هل التعليم اللى بنعلم بيه الناس هايبقى تعليم يجهز أبناءنا إلى التكنولوجيا خلال السنوات القادمة؟!!سؤال موجه من السيد الرئيس اليوم خلال كلمته فى احتفالية عيد العمال هذا السؤال استوقفني كثيرًا لأنه بعد ركن أصيل في بناء الشخصية المصرية.. فهل بالفعل نحن قادرون ثقافيا و علميا والأخطر إداريًا علي مواكبه التطور الذي يحدث ف مصر الآن بشكل خاص والعالم بشكل عام!! "المشكله فين" ...وفق ما أشارت إليه جريدة الإيكونوميست فإن معايير التعليم في الجامعات العامة في مصر في وضع سحيق و السبب ان حوالي 30 في المائة من جموع المصريين في المجموعة العمرية ذات الصلة يذهبون إلى الجامعة ومع ذلك لا يتجاوز الخريجون النصف !!! وهنا سوف اذكر مثالًا علي التعليم في اليابان فعلى الرغم من أن التعليم الثانوي غير إلزامي في اليابان إلا أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الإعدادية يستكملون تعليمهم الثانوي. وتبلغ نسبة المدارس الخاصة حوالي 55% ولا يوجد أي مدرسة ثانوية مجانية سواء كانت خاصة أم حكومية بالرغم من أن تكلفة التعليم في المتوسط للطالب الواحد في المرحلة الثانوية حوالي 300 ألف ين ياباني سنويا في المدارس العامة ... فلا شيء مجاني ..وبلا شك ما سبق ليس بمفرده سبب الفجوة التعليمية، ولكن الإصرار و التحدي هما السبب الرئيسي من وجهه نظري في التقدم المذهل في التعليم الياباني، فنحن للاسف قد ورثنا ثقافه خاطئه عن التعليم ثقافه الدروس الخصوصيه التي اعتبرها السوق السوداء للتعليم والتي تكلف الأسر المصرية قرابة 30 مليار جنية سنويا فقد وصل الأمر بهم باقتصاد الطعام من أجل توفير ثمن الدروس و ثقافه التعليم الفني الذي يصفه البعض بالتعليم المتدني او الملجأ للهروب من التعليم العالي فقط، فطلاب التعليم الفني يتوقعون أنهم سيلاقون حالة من تدنى التقدير المجتمعى بعد التخرج في حين أن التعليم الفني هو العمود الفقري للتعلم المنتج في كل أنحاء العالم.وأيضا هو الحل السحري للبطالة و الأهم أنه أحد أهم الأعمدة الرئيسية التي سوف تسهم في نهضة الدولة .. وبشكل أكثر بساطة " هذا ما يحتاجه سوق العمل في مصر وفي أي اقتصاد ناشئ يريد أن ينهض" ....ففي اليابان يلتحق في المعاهد الفنية والصناعية حوالي 27% من مجموع الطلاب اليابانيون ويدرس الطلاب اليابانيون منذ المرحلة الثانوية المتوسطه مادة الفنون الصناعية كمقرر إجباري على كافة التلاميذ أن يجتازوهثقافتنا عن التعليم لابد أن تتغير ونكف عن مقاومة التغيير، فمحاولة الإصلاح حتي وإن شاب التجربة بعض العقبات في البداية خيرًا من تقبل الواقع الراهن والذي لن يصل بنا لشيء، وطريق الإصلاح طويل ويلزمه الصبر و التحدي، ولا مجال فيه للتراجع في المنتصف، ويحتاج فريق متكامل ومتسق إداريًا من طالب لمعلم لإداري بالإضافة لمقررات ووسائل تعليمية مسايرة لما يحدث حولنا. والسمه الأهم في هذا الفريق أن يلتقي حول هدف واحد وهو حتمية التغيير، وفي بناء الفريق أتذكر دائمًا قول مأثور لرجل الأعمال "روس بروت" عندما أقوم ببناء فريق فإني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فإنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة ... فإن لم تكن انت تريد التغيير والنهوض بنفسك اولا فلا أحد يستطيع النهوض بك ...فلنبدأ جميعًا بتبني التغير فأكبر مخاطرة هي ألا تخاطر.. وإن لم تفعل شيئًا فيصعب أن تحصل علي شيء.. إلا بطريق الصدفة.... وعالمنا اليوم لا مجال فيه للصدف.
مشاركة :