يتردد آلاف المواطنين على كورنيش النيل بقنا، للاستمتاع، والفسحة، خاصة في الأعياد الرسمية، كشم النسيم، وتنتشر المراكبية على الشاطئ، ولا يتوانى أحد منهم في إنتشال الغارقين.ومن بين هؤلاء، هلال مخلوف، أكبر المراكبية سنًا بمنطقة كورنيش النيل بقنا، و"الملقب بالحارس الأمين لزوار الكورنيش"، الذي وجه نصائح للمترددين على كورنيش النيل خلال الاحتفالات بضرورة الحرص على متابعة أطفالهم أثناء تواجدهم بالقرب من نهر النيل حرصًا على حياتهم، خاصة أن الأطفال يحبون الاقتراب من مياه النيل وهو ما قد يعرض حياتهم للخطر فى ظل حالة الزحام والتكدس التي يشهدها الكورنيش خلال الاحتفالات المختلفة.هلال مخلوف الذى قارب عمره الستين عامًا وهب حياته لإنقاذ أى شخص يتعرض للغرق أو انتشال الغرقى من نهر النيل أو أى مكان آخر تقتضى الظروف أن يتوجه إليه لاستخراج الجثة، حيث اعتاد منذ صغره على السباحة فى نهر النيل منذ أن كان والده يعمل فى مهنة الصيد والتى علمته احتراف السباحة مبكرًا.وقال عم هلال، إنه يعمل جنايني بالتربية والتعليم، وبعد إنتهاء عمله يحضر إلى نهر النيل الذى يعشق التواجد به و يعتبره منزله، لارتباطه به منذ نعومة أظافره ، ومن يومها ويعمل فى النيل ما بين الصيد أو تشغيل المراكب النيلية كنزهة لرواد الكورنيش وهو ما ورثه لأولاده حتى يكون لهم مصدر رزق قريب.وأضاف عم هلال، أن تواجده الدائم على نهر النيل يجعله يشاهد الكثير من المواطنين صغارًا أو كبارًا يتعرضون للغرق وهو ما يدفعه بشكل تلقائي إلى إنقاذهم و بفضل الله يتمكن من إنقاذ الكثير منهم سواء بمفرده أو من خلال مساعدة آخرين، أو بالمشاركة مع قوات الإنقاذ النهرى التى تتواجد دائمًا فى نهر النيل خاصة خلال الاحتفالات.وتابع عم هلال، أن إنقاذ الناس و المساعدة فى استخراج جثث الغرقى، جعل الكثير من المواطنين يطلبونه للمساعد فى استخراج جثث غرقى يتعثر انتشال جثثهم من النيل، حتى أصبح مقصدًا فى هذا الأمر لأنه لا يستطيع أن يتوانى عن شخص يطلب المساعدة فى هذه المهمة الإنسانية، و بعد انتهاء مهمته فى استخراج الجثة يغادر المكان دون انتظار كلمة شكر من أهالى الضحايا لأنها مهمة انسانية فى المقام الأول لا يصح لأى إنسان لديه القدرة على السباحة بشكل جيد أن يتأخر أو يتردد، لكن هذا الأمر لابد أن يتم بالأصول و بعد انتهاء دور قوات الإنقاذ النهرى . وأضاف عم هلال، أن خلال فترة الأعياد لا تغفل عينه أبدًا عن مراقبة النيل بمنطقة الكورنيش، تحسبًا لتعرض أى طفل أو شخص للغرق لكثرة عدد المترددين على الكورنيش خلال أيام الأعياد لاستقلال المراكب النيلية والاستمتاع بالمنظر الرائع للنيل، وذلك كنوع من المساعدة لقوات الإنقاذ النهرى أصحاب الدور الأصيل فى هذا الأمر والذين لا يتأخرون فى حماية المواطنين.وأشار عم هلال، إلى أن استخراج جثة بعض الغرقى قد يستغرق أيام طويلة، ولا يرتاح له بال حتى يتم استخراجها، كما أن الأمر لا يقتصر على إخراج الغرقى من البشر، لكن يمتد للمساعدة فى استخراج اللنشات أو المراكب الغارقة كما حدث مع صندل الفوسفات الذى غرق أمام الكورنيش منذ أعوام، لافتًا إلى أن منقذ الغرقى أو من يعمل فى هذا المجال لابد أن يتحلى بقلب قوى يتحمل أى مشهد يراه خلال عملية الإنقاذ، والضعفاء ليس لهم مكان فى هذه المهمه الصعبه.
مشاركة :