«جانيت يلين» أول امرأة تترأس مجلس الاحتياطي الفيدرالي

  • 10/10/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

ستصبح جانيت يلين 67 عاما التي اختارها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" تلك المؤسسة التي أنشئت قبل نحو قرن، أول امرأة تشغل هذا المنصب الذي يعد من يتولاه أحد أهم المسؤولين السياسيين في العالم. وإذا كانت هذه المرة الأولى بالنسبة للبنك المركزي الأمريكي، إلا أن الولايات المتحدة لا تعتبر رائدة في هذا المجال، حيث يذكر موقع أخبار البنك المركزي الذي يديره الصحفي الاقتصادي السابق بيتر نلسون أن نحو 14 امرأة مدرجة بين نحو 180 رئيسا لمصارف مركزية في العالم، وفقاً لـ "الفرنسية". وسبق أن عينت الأرجنتين وروسيا نساء على رأس أكبر مؤسسة نقدية في البلاد، وكذلك فعلت عدة دول إفريقية " من الكاميرون وصولا إلى بوتسوانا" وأمريكا اللاتينية "هندوراس والسلفادور". وفي الولايات المتحدة، كانت أول امرأة تدخل اللجنة التي يسيطر عليها الرجال، وتقرر السياسة النقدية في البلاد هي نانسي تيترز أول من عينت عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي في 1978 من قبل جيمي كارتر. وفي المحكمة العليا، المؤسسة الأخرى المهمة في البلاد، فإن أول امرأة تنضم إلى القضاة التسعة في أعلى هيئة قضائية أمريكية كانت ساندرا أوكونور في 1981. ويوجد الآن ثلاث نساء أعضاء في المحكمة العليا، هن روث بادر جينسبورج وصونيا سوتومايور وإيلينا كاجان، ومنذ 1978 انضمت نحو 12 امرأة إلى الاحتياطي الفيدرالي إما كعضو مجلس الإدارة "ثمانية" أو كرئيسة أحد مصارف الاحتياط في المناطق البالغ عددها 12. وشغلت يلين هذين المنصبين، كعضو في مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي من 1994 وحتى 1997 ثم كرئيسة لفرع سان فرنسيسكو من 2004 وحتى 2010 وكنائبة رئيس مجلس الإدارة منذ 2010. وإلى جانب يلين، لم يعد هناك حاليا بين النساء في الاحتياطي الفيدرالي سوى أستير جورج رئيسة البنك في كانساس سيتي، وهناك ثلاث نساء من أعضاء المجلس على وشك الرحيل هن سارة راسكين التي انضمت لوزارة الخزانة فيما إليزابيت ديوك أنهت لتوها ولايتها كعضو في المجلس ثم ساندرا بيانالتو من مصرف كليفلاند التي أعلنت أنها ستتقاعد. وكانت يلين في منافسة شديدة مع مختص آخر معروف جدا في الأوساط الاقتصادي وهو وزير الخزانة السابق لاري سامرز، وبعدما اعتبرت الأوفر حظا في البيت الأبيض، انسحب سامرز من السباق في منتصف أيلول (سبتمبر) بعدما اعترض كثيرون على شخصيته الحادة وعلاقته الوثيقة مع وول ستريت ومواقفه في السابق المؤيدة لتحرير الأسواق. وكتبت الجمعية المدافعة عن حقوق النساء "ناو" من المنظمة الوطنية للنساء على موقعها الإلكتروني " يلين بوضوح هي الشخص الأفضل لتولي هذا المنصب في منافسة أي مرشح آخر، سواء كان رجلا أو امرأة" داعية أعضاءها لأن يكتبوا رسائل للرئيس باراك أوباما من أجل دعمها. ومن جانب آخر، نددت المسؤولة السابقة في هيئة تنظيم عمل المصارف شايلا باير في حديث مع شبكة "سي إن بي سي" بحملة "رهيبة" ضد