محمد عبده يوقظ الأغنية العربية من غفوتها

  • 5/1/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

• رامي أمين - القاهرة في مثل هذا المساء قبل عام ، معدود بالدقائق والساعات والأيام، مرَّ وكأنه لم يمرَّ على حفل الفنان الكبير محمد عبده الذي لم يقل لجمهوره وداعاً بل إلى اللقاء ، وفي الموعد من كلّ عام حيث يجب أن يكون، ها هو يعود ليصافح محبيه وعشاق فنه ، في يوم الجمعة السادس والعشرون من شهر إبريل ، ليتغنى بألبومه الجديد " ياغافية قومي" على مسرح دار الأوبرا المصرية بعدما طُرِح رسميًا في بداية شهر إبريل الجاري بالأسواق . وفي حسابات الأفئدة يأتي ألبوم "ياغافية قومي" بعد ثلاثة ألبومات غنائية لعل منها " عمري نهر " الذي طُرِح في عام ٢٠١٨ " ، و" رماد المصابيح" عام ٢٠١٧، و" عالي السكوت" عام ٢٠١٦، تلك المجموعات الغنائية التي كانت لحظة غنائها على المسرح هي الأولى تحت قبة دار الأوبرا المصرية، في ليالي لازلنا نذكرها كثيراً ونستعيدها دائماً ، وقد أعتمدت هذه الألحان على الأسلوبية الفنية للموسيقار السعودي د. طلال، الذي يؤرخ الأزمنة والحقب، بإبتكاراته وإبداعاته التي لاتبرح الذاكرة ولايكاد طيف يغرب عنها ، منذ ذروة إنطلاقته في عقد الثمانينيات الميلادية وعلى مدى مسيرته حتى وقتنا الراهن .في الواجهة الأمامية لدار الأوبرا المصرية، ترتفع من الداخل حركة سلم يقع بجانبه المصعد المنزوي لوحده جانبياً ، وتذكرنا الطابق الأول الذي علينا الصعود إليه، وسرعان مافتح الباب لنجد أنفسنا بداخل الصالة المخصصةُ لإستقبال ضيوف الحفل من سياسين ودبلوماسيين وشخصيات إعتبارية وأدبية وفنية وإعلامية من السعودية والشقيقة مصر وعبر إمتداد الوطن العربي ، مرحباً بنا من قِبل القائم على أعمال الموسيقار د. طلال، الأستاذ خالد أبو منذر صاحب الروح المتجسّدة في العمل الدؤوب ، طيلة رحلة ولادة الألبوم منذ عشرة أشهر حتى لحظة غنائه على المسرح ، وتنظيمه لهذه الإحتفالية والإعداد لها منذ وقت مبكر .وسرعان ما أن وقع البصر على إحدى أسطوانات البوم "ياغافية قومي" التي بعث بها إلى الحضور ، وأحتوت هذه المجموعة الغنائية على ١٢ أغنية، وفق الموسيقار د. طلال في منحها ما يناسبها من قدرات، بحسية موسيقية عالية و حرص جمالي في توظيف الإيقاعات، لتنضح بها قصائد تشهق الروح من أناقة لغتها وقوة حبكتها، لتجثوا الأبصار والمسامع أمامها ، ولعل من شعراء الطراز الرفيع : الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بأربعة أعمال تتضمن "ياغافية قومي" وكانت قطعة رئيسية للمجموعة ليسمى الألبوم بها إلى جانب "أنا سمعت إسمك" ، " مريت" ، " أبيك" ، ومن بين الأعمال أغنية للشاعر الشهيد فايق عبدالجليل " أنا من أكون"، و أغنية للشاعر فهد عافت " وين الدليل" و أغنية باللهجة العربية الفصحى للشاعر الراحل نزار قباني بعنوان "أحلى خبر "، وفي هذا الألبوم بالذات كان للشاعر دايم السيف أربعة أعمال "كتبت لك خط"، " تضحك معي" ، "تساوت "، " أستطيع "،وأغنية بعنوان "تذكرين".كلمات الشاعر سعودي .هنا الخطوات تجاه قاعة المسرح الكبير كانت كافية لقطعها بسرعة للجلوس بين وخلال المقاعد حسب توجيه البوصلة الاحتفالية .وفي هذه الليلة الطلالية التي كانت جميع أغانيها من ألحان موسيقارها طلال، أطل على منصة المسرح الفنان الكبير محمد عبده صاحب العطاء الممتد من الجغرافيا إلى التاريخ ، بعد أن قدّمه الإعلامي ياسر الشمراني، والإعلامية شذى قطان ،وكان مرتدياً البدلة الرسمية ، وكأنه يستعيد شبابه ليرقص على وجهه وهو يحصد التصفيق الحار من الجمهور الذي كان محتفلاً به، وخلفه الفرقة الموسيقية المؤلفة من ١١٣ عازفاً موسيقياً بقيادة المايسترو هاني فرحات الذي كان يميل بيديه بين النوتات الموسيقية فتندلع النغمات وسط الفرقة ، يختلس نظرة فيخمن كل عازف بأنه هو المقصود ليجعلنا ندخل إلى عالم الموسيقى من باب الإنسجام بين عصا القيادة والنوته.وهنا أنطلق صوت الفنان محمد عبده في الوصلة الغنائية الأولى مغنياً بـ البوم “ ياغافية قومي ” الذي كان محور الحفل و بدأها بأغنية " أحلى خبر " ، تلتها أغنية " أنا من أكون" ، ثم أغنية "مريت" ، و أغنية "تذكرين" و أغنية "أنا سمعت أسمك"، وأغنية "أستطيع".وبعد أستراحة قصيرة أخذ الصمت يزداد شيئاً فشيئاً في سكون عميق وكان الجمهور ينتظر نجمه كما ينتظر الليل نجمته الوحيدة، وبإطلالة أخرى على خشبة المسرح، عاد أبو نورة مرتدياً الثوب والشماغ الذي أكسبه مظهراً سعودياً أصيلاً وقد أستأنف وصلته الغنائية الثانية بأغنية "أبيك" ، تلتها أغنية " وين الدليل"، ثم أغنية "كتبتلك خط" ، و أغنية "تضحك معي"، وأغنية "تساوت" ، وهكذا أختتم الحفل بأغنية "ياغافية قومي " التي عبر عنها الشاعر بقوله : يا غافية قومي.. أما أسهري وياي .. ولا أرجعي نومي..بيني وبين وسادتي شوك وجمر ..والله ماهي عادتي شكوى وسهر.. يامسهرة نومي ما تعرفين دواي.. ياغافيه قومي.. أما أسهري وياي ولا أرجعي نومي.ما إن هدأ التصفيق قليلاً حتى تقدم الفنان محمد عبده ويده ممدودة في الهواء تلوح لجمهوره، الذي تقاطر من كلّ حدب وصوب، لتُسدل السّتارة الحمراء وتُضئ الأنوار، بعدما غاص الجمهور في اللحن والكلمة والأداء حتى الارتواء في هذه الليلة .كما جرت عملية تسجيل هذا الحفل الجماهيري، تحت إدارة المخرج د. وليد نصيف ، وسيعرض على القنوات MBC1 و"وناسة" وإذاعة MBC-FM، بالتزامن مع أيام عيد الفطر المبارك.

مشاركة :