يحتفل العالم في 3 مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، لتحيي من خلاله ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 مايو 1991.وتخصص الأمم المتحدة هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية، وتقييم حال الصحافة في العالم، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهماتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية.وعلى مدار السنوات الماضية، كان هناك رموز صحفية راحت ضحية الاغتيالات نتيجة مواقف سياسية أو الكشف عن قضايا فساد أو الإيمان بقضية سياسية أدت بهم إلى أن يلقوا حتفهم على يد فرق الاغتيالات أو عصابات المافيا أو أجهزة الدول القمعية.من بين تلك الرموز الصحفية قصة الصحفي اللبناني، سمير قصير الذي تم اغتياله عام 2005 عن عمر يناهز 45 عاما بعد انفجار سيارته في بيروت. ورغم مرور نحو 14 عاما على اغتياله لم يعرف قاتل سمير قصير، لكن كافة الترجيحات تشير إلى أنه كان ضحية الانتقادات السياسية للجانب السوري. وبعد أسابيع من اغتيال سمير قصير، تم اغتيال الصحفي جبران تويني في 12 ديسمبر من عام 2006. كان تويني يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة النهار الإعلامية. عرف تويني بمعارضته للتدخل السوري في لبنان.وكانت الحرب الأهلية في سوريا لها نصيب من اغتيالات وقتل الصحفيين، فقد شهد الصراع في سوريا مقتل عشرات الصحفيين. من بينهم الصحفية الأمريكية، ماري كولفين و الصحفي الفرنسي ريميه أوشليك اللذين اغتيلا بالقرب من حمص في 22 فبراير 2012. وقد سبق للصحفية الأمريكية كولفين أن فقدت عينها في تغطية صحفية في سيريلانكا.ولم تكن تركيا ببعيد عن انتهاكات حقوق الصحفيين وممارسة البطش بهم ومثال على ذلك الصحفي هرانت دينك، وهو صحفي تركي من أصل أرميني، اشتهر بدفاعه عن الأرمن ومطالبته الحكومة التركية بالاعتراف بمذابح الأرمن. اغتيل في اسطنبول أمام مقر صحيفة آغوس التي يرأس تحريرها في 19 يناير 2007 عن عمر يناهز 53 سنة. فيما امتدت اغتيالات الصحفيين أيضا إلى روسيا ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك الصحفية آنا بوليتكوفسكايا، التي اغتيلت في 7 أكتوبر 2006 بإطلاق الرصاص عليها أمام منزلها.وبعيدا عن السياسة، فقد اغتيال الصحفي سوكراتيس جيولياس، مدير إذاعة محلية وصاحب مدونة سياسية تحظى بشعبية كبيرة في اليونان، في 19يوليو 2010 عن عمر يناهز 37 سنة. وكان الصحفي اليوناني يقوم بتحقيق عن قضايا الفساد في المجال التجاري. أما المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، فتعد مقبرة للصحفيين الذين يفكرون في فضح أنشطة عصابات المافيا والمخدرات في تلك البلاد.وخلال العام 2018 تم استهداف الصحفيين انتقامًا منهم بسبب عملهم بدءا من أفغانستان إلى الولايات المتحدة، مما زاد عدد الصحفيين القتلى أثناء أدائهم لعملهم إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات. فيما تراجع عدد الصحفيين القتلى في مناطق النزاعات إلى أدنى مستوى له منذ عام 2011. بحسب لجنة حماية الصحفيين. وبحسب تقرير اللجنة، شهد عام 2018 مقتل ما لا يقل عن 53 صحفيًا لقوا حتفهم في جميع أنحاء العالم بين 1 يناير إلى 14 ديسمبر 2018، وكان 34 صحفيًا منهم قد استُهدفوا بالقتل. وتشير لجنة حماية الصحفيين إلى الزيادة الأخيرة في عدد الصحفيين القتلى بعد سنتين من التراجع في أعدادهم، ولكنها تأتي أيضًا في وقت يواصل فيه عدد الصحفيين السجناء تسجيل أرقام قياسية--مما يفاقم أزمة عالمية كبيرة في حرية الصحافة. ويتسم سياق هذه الأزمة بالتنوع والتعقيد، وهي مرتبطة على نحو وثيق بالتغييرات في التقنيات المستخدمة التي أتاحت ممارسة الصحافة لعدد أكبر من الناس، وفي الوقت نفسه قللت اهتمام الجماعات السياسية والإجرامية بالصحفيين، إذ كانت في الماضي تستغل وسائل الإعلام لنشر رسائلها. وثمة عامل مهم أخر يتمثل في نقص فى القيادة السياسية الدولية بشأن حقوق الصحفيين وسلامتهم.وتلفت اللجنة إلى أن أفغانستان التي كانت البلد الأشد فتكًا بالصحفيين في عام 2018 تحتل موقعًا ثابتًا على المؤشر العالمي السنوي للإفلات من العقاب الذي تعده لجنة حماية الصحفيين، وهو يسلط الضوء على البلدان التي يُقتل فيها الصحفيون بصفة منتظمة ويظل القتلة أحرارًا طلقاء. وقد بلغ عدد الصحفيين القتلى في أفغانستان 13 صحفيًا في عام 2018، وهي حصيلة تزيد عن أي سنة أخرى لهذا البلد منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين تتبع حالات قتل الصحفيين--بما في ذلك سنة 2001 عندما هاجمت الولايات المتحدة البلد، وقُتل في تلك السنة تسعة صحفيين.وبحسب تقرير اللجنة الخاصة بحماية الصحفيين، فقد قُتل سبعة عاملين إعلاميين في عام 2018، من بينهم اثنان في كل من أفغانستان واليمن. وقتلت ثلاث صحفيات، مقارنة مع ثماني صحفيات في العام الماضي. وتاريخًا، تبلغ نسبة الصحفيات القتيلات 7 في المئة من مجموع الصحفيين القتلى.وقتل خمسة صحفيين أجانب خلال 2018 فقد قتل صحفيان أكوادوريان في كولومبيا، وقُتل ثلاثة صحفيين روس في ظروف غامضة في جمهورية أفريقيا الوسطى. وكان تنظيم داعش والجماعات المتشددة الأخرى هي المسؤولة عن 62 في المئة من الحالات.
مشاركة :