزيزات للميليشيات الانقلابية في جبهة «العود»، حيث أسرت القوات المشتركة، أمس، عنصراً من ميليشيات الحوثي خلال قيامه بعملية استطلاعية في محيط قرية «بيت الشوكي». وبلغ إجمالي أسرى الحوثيين في جبهات محافظة الضالع خلال الأسبوع الماضي نحو 300 أسير بينهم قيادات ميدانية. وتمكنت قوات الجيش من أسر 300 حوثي خلال المعارك التي خاضتها الأسبوع الماضي في «مريس، العود، الحشا»، شمالي وغربي محافظة الضالع. ومن بين الأسرى قيادات ميدانية بارزة وضباط عسكريون كانوا ينتمون لما كان يعرف بـ«الحرس الجمهوري». كما أن من بين الأسرى عدد من الأطفال الذين تزج بهم الميليشيات في جبهات القتال بعد عمليات استقطاب واسعة تنفدها في المدارس في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، عبر ما يسمى بالمشرفين التابعين لها ومديري المدارس الموالين لها. وفي السياق، واصلت ميليشيات الحوثي، لليوم الثاني على التوالي، حملة المداهمات والاختطافات بحق المدنيين في قرى مديرية «الحشاء» غرب محافظة الضالع. وأفاد مصدر حقوقي أن الحوثيين داهموا منازل في قرى سكنية بضواحي الحشاء المحاذية لمحافظة إب، وقاموا باختطاف عدد من المدنيين واقتيادهم صوب مواقع عسكرية تابعة لهم بالمنطقة، مشيراً إلى أن الميليشيات وجهت للمواطنين تهماً بالانتماء إلى المقاومة الشعبية من أجل تبرير اختطافهم. وأشار المصدر إلى أن عملية المداهمة والاختطافات التي تقوم بها الميليشيات في قرى «الحشاء» تسببت بحالة رعب وهلع في أوساط النساء والأطفال، موضحاً أن تصعيد العمليات العسكرية الحوثية في جبهة الحشاء دفع الكثير من الأسر إلى النزوح قسراً، وترك منازلهم جراء القصف العشوائي الذي يستهدف منازلهم بشكل متعمد. وفي محافظة البيضاء، لقي عدد من عناصر ميليشيات الحوثي مصرعهم، أمس، بتجدد المواجهات مع مقاتلي المقاومة الشعبية في مديرية «الزاهر». وقال متحدث باسم المقاومة في الزاهر لـ«الاتحاد»: إن مقاتلي المقاومة استهدفوا بالمدفعية مركبة عسكرية للميليشيات في منطقة «آل حميقان»، ما أسفر عن تدمير المركبة ومصرع المسلحين الحوثيين الذين كانوا على متنها. وذكر المتحدث أن ميليشيات الحوثي كثفت قصفها المدفعي والعشوائي على منازل المواطنين في قرية «الحبج» بمديرية «الزاهر»، مشيراً إلى أن القصف تسبب بمقتل طفل رضيع وإصابة امرأة مسنة وفتاتين ورجل بجروح متفاوتة. إلى ذلك، يواصل الجيش اليمني التقدم صوب منطقة «باهر» التابعة لمديرية «ماوية» شرق مدينة تعز، وسط انهيار كبير وفرار جماعي لعناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية. وتمكنت قوات الجيش في المواجهات من التقدم نحو ما يقارب 2 كيلومتر باتجاه مديرية «ماوية». وفي المواجهات أسرت قوات الجيش الوطني قيادياً في الميليشيات يدعى ماجد الشولن، وقتل قائد نقطة تابع للميليشيات في المواجهات يدعى جمال السيد. كما قتل 5 حوثيين، بينهم قيادي ميداني، أمس، بمواجهات مع الجيش اليمني في جبهة «مقبنة» غربي محافظة تعز. وقال المصدر: إن قوات الجيش صدت هجوماً لميليشيات الحوثي على مواقع «ضاحة حسناء» شمال «جبل العويد» في مديرية «مقبنة»، لافتاً إلى أن المواجهات أسفرت عن مصرع قائد الهجوم، المدعو سمح محمد عبدالرحمن الصوفي، وأربعة من عناصر الميليشيا وإصابة آخرين. وفي سياق متصل، ارتكبت ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران جريمتين، عندما قتلت أسرة مكونة من 6 أفراد في تعز، وأخرى من 5 أفراد في البيضاء. وقالت مصادر محلية: إن ميليشيات الحوثي قصفت قرية «مشرفة» الواقعة بين مديريتي «المعافر» و«جبل حبشي» غربي محافظة تعز، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة. وتفرض الميليشيات الحوثية حصاراً على أجزاء واسعة من محافظة تعز، منذ أكثر من 4 سنوات، وتستهدف بالقصف المباشر والقناصة المدنيين، بشكل متواصل، لإخضاع المدينة وإبقائها تحت الحصار. وفي محافظة البيضاء، لقيت أسرة مكونة من 5 أفراد مصرعها في قصف لميليشيات الحوثي على منزل في مديرية «الزاهر». وقالت مصادر محلية: إن أماً وأطفالها الأربعة قتلوا إثر سقوط قذائف دبابة أطلقها الحوثيون على منزل في منطقة «الحبج». وتشهد مديرية «الزاهر» مواجهات بين المقاومة الشعبية والحوثيين. الميليشيات تحتجز 189 شاحنة تقل مساعدات أممية في إب تحتجز ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية الدولية، منذ قرابة شهر في محافظة إب. وطبقاً لوثيقة رسمية صادرة عن برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، فإن الميليشيات تحتجز 189 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية في محافظة إب منذ 22 يوماً. وذكر مصدر في منظمة إغاثية أمس، أن الشاحنات تحمل مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي ومنظمات إنسانية دولية أخرى، كما تضم كميات من مادة القمح والدقيق كان مقرراً توزيعها على المتضررين في غالبية المحافظات اليمنية، وفق البيانات الخاصة بمنظمات الإغاثة. ووفقاً للمصدر، فإن الميليشيات تحتجز الشاحنات في مكتب تخليص جمركي استحدثته في محافظة إب، بطريقة مخالفة للدستور والقانون اليمني، وأضاف أن الميليشيات رفضت عبور شاحنات المساعدات الإغاثية الدولية واشترطت دفع رسوم جمركية أو تسليمها المساعدات لتتولى توزيعها بنظرها.
مشاركة :