أسبانيا: اليمين المتطرِّف يدخل البرلمان

  • 4/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للمرة الأولى في تاريخه، ومنذ عودة الديموقراطية عام 1978، دخل حزب فوكس اليميني المتطرّف والمعادي للمسلمين إلى البرلمان الأسباني، حيث نال 24 مقعداً، عقب الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، وتصدّرها حزب العمال الاشتراكي، بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز. وكان حزب فوكس المنتمي الى تيار اليمين المتطرّف دشّن حملته الانتخابية مطلع الشهر الجاري، في بلدة كوفادونغا في إقليم أستورياس (شمالي البلاد). ولم يأتِ اختيار هذه البلدة عبثاً؛ فوفقاً للرواية التاريخية، كانت كوفادونغا موقع أول انتصار للممالك المسيحية الأسبانية على حكّام الأندلس المسلمين. كما رفع الحزب شعار Reconquista، ومعناها الاسترداد، في إشارة إلى «حروب الاسترداد» التي استمرت 780 عاماً من أجل إعادة أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية إلى المسيحية وإبعاد المسلمين منها. ومع فوز «فوكس» بأكثر من %10 من الأصوات، فقد ينتهي المطاف بالحزب بدعم حكومة يمينية جديدة، كما حدث في انتخابات الأقاليم، في إقليم الأندلس، (جنوبي أسبانيا) في ديسمبر الماضي. ومن شأن هذا أن يكون المرة الأولى التي تعتمد فيها حكومة أسبانية في تشكيلها على حزب يميني متطرف، منذ عهد الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وقد يرسل هذا موجات صدمة في كامل النظام السياسي في أسبانيا وأوروبا. حكومة موالية لأوروبا من جهته، حصل حزب العمال الاشتراكي على نحو %29 من الأصوات، أي 123 مقعدا، بعيداً عن الأغلبية المطلقة (176 من 350 نائباً)، ما يجبره على بناء تحالفات مع أحزاب أخرى. وأعلن سانشيز فوزه، قائلاً لأنصاره المبتهجين من شرفة مقر الحزب في مدريد: «فاز الاشتراكيون في الانتخابات، ومعهم فاز المستقبل وخسر الماضي»، مضيفاً انه سيسعى الى تشكيل حكومة موالية لأوروبا، وأن الشرط الوحيد لتشكيل الحكومة يتمثل في احترام الدستور وتعزيز العدالة الاجتماعية. وتولى سانشيز رئاسة الحكومة في يونيو الماضي، إثر حجب الثقة عن سلفه المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، وهو يواجه انتقاداً حادّاً من اليمين واليمين المتطرّف، بوصفه «خائناً» وصل إلى السلطة بفضل أصوات الانفصاليين الكتالونيين. وستعقب هذه الانتخابات على الأرجح مفاوضات شاقة تستغرق أشهراً عدة، في برلمان منقسم بشدة، من أجل تشكيل الحكومة. (أ.ف.ب، رويترز)

مشاركة :