واشنطن تلوّح بالتدخل العسكري في فنزويلا

  • 5/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة تلفزيونية الأربعاء إن الولايات المتحدة على استعداد للقيام بعمل عسكري لوقف الاضطرابات في فنزويلا. وذكر في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس أن “الرئيس دونالد ترامب واضح للغاية وثابت على مبدئه. العمل العسكري وارد، هذا ما ستفعله الولايات المتحدة إذا تطلب الأمر ذلك”، مستطردا “لكن الولايات المتحدة تفضّل انتقالا سلميّا للسلطة في البلاد، يغادر بموجبه مادورو، وتُجرى انتخابات جديدة”. واتهم ترامب، كوبا بدعم حكومة مادورو، وهدد بفرض حصار “كامل وشامل”، إضافة إلى “عقوبات على أعلى مستوى” إذا لم يتوقف جيشها “فورا” عن العمليات في فنزويلا. وبهذا الصدد، قال بومبيو بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها بالفعل إدارة ترامب لوقف دعم كوبا لمادورو، “هناك المزيد سنواصل العمل عليه”، مضيفا “سنفعل الشيء نفسه بالنسبة إلى الروس”. والثلاثاء أعلنت الحكومة الفنزويلية عن محاولة انقلاب نفذتها مجموعة صغيرة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة، قبل أن تعلن في وقت لاحق إفشالها. وبالتزامن مع محاولة الانقلاب، ظهر زعيم المعارضة خوان غوايدو، في مقطع مصور محاطا بجنود مدججين بالسلاح، وإلى جانبه زعيم المعارضة السابق، ليوبولدو لوبيز، عند قاعدة جوية بالعاصمة كاراكاس. واتّهمت الخارجية الفنزويلية، كولومبيا بمساعدة المعارضة في محاولة الانقلاب العسكري، فيما اعتبر مندوب فنزويلا لدى الأمم المتحدة، صامويل مونكادا، أن دونالد ترامب ونائبه مايك بنس “القائدان الفعليان” لمحاولة الانقلاب الفاشلة. وتشهد فنزويلا توترا منذ 23 يناير الماضي، إثر إعلان غوايدو، أحقيته في تولي الرئاسة مؤقتا، إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وسرعان ما اعترف الرئيس الأميركي بغوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أميركا اللاتينية وأوروبا، فيما أيّدت بلدان بينها روسيا وكوبا والمكسيك وبوليفيا شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو. وألقت الولايات المتحدة بثقلها الكامل الثلاثاء وراء غوايدو بعد أن صرّح بأن جنودا انضموا إلى حملته للإطاحة بالرئيس مادورو، فيما حذرت إسبانيا من تحوّل البلاد إلى حمّام دمّ. وفرضت واشنطن حزمة عقوبات على حكومة مادورو في محاولة للإطاحة به من السلطة، لكنه لا يزال يحتفظ بدعم قسم كبير من الجيش الفنزويلي. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تجنّب صدام بين أنصار مادورو ومعارضيه يحوّل البلاد إلى “حمام دم” رغم مساندته غير المشروطة لزعيم المعارضة، خاصة بعد عدم استبعاد واشنطن للتدخل العسكري المباشر في كاراكاس. ويرى متابعون أنه لا يمكن التكهن بمواقف الرئيس الأميركي تجاه الوضع في فنزويلا رغم استبعاد كبار المسؤولين الأميركيين لاجتياح وشيك لكاراكاس. ونجحت المعارضة الفنزويلية، إلى حد ما، في اختراق مؤسسة الجيش القوية التي يتحصن بها الرئيس نيكولاس مادورو، ما يعبّد الطريق أمام الإطاحة بالنظام المعزول دوليا. ولئن كانت الولايات المتحدة وأوروبا بدرجة أقل تدفع باتجاه تغيير النظام في كاراكاس، إلا أن التكتيكات باتجاه ذلك مختلفة. ففي حين لا تستبعد واشنطن خيار التدخل العسكري في كاراكاس تندفع بروكسل نحو حلول سلمية. ويؤكد الإجماع الدولي على رفض التدخل العسكري لإنهاء الأزمة، المخاوف من تحول فنزويلا إلى سوريا جديدة، لاسيما مع التدخل الروسي غير المشروط.

مشاركة :