أكّد وزير دولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، أن النهج الذي وضعته قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي يقوم على التركيز على صناعة مستقبل أفضل للإنسان في الدولة، وتحقيق مزيد من التطور والسعادة والرفاهية في المجتمع، بعيداً عن الاستخدامات السلبية له، موضحاً أن الانسان هو المحور الأول في استراتيجية الدولة في هذا المجال، من خلال الاستثمار في بناء كوادر مؤهلة للمستقبل. وأضاف: «طموحنا أن نقود الدول المصنّعة للذكاء الاصطناعي في العالم». وقلَّل العلماء من المخاوف من تهميش الذكاء الاصطناعي للإنسان وسيطرته على الحياة وسوق الوظائف، موضحاً خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت مساء أول من أمس في جناح مؤسسة «بحر الثقافة» بمعرض أبوظبي للكتاب تحت عنوان «مستقبل الإنسان»، أن الذكاء الاصطناعي سيدخل في كل جزء من حياتنا، لكنه لن يسيطر على الانسان كما يعتقد البعض. وأضاف: «في كل تقنية حديثة هناك نقطة ضعف مهما بلغت قوتها، وهناك أشياء لا يمكن للروبوت أو الأجهزة الذكية أن تقوم بها أو أن يحل محل الانسان، ففي مجال الطب سيكون الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على تشخيص الحالة المرضية، ولكن يظل الطبيب هو القادر على وصف العلاج، لكننا كبشر نخاف من أي شيء لا نفهمه، ولذلك علينا أن نحاول فهم المستقبل وما سيشهده من تطورات حتى نفهم دورنا فيه»، مشيراً إلى أن النظريات التي وضعت في الماضي لتصور المستقبل لم تتحقق. وفي ما يخص الوظائف؛ أشار العلماء إلى أن سوق العمل ستشهد تحولات كبيرة في المستقبل، وهو أمر ارتبط بالثورات الصناعية الكبرى التي شهدها العالم، فعلى سبيل المثال في عام 1880 كان 60% من الشعب الأميركي يعمل في مجال الزراعة، ثم ظهرت سبعة اختراعات في هذا المجال أدت إلى خسارة 92% من هذه الوظائف، واليوم لا تتجاوز نسبة العاملين من البشر فيه 2%، وفي بريطانيا في بداية القرن الـ19، كانت هناك وظيفة يقوم صاحبها بالدق على أبواب ونوافذ البيوت لإيقاظ الناس للذهاب للعمل في الصباح الباكر، وخلال ثلاث سنوات تم اختراع أداة بسيطة، وهي الساعة أو المنبه، واندثرت هذه الوظيفة، مؤكداً أنه مع كل تطور من الطبيعي أن تختفي وظائف وتظهر الحاجة الى وظائف أخرى، وأن مستقبل الوظائف لا يعتمد على دراسة واحدة، فهناك وظائف غير معروفة ولا نتوقعها قد تظهر في المستقبل، مثل وظيفة المؤثرين اجتماعياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي حالياً التي لم يكن أحد يتوقعها من قبل، مشدداً على ضرورة تركيز الحكومات على تأهيل من يخسر وظيفته للالتحاق بوظائف أخرى مطلوبة. مرتكزات رئيسة وأوضح الوزير أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي في الإمارات تقوم على مرتكزات عدة، الأول يتمثل في صناعة الانسان والاستثمار في بناء كوادر مؤهلة، ولذلك أرسلت الدولة أكثر من 90 منتسباً للتدريب في جامعة أوكسفورد، وأعدت برامج أخرى مثل «مخيم الذكاء الاصطناعي» وغيره. والمحور الثاني هو جذب الخبرات والاستثمارات من مختلف أنحاء العالم، وبالفعل أظهرت الدراسات أن الإمارات تعد أكثر الدول استقطاباً لمهارات الذكاء الاصطناعي ومحط أنظار العالم، وهناك ثلاثة مشروعات ضخمة خرجت من دبي إلى العالم، هي «ميديا دوت نت» الذي اشترته الصين، و«كريم» الذي استحوذت عليه «أوبر» و«سوق دوت كوم» الذي اشترته «أمازون». أما المحور الثالث فيهتم بتطوير العمل الحكومي من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي، سواء لزيادة المميزات التنافسية في بعض القطاعات مثل السياحة، أو لتحسين الخدمات وتحقيق الرفاه في المجتمع مثل قطاع الطب، لافتاً إلى حرص الإمارات على الأخلاقيات في التعامل مع تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، للاستفادة منه والابتعاد عن التطبيقات التي تتعارض مع الاخلاقيات الإنسانية والتشريعات، ولذلك أطلقت الفترة الماضية مختبر التشريعات للنظر في التطورات التي تحدث ومواكبتها بالاطار التشريعي المناسب الذي ينظم العمل بها والتعامل معها، كما يجري التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتضمين المناهج الدراسية منهجاً يكرس الأخلاقيات لدى الطلاب. الذكاء الاصطناعي سيدخل في كل جزء من حياتنا، لكنه لن يسيطر على الإنسان كما يعتقد البعض. مفاجأة قمة الحكومات قال وزير دولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، إن القمة العالمية للحكومات، التي تمثل منصة للوصول إلى المستقبل وإيجاد حلول للإشكاليات التي تعانيها المنطقة، استطاعت خلال خمس سنوات أن تصبح أكبر قمة في المنطقة، حيث تجمع 4000 من القادة في مختلف المجالات من 192 دولة، مشيراً إلى أن الدورة المقبلة منها ستشهد مفاجأة كبيرة سيتم الإعلان عنها الفترة المقبلة. وتطرق إلى «متحف المستقبل»، موضحاً أنه متحف غير تقليدي يضع الزائر في المستقبل ليعيش فيه، حيث تهتم الإمارات بإلهام الناس للمستقبل وطرح أسئلة متعلقة به، على عكس غالبية المتاحف في العالم التي تركز على التراث والتاريخ. في بريطانيا كانت هناك وظيفة يقوم صاحبها يإيقاظ الناس للذهاب إلى العمل في الصباح الباكر، وخلال 3 سنوات تم اختراع أداة بسيطة هي المنبّه.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :