واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط» ستصبح جانيت يلين (67 عاما) التي اختارها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتولي رئاسة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أول امرأة تشغل هذا المنصب الذي يعتبر من يتولاه «أحد أهم المسؤولين السياسيين في العالم» في حال صوت مجلس الشيوخ، لتحل في مقعد بن برنانكي الذي شغل المقعد لثماني سنوات. وإذا كانت هذه المرة الأولى بالنسبة للبنك المركزي الأميركي، إلا أن الولايات المتحدة لا تعتبر رائدة في هذا المجال. وفتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع أمس وصعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بعدما سجل أكبر انخفاض منذ أغسطس (آب) بفضل توقعات بترشيح جانيت يلين لرئاسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وصعد مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 21.10 نقطة ما يعادل 07.0 في المائة إلى 74.14786 نقطة. وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقا 46.2 نقطة ما يعادل 15.0 في المائة إلى 91.1657 نقطة. وارتفع مؤشر «ناسداك» المجمع 32.5 نقطة ما يوازي 14.0 في المائة إلى 16.3700 نقطة. وتسلط الأنظار على الجمود السياسي في واشنطن واحتمال أن يؤثر على الوضع المالي للولايات المتحدة والتعافي الاقتصادي. وهبط الذهب واحدا في المائة كاملة أمس مع صعود الدولار بفضل أنباء الترشيح، إضافة إلى أن المخاوف المتعلقة بأزمة الميزانية في واشنطن أخفقت في تحفيز المستثمرين للشراء. وظل الذهب متداولا في نطاق لم يتجاوز 20 دولارا هذا الأسبوع مع إحجام المشترين نظرا لقلة البيانات الأميركية وعدم التيقن بشأن مسار الأزمة في واشنطن مع استمرار إغلاق مؤسسات حكومية. وتراجع الذهب في السوق الفورية 7.0 في المائة إلى 69.1308 دولار للأوقية (الأونصة) بعدما انخفض في وقت سابق من الجلسة ملامسا 39.1302 دولار. وهبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تسليم ديسمبر (كانون الأول) 60.15 دولار إلى 1309 دولارات للأوقية. وانخفضت الفضة 4.1 في المائة إلى 92.21 دولار للأوقية. وهبط البلاتين واحدا في المائة إلى 74.1381 دولار للأوقية. وتراجع البلاديوم واحدا في المائة إلى 705 دولارات للأوقية. وبحسب موقع «أخبار البنك المركزي» الذي يديره الصحافي الاقتصادي السابق بيتر نلسون فإن نحو 14 امرأة مدرجة بين نحو 180 رئيسا لمصارف مركزية في العالم. وسبق أن عينت الأرجنتين وروسيا نساء على رأس أكبر مؤسسة نقدية في البلاد وكذلك فعلت عدة دول أفريقية من الكاميرون وصولا إلى بوتسوانا وأميركا اللاتينية (هندوراس والسلفادور). وفي الولايات المتحدة، فان أول امرأة تدخل اللجنة التي يسيطر عليها الرجال، وتقرر السياسة النقدية في البلاد كانت نانسي تيترز أول من عينت عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي في 1978 من قبل جيمي كارتر. وفي المحكمة العليا، المؤسسة الأخرى المهمة في البلاد، فإن أول امرأة تنضم إلى القضاة التسعة في أعلى هيئة قضائية أميركية كانت ساندرا أوكونور في 1981. واليوم هناك ثلاث نساء أعضاء في المحكمة العليا: روث بادر غينسبورغ وصونيا سوتومايور وإيلينا كاغان. ومنذ 1978 انضمت نحو 12 امرأة إلى الاحتياطي الفيدرالي إما كعضو مجلس الإدارة (ثمانية) أو كرئيسة أحد مصارف الاحتياطي في المناطق البالغ عددها 12 (خمس). وشغلت يلين هذين المنصبين، كعضو في مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي من 1994 وحتى 1997 ثم كرئيسة لفرع سان فرانسيسكو من 2004 وحتى 2010 وكنائبة رئيس مجلس الإدارة منذ 2010. وإلى جانب يلين، لم يعد هناك حاليا بين النساء في الاحتياطي الفيدرالي سوى إستير جورج رئيسة البنك في كانساس سيتي. وهناك ثلاث نساء من أعضاء المجلس على وشك الرحيل: ساره راسكين التي انضمت إلى وزارة الخزانة فيما إليزابيث ديوك أنهت لتوها ولايتها كعضو في المجلس ثم ساندرا بيانالتو من مصرف كليفلاند التي أعلنت أنها ستتقاعد. وكانت يلين في منافسة شديدة مع خبير آخر معروف جدا في الأوساط الاقتصادي وهو وزير الخزانة السابق لاري سامرز. وبعدما اعتبرت الأوفر حظا في البيت الأبيض، انسحب سامرز من السباق في منتصف سبتمبر (أيلول) بعدما اعترض كثيرون على شخصيته الحادة وعلاقته الوثيقة مع وول ستريت ومواقفه في السابق المؤيدة لتحرير الأسواق. وكتبت الجمعية المدافعة عن حقوق النساء «ناو» (المنظمة الوطنية للنساء) على موقعها الإلكتروني «يلين هي بوضوح الشخص الأفضل لتولي هذا المنصب في منافسة أي مرشح آخر، سواء كان رجلا أو امرأة» داعية أعضاءها إلى أن يكتبوا رسائل للرئيس باراك أوباما من أجل دعمها. ونددت المسؤولة السابقة في هيئة تنظيم عمل المصارف شايلا باير في حديث مع شبكة «سي إن بي سي» بحملة «رهيبة» ضد يلين تنطوي على «حجج تفرقة جنسية».
مشاركة :