تسبب تردي الجانب الأمني في المدن التركية وسوء التعامل مع السياح السعوديين في تغيير الوجهات السياحية من تركيا ومدنها وظهر ذلك جلياً بعدما ألغى مئات السعوديين حجوزاتهم، والبحث عن دول أكثر أماناً وأفضل تعاملاً.وبرر سياح إلغاء حجوزاتهم إلى المدن التركية خلال الأشهر الماضية، إلى تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في تركيا إلى جانب قصص الخطف والسلب التي يتعرض لها الخليجيون هناك، فيما أكدت مكاتب سفر وسياحة سعودية أن الرحلات إلى تركيا شهدت انخفاضاً كبيراً مقارنة مع الأعوام الماضية.وقال مدير السياحة في أحد مكاتب السفر عصام أحمد: «لمسنا إلغاءات كثيرة منذ نهاية عام 2018 حتى الشهر الجاري إلى تركيا، ولأنّ أغلب العروض التي كانت متاحة في تلك الفترة كانت غير قابل للاسترداد الكامل، فكان على العملاء تغيير الوجهة».واستشعرت السياحة في تركيا التغير في عدد الإقبال والحجوزات وبعثت مندوبين جددا إلى المملكة وقدمت تخفيضاً إضافياً للأسعار، وفتحت مجالات أخرى لم تكن متاحة من قبل، لإعادة النشاط للحجوزات التي انخفضت بشدة بعد ارتفاع نسبة إلغاء الحجوزات التي بلغت 40%.انخفاض كبيرويضيف مدير مكتب خدمات سياحية رائد المطيري «لاحظنا أخيراً رغبة السائح السعودي في تغيير وجهته السياحية، خاصة في الإجازات الطويلة، كما بات واضحاً زيادة الإقبال والحجز إلى بولندا والبوسنة وأوكرانيا.وبسؤاله عن أكثر الحجوزات إلغاءً، أوضح: تتصدر رحلات تركيا الإلغاء والتغيير بنسبة 45%، وذلك في الفترة ما بين نهاية عام 2018 حتى هذا الشهر، فيما بيّن مهند الصمادي أنّه لم يشهد إلغاءات في الحجوزات إلى تركيا في إجازة نصف العام الفائتة -أي منذ أربعة أشهر- واستدرك: «لكن أغلب الحجوزات كانت لأسر مقيمين، وبعض منها لسعوديين».وأضاف أنه في العادة في هذا الوقت من العام تكون الرحلات والحجوزات معدة ومنظمة مسبقاً لدول أوروبا وأمريكا، التي تتجاوز عادة الأسابيع الثلاثة ولا توجد حالياً حجوزات إلى تركيا، والأرقام تشير بشكل ملحوظ إلى انخفاض نسبة السفر إلى هناك.خيار غير مناسبواعتبر مدير فروع سياحة راشد الحميداني أن السفر إلى تركيا في هذه الأيام خيار غير مناسب، لعدة اعتبارات منها الوضع الأمني، ولكثرة الحوادث التي تعرض لها السياح هناك، إلى جانب ما ظهر من حالات عن طريق وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.وأشار إلى أنّ الرحلات إلى تركيا شهدت إلغاءات قاربت 80% من الحجوزات، مبيّناً أن النسبة كبيرة للغاية وتمكنا من استرداد بعض المبالغ المدفوعة للطيران، ولم نتمكن من استرداد المبالغ المدفوعة للفيزا، كونها إلكترونية.وكان عدد من وكالات السفر والسياحة أعلنت من خلال حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي الاعتذار عن قبول أو تسيير الحجوزات الخاصة بتركيا، وآخرون أعلنوا في مواقع التواصل عن نصائح للسياح بعدم الذهاب إلى المدن التركية.وتعتبر تركيا من أكثر الدول التي وقعت الجرائم فيها خلال العامين الماضيين، وشهدت طوال الأعوام الماضية اغتيالات لسياسيين عرب وأجانب، واختطاف سياح، وأحداثا دامية، ما دفع عددا من الدول ومنها أمريكا وبريطانيا وألمانيا إلى إطلاق تحذيرات لمواطنيها، خشية تعرضهم للاختطاف.
مشاركة :