تحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الشاعر صلاح عبدالصبور، والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1931، يعد واحدا من أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، وفي التنظير للشعر الحر.تتلمذ عبدالصبور على يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمه إلى جماعة "الأمناء" التي كونها، ثم إلى "الجمعية الأدبية" التي ورثت مهام الجماعة الأولى.. كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر، تخرج عام 1951 وعين بعد تخرجه مدرسا في المعاهد الثانوية.تعددت مواهب عبدالصبور بين الشعر والكتابة والصحافة، فهو من أهم رموز الحداثة العربية، فالراحل كان من القلائل الذين أضافوا إلى المسرح الشعرى الحديث، ومن رواد العمل الثقافي المصري، وبينما كان صحفيا محافظا، جاءت لغته الشعرية والمسرحية مليئة بالحنين لقيم اندثرت، ولكنها ظلت في أعماله التي تهتدي بها أجيال عديدة من المثقفين، ربما لذلك كانت نهايته الدرامية تليق بعبقري من هذا الطراز.تعددت مقالات عبدالصبور حول الحب والحياة والفن، والتي استمرت منذ عام 1957، وحتى عام 1975، قبيل توليه منصب المستشار الثقافي في سفارة مصر بالهند، وكان حريصا على تجميع المقالات ذات الموضوعات المتقاربة في كتب صغيرة، فصدر له "على مشارف الخمسين، وتبقى الكلمة، حياتي في الشعر، أصوات العصر، ماذا يبقى منهم للتاريخ، رحلة الضمير المصري، حتى نقهر الموت، قراءة جديدة لشعرنا القديم، ورحلة على الورق".وللشاعر الراحل العديد من المؤلفات، فصدرت له دواوين "أقول لكم"، "تأملات في زمن جريح"، "أحلام الفارس القديم"، "شجر الليل"، "الإبحار في الذاكرة "، كما كتب خمس مسرحيات شعرية هي "الأميرة تنتظر"، "مأساة الحلاج"، "بعد أن يموت الملك"، "مسافر ليل"، و"ليلى والمجنون"، وصدرت له عدة أعمال نثرية، منها "حياتي في الشعر"، "أصوات العصر"، "ماذا يبقى منهم للتاريخ"، و"رحلة الضمير المصري".حاز عبدالصبور على عدة جوائز مهمة، منها جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته الشعرية "مأساة الحلاج"، والدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة المنيا، كما حصل بعد وفاته على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.
مشاركة :