على الرغم من أنه لا يملك نجومية زيدان، وكاريزما جوارديولا وجدل مورينيو، وجاذبية كلوب، إلا أن المدرب إرنستو فالفيردي يسير بخطى واثقة نحو تحقيق ثلاثية تاريخية مع البارسا الموسم الحالي، والمفارقة أن نقطة ضعفه تتحول إلى أحد أسرار قوته، حيث يعمل فالفيردي في هدوء بعيداً عن الأضواء التي قد يطاردها غيره من المدربين. ويساعده ذلك على التركيز أكثر، خاصة حينما تلاحقه انتقادات بعض عشاق البارسا، وتطارده رياح التشكيك من جماهير الأندية المنافسة. ولم يكن كثيرون يتوقعون لفالفيردي كل هذا النجاح، عندما ودع دوري الأبطال في ربع النهائي أمام روما الموسم الماضي. يومها علت أصوات تقول إنه ليس المدرب الذي يليق بكيان واسم البارسا... لكنه صمد وثابر وأثبت العكس انتفض فالفيردي الموسم الحالي، ولكنها انتفاضة هادئة تتناسب مع شخصيته، ليقود البارسا للفوز بالليجا للعام الثاني على التوالي، وبلغ نهائي كأس الملك الذي يظل المرشح الأقوى للفوز به، كما سجل حضوره في نصف نهائي دوري الأبطال ليواجه ليفربول، وهي البطولة التي لا يوجد فريق مرشح للتربع على عرشها الموسم الحالي أكثر من الفريق الكتالوني على الرغم من قوة «الريدز»، كما حسم الصراع المثير مع المنافس الأبدي ريال مدريد بالفوز عليه بخماسية لهدف ذهاباً، وأجهض طموح الملكي بهزيمته إياباً، كما أقصاه من كأس الملك، وبالنظر إلى ما فعله فالفيردي في مشوار الليجا، فإنه يتوجب القول إنه الوجه الأكثر تأثيراً في الإبقاء على لقب الدوري في خزائن برشلونة. دقائق أقل وأهداف أكثر لميسي 01 لم يكن سهلاً أن يتم منح ليونيل ميسي فترات من الراحة سواء بالدفع به في أجزاء من المباريات أو الاحتفاظ به على مقاعد البدلاء، وفي الوقت ذاته أن يحافظ على معدله التهديفي، فقد حصل ليو على فترات الراحة التي تضمن له البقاء على توهجه، ولم يكن أساسياً في 7 مباريات الموسم الحالي في مختلف البطولات، وعلى الرغم من ذلك فقد سجل 34 هدفاً في 32 مباراة، وهو نفس عدد الأهداف التي سجلها الموسم الماضي في 36 مباراة، ويعود الفضل لفالفيردي في منح ليو هذه الراحة، وضمان الحفاظ على توهجه التهديفي في الوقت نفسه. السيطرة على ديمبلي 02 لأنه يملك الفكر الإداري الهادئ، فقد نجح فالفيردي في احتواء المشاغب عثمان ديمبلي الذي لا يتمتع بما يكفي من الانضباط التكتيكي، أو الالتزام خارج الملعب، وقام فالفيردي بتوقيع بعض العقوبات المالية على ديمبلي، وفي الوقت ذاته منحه الفرصة لإثبات الذات داخل الملعب، ليشارك في 28 مباراة ويسجل 8 أهداف، والأهم من ذلك أن نجاح فالفيردي في السيطرة على الشاب البالغ 21 عاماً فرض أجواء من الهدوء على مسيرة الفريق طوال الموسم، خاصة أن الفشل في التعامل مع الخارجين عن النص يهدد مسيرة أي فريق، ويتسبب في اهتزاز الثقة في المدير الفني من الجميع. لينجليت مفاجأة الدفاع 03 تسببت الإصابة في ابتعاد صامويل أومتيتي عن غالبية مباريات البارسا الموسم الحالي، فقد شارك في 13 مباراة فقط في جميع البطولات، في الوقت الذي كان قد دخل تشكيلة الفريق الأساسية في 40 مباراة الموسم الماضي، ونجح فالفيردي بجدارة في العثور على البديل المثالي وهو كليمنت لينجليت الذي تألق بشدة، بل إنه فاق أومتيتي تأثيراً وبراعة في القيام بالمهام الدفاعية، والمشاركة في بناء اللعب من الخلف، وشارك المدافع الفرنسي المنتقل للبارسا صيف 2018 مقابل 35 مليون يورو في 22 مباراة بالليجا، وقدم مستويات مبهرة أعادت لدفاع البارسا توازنه في ظل التناغم بين لينجليت وبيكيه. بيكيه يتوهج من جديد 04 لا يمكن إغفال الحقيقة التي تقول إن جيرارد بيكيه وسيرجيو راموس هما الأكثر تأثيراً في مسيرة البارسا والريال في العقد الأخير سواء فيما يتعلق بالدفاع عن الكيان في وسائل الإعلام، أو بالنظر إلى براعتهما الدفاعية، ومبادراتهما الهجومية المؤثرة في أصعب المواقف، فقد شارك بيكيه في 33 مباراة من 35 مواجهة بالليجا، وسجل 4 أهداف، واستعاد بريقه بقوة بعد تعرضه لبعض الانتقادات في نهاية الموسم الماضي، وبدايات الموسم الجاري، إلا أن فالفيردي أعاده للواجهة من جديد، ليقود الفريق الكتالوني دفاعياً، ويلعب دوراً مؤثراً في غرفة الملابس مع رفيق الدرب ميسي، ونجم الوسط سيرجيو بوسكيتس. التوازن كلمة السر 05 اعتزل عدد من وجوه الجيل الذهبي للبارسا، ورحل البعض الآخر عن صفوف الفريق، وتغيرت الأجهزة الفنية، وعلى الرغم من ذلك فقد حافظ نجوم البارسا على هويتهم الكروية التي تقوم على الكرة الهجومية الجذابة، والسيطرة شبه المطلقة على المباريات، ومع قدوم فالفيردي، فقد تحسن الشق الدفاعي في أداء برشلونة، وأصبح الفريق أكثر توازناً، وإن استمر في فلسفته الهجومية في نفس الوقت، فقد سجل 86 هدفاً ليصبح الهجوم الأقوى والأكثر فعالية دون منافس، وفي الوقت ذاته استقبلت شباكه 32 هدفاً، ولا يوجد فريق أفضل منه دفاعياً سوى أتلتيكو مدريد صاحب المدرسة الدفاعية بقيادة المدرب دييجو سيميوني.
مشاركة :