رضا الناس غاية لا تدرك

  • 5/2/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من الأمثال الدارجة بين الناس قولهم: «رضا الناس غاية لا تدرك»، وهذا المثل كما قال الميداني في مجمع الأمثال يروى في كلام أكثم بن صيفي، وكان أكثم حكيم العرب في الجاهلية وأدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) فكان يوصي قومه باتباعه ويحثهم عليه وله كلام كثير في الحكمة، وروى أبو نعيم في حلية الأولياء عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: يا ربيع رضا الناس غاية لا تدرك، فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه لا سبيل إلى رضاهم، الناس يختلفون اختلافا كبيرا ومعلوم أن الناس يختلفون اختلافًا كبيرًا في عقولهم وأهوائهم وعاداتهم وتصرفاتهم، فطلب رضاهم جميعا من المحال، وفيه من المشقة ما لا يخفى، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى فقال تعالى: ‭{‬ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلمًا لرجل هل يستويان مثلاً، الحمد لله، بل أكثرهم لا يعلمون. (سورة الزمر:29). ذكرنا السطور اعلاه عن رضا الناس وهي غاية لا تدرك، وذلك على خلفية المقال الذي نشرناه يوم الاحد 28 ابريل 2019م بعنوان الرفاع سمر الملاعب والمحرق شيخ الاندية، وكان فحوى المقال وما ذكر بين سطوره ان الرفاع استطاع ان يغير حاله خلال 3 سنوات، فقد كانوا «سمر الملاعب» في تلك الفترة من دون هوية تنافسية حتى استيقظت ادارة الرفاع برئاسة الشيخ عبدالله بن خالد، وغيرت جلد الفريق وجلبت المدرب الشاب والطموح الكابتن علي عاشور الذي استطاع خلال موسمه الاول الظفر بكاس جلالة الملك، والفوز ببطولة الدوري التي غابت عن الرفاع لسنوات. وايضا تطرقنا بنفس العمود عن نادي المحرق «شيخ الاندية الخليجية»، وذكرنا ان حصول المحرق على المركز الثاني او الثالث يعتبر بالنسبة لإدارته واعضاء المجلس وجماهيره مركزا شرفيا لا يليق بهم، فالمحرق لا يرضى بغير التتويج وهذا ما يميز إدارته عن باقي الاندية، التي لا تهتم بفرق النادي، وأهم شيء عندهم المشاركة وعدم النزول للدرجة الاخرى، واذا نزل الفريق ايضا فلا فرق عندهم، اكثر شيء يقولونه نصعد ونكون اقوى من قبل، هذه النماذج متواجدة بكل اسف في مجلس ادارات انديتنا الموقرة، اتمنى ان لا نقول ان السيولة سبب لان هناك اندية فقيرة ماديًا ولكنها تنتج.    همسة: مناسبة ذكر عنوان هذا العمود (رضا الناس غاية لا تدرك)، هناك من قال إن عمود «سمر الملاعب وشيخ الاندية» الذي نشر في الاسبوع الماضي فيه تطبيل للناديين، ولم نتوقع منك التطبيل اذ انت بالذات لا تكيل المدح او تزمّر للغير في ما ينشر لك، اقول لكل من قال ان المقال السابق فيه نوع من التطبيل، هل فوز الرفاع بالثنائية يعتبر تطبيل، وهل عدم رضا ادارة نادي المحرق بالمركز الثاني او الثالث يعتبر تطبيلاً، افيدونا يا جماعة ماذا تريدون ان نكتب او نذكر بالمقالات، حتى نفصّل العمود على هواكم، اذ انتقدنا قالوا «هذا ما يعجبه شيء وكله ينتقد»، وإن اشدنا بعمل الاندية قالوا «الحبيب يالس يطبل»، الصراحة صدقت مقولة «ناس ما يعجبها العجب ولا الصيام برجب»؛ لهذا نقول «رضا الناس غاية لا تدرك»، ولا تلزمني أنا.

مشاركة :