لكل شخص ذكرى لا ينساها، تهمس بها شجرة الصفصاف، التي انتزع فروعها للاحتماء بها كقبعة من حرارة شمس الربيع، أو ربما طريقا فارقا بين الحقول مر خلاله والضحات متعالية أصواتها، لم يتغير بمرور الزمن، يظل شاهدا على الحكايات، كما الحال مع "حسن" و"نورا"، اللذان ولدت قصة حبهما، تحت شجرة الصفصاف، في العامين قبل الماضي، خلال الاحتفال بشم النسيم، عادا للاحتفال بشم النسيم، للعام الثالث منذ أول لقاء لهما."كنا أغراب من ٣سنين، لحد ما اتقابلنا صدفة في شم النسيم، وبقينا روح واحدة، بدعي ربنا كل يوم يجمعني بيها".. هكذا استهل "حسن" الشاب العشريني حديثه، حيث كان يجالس خطيبته "نورا" بجوار شجرة الصفصاف التي جمعهما القدر إلى جوارها، وتابع:عرفت نورا جنب شجرة الصفصاف، وكان وقتها عمرها ١٥سنة، كنت بعمل طواقي من فروف الصفصاف للعيال، وعملتلها واحدة، وفضلت طول اليوم مشغول بيها، وعدت سنة واتقابلنا في نفس المكان، ومكنتش نسيتها من بالي، وقررت في نفس اليوم أخطبها، وعلشان كدا بحب شم النسيم، واحب الاحتفال به في الغيط كل سنة".وتبادلا الحبيبان الابتسامات، بعيون لمعت بالحب، واختتمت نورا على استحياء، هنفضل نحتفل بشم النسيم كل سنة في الغيط، ولما نخلف هنجيب ولادنا ونحكيلهم أنا وأبوهم اتجوزنا إزاي، ليقطع حديثها "حسن" قائلا كل شم نسيم واحنا مع بعض ومصر بخير، هاين عليا أعمل فرحنا في شم النسيم، لكن حددنا المعاد".
مشاركة :