خميس بن بريك-تونس تعيش تونس هذه الأيام على وقع فعاليات الدورة الثانية من أيام قرطاج الموسيقية التي عادت في حلة جديدة بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات، بحثا عن موطئ قدم في المشهد الموسيقي العربي والأفريقي والدولي. ووسط أجواء احتفالية صاخبة، تتواصل يوميا عروض الفلكلور والموسيقى والغناء من تونس وبلدان عربية وأفريقية بالشارع الرئيسي للعاصمة منذ انطلاق المهرجان السبت الماضي وسط إقبال كبير من المواطنين. عروض فنية وأراد القائمون على المهرجان إدخال حركية على الساحة الموسيقية ببرمجة عروض فنية في العاصمة، بالتوازي مع تنظيم مسابقات المهرجان في عديد الفضاءات، مثل المسرح البلدي وقاعة الفن الرابع وقصر المؤتمرات. وينقسم المهرجان إلى مسابقتين رئيسيتين تتوزع بين عروض العزف المنفرد على آلة الناي وعروض المجموعات الموسيقية، إلى جانب تنظيم صالون لصناعة الآلات الموسيقية وورشات عمل ولقاءات ونقاشات. ويتنافس فنانون من تونس وسوريا على مسابقة عزف آلة الناي إلى جانب مسابقة المجموعات الموسيقية التي تجمع بين فنانين تونسيين وعرب وأفارقة. ومن أبرز العروض العربية عرض الموسيقار التونسي المختص في المالوف زياد غرسة، وعرض المصري تامر أبو غزالة، وعرض السوري عازف الناي مسلم رحال، وعرض المجموعة المغربية أوم والمجموعة الفلسطينية نوى. وتتميز الدورة الثانية من أيام قرطاج الموسيقية التي تسعى للانفتاح على محيطها بصبغة أفريقية مميزة من خلال مشاركة الفنان السنغالي ساديبو سامب والمالي حبيب كواتي والإيفواري كوليبالي سليمان وغيرهم. ولإضفاء سحر مميز على المهرجان، اختير فنانون عرب كبار ضمن لجنة التحكيم، منهم النجم اللبناني مارسيل خليفة، إضافة إلى استدعاء فنانين عرب للمشاركة ضيوف شرف، مثل الفنانة الفلسطينية ريم بنا. ورغم أن المهرجان كان مهتما في نسخته القديمة بالأغنية التونسية فحسب، وجه نظره في دورته الحالية إلى مختلف أنماط الموسيقى، وانفتح على محيطه العربي والأفريقي لمتابعة جديد أعمال الفنانين وإبداعاتهم. انفتاح فني ويقول مدير المهرجان حمدي مخلوف للجزيرة نت إن أهم ما يميز الدورة الحالية هو نشأتها كتظاهرة بديلة لمهرجان الأغنية التونسية، لتصبح ملتقى سنويا يعرّف بأبرز إبداعات مختلف الفنانين في المجال الموسيقي. ويضيف مخلوف أن عودة أيام قرطاج الموسيقية بحلة جديدة عقب غياب طويل بسبب الظرف الانتقالي الذي مرت به البلاد يمثل نقلة نوعية لرصد ما يحصل في تونس والعالم العربي والأفريقي والدولي من إبداع موسيقي. ويؤكد مخلوف أن الانفتاح على مختلف أنواع الأنماط الموسيقية والفنانين من مختلف أصقاع العالم هو الطابع الذي سيميز المهرجان في دوراته اللاحقة، آملا أن يضع موطئ قدم بالمشهد الموسيقي المحلي والعالمي. من جانبها، تقول ريم بنا الفنانة الفلسطينية التي كرمت على هامش المهرجان إن عودة مهرجان قرطاج الموسيقي يثري المشهد الموسيقي ويفتح الفرصة أمام اكتشاف المواهب وتكريم أبرز الفنانين على إبداعاتهم. وتضيف بنا للجزيرة نت أن تطور هيكلة المهرجان وتصوره أتاح فرصة أكبر للفنانين من مختلف البلدان للتعريف بأعمالهم للجمهور ولجنة التحكيم في وقت زمني أطول، وهو ما يساعد على حسن انتقاء أحسن الأعمال. يشار إلى أن المهرجان يختتم فعالياته السبت القادم بعد توزيع جوائزه وتكريم أحسن المبدعين الموسيقيين.
مشاركة :