التجارة بين الإمارات والصين تتضاعف خلال 3 سنوات

  • 4/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المسؤولين أن الإمارات تبنت رؤية مستقبلية من أجل أن تصبح الزراعة نشاطاً اقتصادياً وتنموياً رئيساً في الدولة، وسعت بكل جهد إلى تحقيق هذه الرؤية من خلال العديد من المبادرات التي وضعت الدولة في مصاف الدولة الأكثر تطوراً في هذا التوجه. وأفاد هؤلاء خلال افتتاح جناح الإمارات في إكسبو 2019 بكين والذي يقام خلال الفترة من 29 أبريل إلى 7 أكتوبر 2019، ويحمل شعار «تخضير الصحراء»، أن العلاقات الإماراتية الصينية في تطور وازدهار مستمر، حيث من المتوقع أن يتضاعف حجم التجارة الخارجية بين البلدين خلال السنوات الثلاث القادمة بعد أن تجاوز 50 مليار دولار العام الماضي. وافتتح أمس، منصور إبراهيم المنصوري، المدير العام للمجلس الوطني للإعلام، جناح الدولة في إكسبو 2019 بكين، وحضر مراسم الافتتاح الدكتور راشد خلفان النعيمي، المفوض العام لجناح دولة الإمارات في إكسبو 2019 بكين، والدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية، وداود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، ونجيب العلي المدير التنفيذي لمكتب إكسبو 2020 دبي، وعدد من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين. وتهدف هذه المشاركة التي تعد الأولى للإمارات في معارض إكسبو للبستنة، إلى تسليط الضوء على جهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تنمية وتطوير القطاع الزراعي، وتجسيد رؤية القيادة الرشيدة في تطويره وتعزيزه، والتي أفضت إلى تحويل الصحراء إلى واحات خضراء عبر استراتيجيات ومبادرات واضحة وبالاستناد إلى أحدث ما تم التوصل إليه من تقنيات زراعية متقدمة، فضلاً عن استعراض تجربتها ومشاريعها المستدامة. وقال منصور إبراهيم المنصوري: «يحرص المجلس الوطني للإعلام ومن خلال مشاركاته المتواصلة في معارض إكسبو التي تقام حول العالم؛ على التعريف برسالة دولة الإمارات المبنية على التسامح والانفتاح على الآخر، وتعزيز صورتها الإيجابية والنهج الذي تتبعه من خلال هذه المنصة العالمية المرموقة والتي تحظى باهتمام دولي واسع». وأضاف: «تمثل مشاركتنا في إكسبو 2019 بكين، فرصة لتعريف العالم بالرؤى المستقبلية التي تبنتها قيادتنا الرشيدة وانعكست على أرض الواقع، حيث أصبحت الزراعة نشاطاً اقتصادياً وتنموياً رئيساً في الدولة»، مؤكداً أن تصدر الإمارات لباقي دول العالم من حيث عدد أشجار النخيل خلال فترة زمنية قصيرة، دليل على قدرة الإماراتي على تخطي التحديات والصعوبات المتمثلة في ندرة المياه، وملوحة التربة، والعوامل الجوية الصعبة». تمثيل عربي من جانبه، أكد علي الظاهري سفير الإمارات لدى جمهورية الصين، أن الإمارات هي الشريك التجاري الأول للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن العلاقات تشهد تطوراً نوعياً، خصوصاً بعد زيارة فخامة الرئيس الصيني لدولة الإمارات قبل عدة أشهر، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأخيرة إلى جمهورية الصين، كلها عوامل تزيد متانة الشراكة التي تجمع البلدين، مشيراً إلى وجود تطابق في وجهات نظر قيادات البلدين بآفاق وضرورة تطوير العلاقات المشتركة. وأضاف أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، شهدت قفزات ضخمة على مر السنوات، وتوقع الظاهري أن يتضاعف حجم التجارة الخارجية بين البلدين خلال السنوات الثلاث المقبلة بعد أن تجاوز 50 مليار دولار العام الماضي، في ظل الفرص الضخمة لتطوير وتعزيز هذه العلاقات مستقبلاً. وحول إمكانيات الإمارات ودورها المحوري ضمن خطط الصين لمشروع الحزام والطريق، أكد السفير مكانة الدولة ضمن هذا المشروع، موضحاً أن حوالي 60‎‎% من صادرات الصين للمنطقة يتم تصديرها عبر موانئ الإمارات قبل وصولها لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكل ذلك يعزز مكانة الدولة ضمن هذا المشروع العملاق. كما توقع استمرار نمو عدد السياح الصينيين القادمين للإمارات بعد تجاوزه مليون سائح العام الماضي، وكذلك ارتفاع عدد الزوار الإماراتيين للصين بعد إعفائهم من التأشيرات. وأضاف أن هناك اتفاقيات مهمة في الجانب الزراعي، خصوصاً في مشروع استخدام