حذر الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني، من أن التفاوض مع الولايات المتحدة في ظلّ ضغوط، يشكّل «استسلاماً» لها. في الوقت ذاته، هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بـ «محاسبة» الشركات التي لا تلتزم عقوبات فرضتها واشنطن على قطاع النفط الإيراني. وقال سليماني: «من خلال الضغط الاقتصادي على إيران، تريد أميركا إرغامنا على إجراء محادثات معها. لكن أي مفاوضات في هذه الظروف تعني ذلاً واستسلاماً لأميركا، وهذا لن يحدث». وأضاف: «العدو يوظف كل إمكاناته لاستهداف إيران، عبر ضغوط وعقوبات اقتصادية واستهداف الأمن. العدو بخياراته الاقتصادية يريد فرض ضغوط على شعبنا، لكن جميع الخبراء الاقتصاديين يرون أن طريق الخروج من الظروف الراهنة هو انتهاج الاقتصاد المقاوم الذي رسم (المرشد علي خامنئي) خطوطه العريضة». وبدءاً من 2 أيار (مايو) المقبل، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على 8 دول، هي الصين والهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان، إذا واصلت شراء نفط من إيران. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «حلفاء الولايات المتحدة مستاؤون ويقولون إنهم سيجدون وسائل لمقاومتها». وأضاف في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «لا أحد يعجبه أن تفرض الولايات المتحدة إرادتها على المجتمع الدولي. هذا هو الإملاء. إن سعي الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب الى ممارسة أقصى ضغط على إيران لتركيعها وإخضاعها، محكوم عليه بالفشل». وعلّق مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على تصريحات ظريف، قائلاً للشبكة ذاتها: «نعمل في شكل وثيق جداً مع جميع حلفائنا الأوروبيين، وأعتقد بأن بصيص الخلاف الذي يشير إليه (ظريف) لا يوجد سوى في خياله». ورأى ان أوروبا «هي المنطقة المهددة أكثر من غيرها الآن بالقدرات الصاروخية لإيران». وأشار الى أن «شركات صينية كان تستورد نفطاً إيرانياً، أعلنت أنها ستوقف ذلك». في السياق ذاته، قال بومبيو: «أجرينا محادثات كثيرة مع الصين في هذا الصدد. أثق بأن محادثات التجارة ستتواصل وتمضي في مسارها الطبيعي». وأضاف: «نحن على قناعة بأننا قادرون على ضمان تلقي السوق إمدادات كافية (من النفط). نواصل العمل على ذلك. بالنسبة الى الشركات التي ستنتهك العقوبات، سنلاحقها ونضمن محاسبتها على انتهاكاتها». الى ذلك، أعلنت البحرية الأميركية أن صوراً التقطتها طائرة إيرانية من دون طيار، حلّقت فوق حاملة طائرات أميركية تبحر في الخليج، «تعود الى سنوات أثناء انتشار حاملة الطائرات يو أس أس دوايت أيزنهاور».