يلين تنطوي على حجج تفرقة كونها امرأة. وتعد يلين التي تعتبر من الديمقراطيين، مختصة اقتصادية تحظى بالاحترام ومقربة من النخبة الاقتصادية التقدمية، حيث أمضت قسما كبيرا من مسيرتها المهنية في البنك المركزي، وقد أمضت أكثر من 12 سنة في صلب السياسة النقدية الأمريكية، وتوصف داخل اللجنة السياسية النقدية على أنها من "الحمائم" وتشغلها مسألة البطالة أكثر من التضخم. وهذه المرأة المولعة بالاقتصاد التي تزوجت مختصا اقتصاديا ولها ابن اعتمد المهنة نفسها، تقدمت بشكل منهجي في هيكلية الاحتياطي الفيدرالي، وبعد خمس سنوات من التعليم في جامعة هارفرد دخلت إلى الاحتياطي الفيدرالي عام 1977 ضمن مجموعة باحثين اقتصاديين يقدمون تحاليل وإحصاءات للهيئة الإدارية للبنك المركزي، وبقيت هناك سنتين حيث التقت زوجها جورج إكيرلوف الذي حاز لاحقا على جائزة نوبل للاقتصاد. وتحمل يلين دكتوراه في الاقتصاد وتدربت في جامعة يال عام 1971 تحت إشراف جيمس توبين الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد في عام 1981 والمعروف بفكرته حول الضريبة على التعاملات الدولية. وفي عام 1980 عادت يلين إلى التعليم في جامعة كاليفورنيا في بيركلي إلى أن اختارها الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون لكي تكون أحد أعضاء مجلس إدارة الاحتياطي في 1994، وقد صوتت في بعض الأحيان في مجلس الإدارة ضد قرارات الرئيس النافذ السابق للاحتياطي آلان جرينسبان. وفي 1997 طلب منها الرئيس كلينتون تولي رئاسة دائرة المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض حتى 1999، وفي هذا المنصب، خلفت جوزف ستيجليتز المختص الاقتصادي الذي ينتقد الإفراط في الليبرالية الذي تقاسم في 2001 جائزة نوبل للاقتصاد مع زوجها. وفي عام 2004 عادت يلين إلى الاحتياطي الفيدرالي حيث ترأست حتى عام 2010 الفرع الإقليمي في سان فرانسيسكو، وينتقدها البعض، لأنها لم تتمكن من إطلاق التحذير حول فقاعة العقارات في منطقة تغطي كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا، وهي الولايات التي أصبحت في صلب كارثة القروض غير القابلة للسداد. وأقرت لاحقا أمام لجنة أنشأتها السلطات لفهم تفاصيل الأزمة المالية في 2008 حين سئلت "هل كان لدينا إدراك كامل للخلل في نظام تحويل الديون إلى أسهم والطريقة التي سيؤثر فيها هذا الأمر على كل النظام المالي؟ فأجابت بـ كلا". لكن اعتبارا من نهاية 2007 أصبحت إحدى أوائل المسؤولين في مجلس إدارة الاحتياطي الذين شخصوا بأن الاقتصاد يتجه إلى الانكماش وأشاروا لبوادر أزمة الديون. وفي صيف 2009 ذكر اسمها للمرة الأولى لتحل محل بن برنانكي الذي عين على رأس الاحتياطي الفيدرالي في 2006 من قبل جورج بوش، وجدد له الرئيس باراك أوباما في نهاية المطاف لولاية ثانية في عام 2010. وفي السنة نفسها تولت جانيت يلين منصب نائبة رئيس مجلس إدارة البنك المركزي لمدة 4 سنوات، وفي هذا المنصب أصبحت أحد أفضل حلفاء بن برنانكي ودعمت سياسته الاستثنائية باعتماد ليونة نقدية، واعتبرت أن خفض البطالة يجب أن يكون محور العمل.

مشاركة :