المياه المالحة لزراعة الأزر في الإمارات بتقنيات صينية حديثة، مشيراً إلى أن هذا المشروع يعتبر ناجحاً من حيث المبدأ، ويجري تطوير هذه التقنيات لتحقيق أفضل نتائج يمكن أن تسهم في تطوير القطاع الزراعي بالدولة. وحول التعاون في المجالات التعليمية والثقافية قال الظاهري: إن مشروع المئة مدرسة لتعليم اللغة الصينية بالإمارات مستمر وسيصب في صالح تعزيز العلاقات المشتركة والتقريب بين الشعوب. التخضير التجميلي في السياق ذاته، قال المهندس داود الهاجري مدير عام بلدية دبي، إن الإمارات لا سيما دبي أولت تركيزاً كبيراً لتوسيع نطاق التخضير التجميلي، وكذلك زيادة المساحة الخضراء في شوارع دبي والأماكن العامة. وأضاف في تصريحات للصحفيين على هامش الزيارة، أن البلدية تعمل على تنفيذ خطة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، لمضاعفة المساحة الخضراء في دبي من 3700 هكتار حالياً إلى7800 هكتار، بينها 500 هكتار حول مدينة إكسبو دبي، إذ سيتم تضمينها زراعات تجميلية وشعار إكسبو، لافتاً إلى أنه تمت زراعة 50 ألف نبتة منذ بداية العام الماضي وحتى الربع الأول من العام الجاري. يعرض جناح الدولة الذي يقام على مساحة 1850 متراً مربعاً 80% منها على شكل حديقة؛ تطور القطاع الزراعي في الدولة، كما يستند في روايته إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والجهود التي بذلها في سبيل «تخضير الصحراء»، ويركز على مجموعة من المحاور الرئيسية منها، إنجازاته رحمه الله في المجال الزراعة وإرثه البيئي، وتخضير الصحراء، والابتكار في مجال الزراعة، وإنجازات الدولة في المجال الزراعي. وارتكز المجلس الوطني للإعلام في تصميمه لجناح الدولة في المعرض على مبادئ أساسية تشمل البيئة الطبيعية، وأشجار النخيل والزراعة التقليدية، والواحات الزراعية، وإنجازات وابتكارات الدولة في المجال الزراعي، حيث يضم الجناح 36 شجرة نخيل، و146 شجرة من 20 نوعاً مختلفاً، و2500 نبتة من 10 أنواع مختلفة، فضلاً عن 5924 نبتة من الخضار والأعشاب ستتم زراعتها خلال فترة المعرض. ويعد معرض إكسبو 2019 بكين من الفعاليات الدولية للبستنة، والُمكرسة لتوفير منصة مفتوحة للدول والمنظمات الدولية للتواصل وتبادل الخبرات فيما بينها، حيث يشارك فيه أكثر من 110 دول ومنظمات. التراث الإماراتي الطفلان أحمد المرزوقي وسلمى العامري كانا أبرز عناصر حفل افتتاح جناح الإمارات بمعرض إكسبو بكين، بعد أن لفتا أنظار زوار المعرض وخصوصا الصينيين، فالطفلان تتراوح أعمارهما بين 8 سنوات و11 سنة، وهما من طلاب مدرسة حمدان بن زايد بأبوظبي يتحدثان اللغة الصينية ويرحبان بالضيوف في مشهد لافت وجاذب للزوار. واصطف العديد من زوار الجناح لالتقاط صور مع الطفلين، وهما بالزي الإماراتي التراثي وليتبادلوا معهما بعض العبارات باللغة الصينية. وتقول سلمى العامري 8 سنوات: «أشعر بالفخر لاختياري لتمثيل دولة الإمارات في حدث ضخم خارج الدولة، وأعتز بالتحدث باللغة الصينية، خصوصاً أنها سبق وقد كانت في استقبال الرئيس الصيني أثناء زيارته الإمارات قبل أشهر عدة». أما الطفل أحمد المرزوقي (11 عاماً)، فأكد هو الآخر فرحته الكبيرة بمشاركته في هذا الحدث، وأن ذلك يشعره بالفخر بما يقدمه. ويتضمن فيلم يتم عرضه أمام زائري جناح الإمارات مشاهد للطفلين، وهما يشرحان عن اهتمام الدولة بالبيئة والزراعة بصورة جذابة. أفضل الممارسات في التقنيات الزراعية أكد الدكتور سالم السالم خبير الأداء في برنامج قيادات مجلس الوزراء، ضرورة الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في التقنيات الزراعية الموجودة في أجنحة الدول المشاركة بالمعرض والعمل على نقلها للإمارات. وشدد على ضرورة الترويج لعدد من التخصصات ذات العلاقة بقطاع الزراعة، وذلك في سبيل التعريف بوجود تخصصات حديثة فرعية في الدولة. وأشار إلى حرص الدولة على استقطاب هذه التخصصات كونها من أبرز التوجهات المستقبلية التي تدعم الأمن الغذائي واستصلاح التربة المالحة في ظل خصوصية البيئة الإماراتية الصعبة، مشيراً إلى تبني عدد من جامعات الدولة التخصصات الحديثة في هذه المجالات. وأضاف أن الدولة يجب أن تشجع الشباب للإقبال على تخصصات دراسية جديدة تخدم التوجه الاقتصادي.

مشاركة :