صنعاء - طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، ميليشيات الحوثي في اليمن بالإفراج عن عشرة صحفيين معتقلين منذ نحو أربع سنوات. وقالت المنظمة في بيان إن "الاحتجاز التعسفي لعشرة صحفيين، لمدة تقرب من أربع سنوات على أيدي سلطات الأمر الواقع الحوثية، هو مؤشر قاتم للحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام في اليمن". وطالبت الحوثيين بالإفراج الفوري عن الصحفيين العشرة، موضحة أنهم محتجزون منذ صيف 2015، وتتم محاكمتهم بتهم "تجسس ملفقة" بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير، وفق المصدر ذاته. ويأتي بيان المنظمة قبل يومين من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/ أيار من كل عام. ولفت البيان أنه خلال فترة احتجازهم، "اختفى الصحفيون قسراً، واحتُجزوا بمعزل عن العالم الخارجي على فترات متقطعة، وحُرموا من الحصول على الرعاية الطبية، وتعرضوا للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة". ونقل البيان عن رشا محمد، الباحثة في شؤون اليمن بالمنظمة إن "الاحتجاز غير القانوني المطول والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لهؤلاء الصحفيين العشرة إنما هو تذكير مروع بالمناخ الإعلامي القمعي الذي يواجه الصحفيون باليمن، ويبرز المخاطر التي يواجهونها على أيدي جميع أطراف النزاع". وأضافت "هؤلاء الرجال يُعاقبون بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير"، مؤكدةً على ضرورة قيام الحوثيين بإطلاق سراحهم فورا وإسقاط جميع التهم الموجهة إليهم. واستنكرت الباحثة مواجهة "هؤلاء الرجال لعقوبة الإعدام لمجرد قيامهم بوظائفهم"، مشيرة إلى أن "التهم الموجهة إليهم زائفة، ويجب إسقاطها فورا. ويتم استهدافهم بشكل صارخ بسبب عملهم الصحفي وآرائهم السياسية". وشددت رشا محمد على أنه يجب السماح للصحفيين بالقيام بعملهم دون تعرضهم للمضايقة أو التخويف أو التهديد بالاعتقال التعسفي أو الاحتجاز المطول أو الملاحقة القضائية. وقالت منظمة العفو الدولية إن تحدثت إلى أسر بعض الصحفيين الذين أكدوا أن "زياراتهم في السجون كانت غير منتظمة، ولم تدم أكثر من خمس دقائق، وكانوا تحت مراقبة شديدة من قبل رجال مسلحين، في محاولة لترهيب المحتجزين من التحدث علنا". ومنذ أن استولى الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء بعد مصادمات مع القوات الحكومية استمرت لأيام في 21 سبتمبر الماضي، بدأ استهداف الصحفيين في اليمن، حيث مارست الميليشيات انتهاكات صارخة ضدهم واختطف المئات منهم كما تعرض أغلبهم للتعذيب، بهدف منع حرية التعبير والتحكم في المشهد الإعلامي في البلاد. واستولى الحوثيون على مؤسسات الدولة الإعلامية لتمرير أفكارهم، كما أجبروا عدة فضائيات وصحف ومواقع الكترونية على إغلاق مكاتبها في صنعاء وصادروا معداتهم بقوة السلاح. وصنفت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها الخاص بمؤشر حرية الصحافة لعام 2018، اليمن في ذيل قائمة الدول، واحتلت المرتبة رقم 167من بين 180 دولة. وفي 9 يونيو/حزيران 2015، قُبض على تسعة صحفيين، خلال مداهمة من قبل الحوثيين لفندق قصر الأحلام بالعاصمة صنعاء. والصحفيون التسعة هم كل من عبدالخالق عمران، وهشام طرموم، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وحسن عناب، وأكرم الوليدي، وهيثم الشهاب، وهشام اليوسفي، وعصام بلغيث. وفي 28 أغسطس/آب 2015، اعتقل الصحفي العاشر صلاح القاعدي، من منزله بصنعاء على أيدي الحوثيين. وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي الكدهومة من إيران. ومنذ مارس/ آذار 2015، يدعم التحالف العربي بقيادة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الميليشيات الحوثية.
مشاركة :