تونس/يسرى وناس/الأناضول أكدت تونس وإيطاليا، الثلاثاء، تطابق مواقفهما الداعية إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، والعودة إلى طاولة الحوار؛ بهدف إيجاد تسوية سياسية بين جميع الأطراف الليبية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، ونظيره الإيطالي، جوسيبي كونتي. وفي كلمة له قال الشاهد، إن موقف حكومته واضح بشأن ضرورة وقف إطلاق النار بليبيا، وإنها حريصة على دفع المسار الدبلوماسي، وحث الليبيين على الجلوس إلى طاولة الحوار. وأضاف: "تونس تضررت من النزاع في ليبيا منذ 2011، وهناك تخوّف من تسلل العناصر الإرهابية عبر حدودها مع ليبيا التي تفوق 500 كيلومتر". من جانبه، قال كونتي خلال المؤتمر نفسه، إنه "لابد من إعطاء فرصة للتسوية السياسية، وإنه لا مكان للحل العسكري في ليبيا". وأضاف، أنه لابد من "تدعيم قدراتنا مع كل المتداخلين في الساحة الدبلوماسية، لوقف استعمال السلاح في ليبيا". ووصل كونتي إلى تونس الثلاثاء، في زيارة عمل (لم تحدد مدتها)، للمشاركة في الدورة الأولى للمجلس الأعلى للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ووقعت تونس وإيطاليا في اختتام المجلس على 7 اتفاقيات في مجالات التعاون الاقتصادي والتعليم والعلاقات الدبلوماسية. وتتمثل الاتفاقيات في الإعلان المشترك للاجتماع الأول للمجلس الأعلى الاستراتيجي للتعاون التونسي الإيطالي، الذي نص على آفاق التعاون الاقتصادي في الفترة المقبلة، واتفاق بين الحكومة التونسية والحكومة الإيطالية حول دعم البنية التحتية للنقل الكهربائي بهدف تعزيز التبادل الطاقي بين أوروبا وشمال إفريقيا "إلماد". كما وقع الجانبان ملحقا حول قسط ثان من رسكلة (إعادة هيكلة) الديون التونسية لدى إيطاليا إلى مشاريع تنموية بقيمة 25 مليون يورو، وبروتوكول اتفاق حول برنامج تحسين البنية التحتية والخدمات المدرسية في المرحلة الابتدائية بقرض قيمته 25 مليون يورو، إضافة الى بروتوكول اتفاق حول "برنامج دعم اللامركزية في تونس" في شكل هبة بقيمة 25 مليون يورو. وتم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الخارجية التونسية ونظيرتها الإيطالية حول تكوين الدبلوماسيين، ومذكرة تفاهم بين صندوق الودائع والأمانات بتونس وصندوق الودائع والقروض بإيطاليا حول مشروع دفتر الادخار بلا حدود التونسي الإيطالي. وإيطاليا ثاني مستثمر أجنبي في تونس بحجم استثمارات يبلغ 1.62 مليار دينار (0.54 مليار دولار)، حيث توجد بتونس حوالي 853 مؤسسة إيطالية أي بنسبة 25.5٪ من إجمالي الشركات الأجنبية، توفر حوالي 63 ألف فرصة عمل. وتعتبر إيطاليا الشريك التجاري الثاني لتونس إذ يبلغ حجم المبادلات بين البلدين 10 مليار دينار (3.3 مليار دولار). ومنذ 4 أبريل/نيسان الجاري، تشن قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق، هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة "الوفاق الوطني". ولم تحقق عملية حفتر في طرابلس حتى اليوم أي تقدم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت انتكاسات في بعض المناطق. وأثار الهجوم رفضا واستنكارا دوليين، حيث وجه ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط. وتعاني ليبيا، منذ 2011، صراعا على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة الوفاق وحفتر، المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.