افتتحت شركات الطيران موسم الحجز للإجازات الصيفية مبكراً بفعل زيادة إقبال الراغبين في الحجز المسبق تجنباً لارتفاع أسعار تذاكر السفر التي قد تصل إلى الضعف في ذروة الموسم. وتعمل شركات الطيران على وضع الخطط استعداداً لهذه الفترة التي تمثل ذروة موسم السفر من كل عام وذلك من خلال الاستعداد لإعادة هيكلة السعة المقعدية على الوجهات التي تشهد طلباً مرتفعاً خصوصاً بعض الوجهات العربية والآسيوية. وبدأت العائلات المقيمة في الدولة رحلة البحث عن أفضل العروض السعرية للسفر خلال فترة الإجازات الصيفية التي تشهد طلباً متزايداً على السفر في محاولة للهرب من لهيب الأسعار التي قد تتضاعف بنسب تصل إلى 100% على بعض الوجهات. وقال مديرون وعاملون في قطاع السياحة والسفر إن الحجز المبكر يعتبر أفضل طريقة لتفادي الارتفاعات التي تطال أسعار التذاكر، خصوصاً خلال مواسم الذروة، ولفتوا إلى أن الحجز المبكر من الممكن أن يسبق موعد السفر بستة شهور وبإمكان المتعاملين الذين يواجهون ظروفاً طارئة إلغاء حجوزاتهم قبل فترة من بدء العطلة، من دون أن يكلفهم ذلك مبالغ باهظة كتلك التي يدفعونها في الحجوزات المتأخرة. سيولة مبكرة وقال رياض الفيصل مدير عام وصاحب شركة أصايل للسياحة: إن شركات الطيران تستفيد أيضاً من آلية الحجز المسبق على مقاعدها، حيث إن بيع التذاكر قبل أشهر من موعد الرحلة من شأنه أن يوفر لشركات الطيران سيولة في وقت مبكر، الأمر الذي يسهل عليها رسم سياساتها التسويقية خلال الفترة المقبلة. وأوضح الفيصل أن بعض المسافرين أدركوا أهمية الحجز المبكر لضمان أفضل الأسعار وأحسن الأماكن على الطائرة الأمر الذي يعد توجهاً صحياً من قبل المسافرين ويساعد شركات الطيران على استكشاف المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن أسعار الحجز في البداية تكون تشجيعية ومنافسة وبأسعار تقل عن تلك التي يحصل عليها العميل قبل موعد السفر بفترة وجيزة. وأشار الفيصل إلى أنه مع بداية العطلة الصيفية تصل أسعار التذاكر إلى ذروتها في ظل زيادة الطلب على السفر سواء من الوافدين أو المقيمين، لافتاً إلى أنه قد تصل نسبة إشغال الرحلات إلى 100% على بعض الوجهات الأمر الذي يدفع شركات الطيران إلى رفع الأسعار بنسب تزيد على 50% خلال العطلة الصيفية مقارنة بالأسعار الحالية. وأوضح الفيصل أن حجم النمو في شركات الطيران الاقتصادي في ازدياد خاصة في ظل تنامي الطلب عليها من قبل فئات واسعة من المسافرين في الدولة، لافتاً إلى أن خفض أسعار التذاكر من أهم الأسباب وراء جذب المسافرين إليها، مؤكداً أن المنافسة بين شركات الطيران صحية وتصب في مصلحة المسافرين بشكل خاص وقطاع الطيران في الدولة بشكل عام حيث يؤدي وجود هذه الشركات إلى إيجاد نوع من التكامل في صناعة الطيران في الدولة. فائدة الحجز المبكر قال سعيد العابدي رئيس مجموعة العابدي إن فائدة الحجز المبكر تنعكس على شركات الطيران كما هي الحال بالنسبة للمسافر حيث تستفيد شركات الطيران من بيع تذاكرها قبل فترة للحصول على سيولة في وقت مبكر، الأمر الذي يمكنها من رسم سياساتها التسويقية ومعرفة اتجاه السوق قبل فترة من موسم السفر. وأوضح العابدي أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين والوافدين باتت تدرك أهمية الحجز المبكر لتذاكر السفر لما يوفره من أسعار تذاكر مخفضة تتراوح من 30 - 50% مقارنة بموسم الذروة ، إضافة إلى أن الحجز المبكر يمكن المسافر من اختيار المقعد المناسب. وأشار العابدي إلى أنه من الطبيعي أن الأسعار تزداد مع ارتفاع الطلب في مواسم الإجازات الصيفية والأعياد وهنا تبرز أهمية الحجز المبكر بهدف ضمان أفضل سعر للمسافر خاصة أن شركات الطيران تتبع أنظمة خاصة تقوم من خلالها برفع وخفض الأسعار بنسب مختلفة بحسب المقاعد المتوفرة ومدى الضغوط على وجهة السفر. وأشار العابدي إلى أن أسعار التذاكر تعتمد على آليتي العرض والطلب، إذ إن زيادة الطلب على مقاعد الطيران ترفع الأسعار، لذلك فإن المسافرين الذين يجرون حجوزاتهم في اللحظات الأخيرة يجدون أنفسهم رهينة أسعار مرتفعة ومحدودية المقاعد المتوفرة. وقال العابدي إن هناك شريحة من المواطنين يخططون لإجازاتهم مسبقاً، نتيجة للخبرة التي باتوا يمتلكونها، بسبب إدراكهم عواقب حجوزات اللحظات الأخيرة، التي ترفع أسعار التذاكر والفنادق كلما اقترب موسم الصيف، مشيراً إلى زيادة اهتمام المواطنين بالحجوزات الإلكترونية بهدف ضمان أفضل الأسعار.