رفضت محكمة استئناف الجنايات في رأس الخيمة استئناف متهم إفريقي قتل صديقه بـ«الشيول»، ووضع السم في فمه لتضليل العدالة، ضد الحكم الصادر ضده من محكمة أول درجة عليه بالسجن المؤبد وإلزامه بدفع الدية الشرعية لورثة المجني عليه، وقدرها 200 ألف درهم، وأعلنت المحكمة عن قبولها طلب الاستئناف المقدم من المستأنف ورفضه وتأييد حكم أول درجة بإدانته بتهمة القتل وببراءته من محاولة الانتحار بالسم بعد ارتكاب الجريمة. وكانت شرطة رأس الخيمة قد تلقت بلاغا يفيد بوفاة شخص عربي الجنسية في مقر سكنه في إحدى العزب التي يعمل بها في رأس الخيمة، إذ تبين من خلال التحقيقات الأولية وتقرير الطب الشرعي تعرض الضحية للضرب بآلة حادة على الرأس أدت إلى وفاته فيما تعمد القاتل وضع السم في فم المتوفي بعد قتله لإخفاء معالم جريمته لتصبح انتحارا من أجل تضليل العدالة. وأوضح، تقرير الطبيب الشرعي وجود شبه جنائية وراء الوفاة، إذ تبين أن الضحية تعرض لضربة قوية بآلة حادة في منطقة الرأس أدت إلى وفاته مع وجود عدة ضربات متفرقة في جسمه، حيث ضبطت شرطة رأس الخيمة المتهم بعد إجراء التحريات اللازمة، واعترف بعد مواجهته بتقرير الطب الشرعي بقتل زميله في السكن نتيجة قيام المجني عليه بسبه بكلمات نابية ما جعله يقدم على قتله أثناء نومه بآلة حادة، كما اعترف بوضع السم في فم المتوفي ليوهم رجال الشرطة بأنه انتحر من تلقاء نفسه، حيث تم إحالته المتهم للنيابة العامة ومنها لمحكمة الجنايات بتهمة القتل والشروع في لانتحار. واعترف، أمام المحكمة، بضرب المجني عليه نتيجة خلافات بينهما، لكنه لم يقصد قتله، واستمعت المحكمة خلال جلسات المحاكمة لشاهد اثبات آسيوي كشف خلالها عن تحدّث المتهم للغة العربية، رغم نفي الأخير ذلك خلال جلسات محاكمته وإصراره على إحضار مترجم، كونه يتحدث لهجة محلية لإحدى القبائل الإفريقية، تسمى (البروتانية). وأوضح الشاهد أمام المحكمة أنه كان نائماً في غرفته في العزبة يوم ارتكاب الجريمة، ودخل المتهم عليه عند الواحدة ليلاً، وأبلغه بأن زميلهما انتحر بالسم، وأن عليه الاتصال بصاحب العزبة. وأضاف: «فخرجت إلى مكان زميلنا، ووجدته ملقى على الأرض يتنفس ببطء، بينما كان الماء يخرج من فمه، وشاهدت المتهم بعدها يمشي خلفي ويخرج ماء من فمه، وأبلغني بأنه شرب من السمّ نفسه». وأوضح الشاهد أن السم عبارة عن علبة مبيد حشري تستخدم لقتل الحشرات في أجسام المواشي، مضيفاً: «شاهدت زميلي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وشعرت بالخوف من الواقعة، وأخذت المتهم إلى المستشفى، بعدما أبلغت صاحب العزبة بالواقعة»، لافتاً إلى أنه لم يشاهد المتهم وهو يرتكب الجريمة. وأفاد محامي الدفاع عن المتهم، خلال المرافعة أمام المحكمة، بوجود تناقض بين تقرير الطب الشرعي، وتقرير المختبر الجنائي، إذ إن تقرير الطب الشرعي أفاد بأن سبب وفاة المجني عليه تعرضه لهبوط في الدورة الدموية وضيق في التنفس، فيما ذكر تقرير المختبر الجنائي أن السم كان موجوداً في معدة المجني عليه، وأنه كان على قيد الحياة بعد تعرّضه للضرب على رأسه من قبل المتهم، ما يؤكد أن موكله لم يقصد قتل المجني عليه. طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :