ننشر كلمة أحمد الوكيل في أعمال منتدى الاقتصاد العربى ببيروت

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حصل صدى البلد على نص كلمة أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية خلال مشاركته في أعمال منتدى الاقتصاد العربى ببيروت فى دورته ال 27 والذي أكد فيها أهمية تكاتف الجهود في حماية الأمن الغذائي العربي والأمن المائي وكذا الصناعة والتجارة البينية وتنمية كل القطاعات الاقتصادية بالشراكة والتعاون بين الدول العربية.وجاء نص الكلمة كالتالي:يشرفنى أن أشارككم فى منتدانا العربى للعام السادس على التوالى ولكننى سأتحدث اليوم، ليس فقط كرئيس اتحاد الغرف المصرية، ولكن كرئيس اتحاد الغرف الأفريقية واتحاد غرف البحر الأبيض، الذين يمثلا، مثل اتحادنا العربى عشرات الملايين من اعضائهم، دعامة النماء والتنمية، مجتمع المال والأعمال فى شتى المجالات .واسمحوا لى ان اتحدث من القلب، ولكن بموضوعية وشفافية تامة . لقد تحدثنا لعقود طويلة عن الامن الغذائى، وبالتالى الامن المائى العربى كما تحدثنا لعقود اطول عن التكامل الاقتصادى العربىكما تعانى صناعتنا الناشئة من تحكم دول اخرى فى توافر واسعار مدخلاتها من المواد الاولية، وبالتالى قدرتها التنافسية محليا وعالمياكما خسرت اقتصادياتنا المليارات فى البورصات العالمية وتجمدت رؤس اموالنا، خاصة منذ سبتمبر 2011. وتلك كلها للاسف حقائق نعيشها جميعاواليوم، دعونى اطرح لكم الحل فى كلمتين...... التعاون الثلاثىفالحل هو سرعة التوجه القوى نحو تنمية الاستثمارات العربية المشتركة فى مصر، وذلك مع موردى التكنولوجيا من اوروبا واسيا وامريكا، للتصدير الى مناطق تجارتنا الحرة التى تتجاوز 2,1 مليار مستهلك فى الوطن العربى وافريقيا واوروبا والامريكتين، مع تعظيم الاستفاده من الموارد الطبيعية والبشرية التى تزخر بها افريقيا وسوقها الضخم والواعد، خاصة فى اطار رئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاتحاد الافريقى ورئاسة مصر لاتحاد الغرف الافريقية. فافريقيا هى ثانى اكبر قارة بها ثمن سكان العالم، باعلى نسبة نمو للطبقة المتوسطة ذات القوة الشرائية العالية، وبها 60% من الاراضى الصالحة للزراعة بثروة مائية ضخمة، ونصف مخزون العالم من البلاتونيوم والكوبالت والماس، و11% من البترول، و6% من الغاز، و4% من الفحم، والاهم صادراتها الصناعية التى تضاعفت فى العقد الماضى لتتجاوز 100 مليار دولار.وللاسف فاكثر من 85% من تلك الثروات مستغلة من الاتحاد الاوروبى وامريكا والصين، وكلنا نعيد شرائها منهم باضعاف مضاعفة. .... لقد ان الاوان لوطننا العربى ان يدخل هذا المضمار لصالحنا جميعا.وقد بدات بعض الدول العربية مثل مصر والامارات والبحرين الذين وصلت استثماراتهم فى العام الماضى الى 7% من جملة الاستثمارات فى افريقيا والتى تجاوزت 68 مليار دولار، تليهم المملكة العربية السعودية. ولكن ذلك يتضمن الدول العربية فى شمال افريقيا، وفى جميع الاحوال لا يشكل الا نقطة فى بحر الفرص المتاحة.فالوطن العربى استثمر اكثر من 23,150 مليار دولار خارج الوطن العربى فى 2017، لتتجاوز جملة استثماراته الخارجية المتراكمة اكثر من 14 تريليون دولار. ولكن تنمية هذا التوجه لن تتاتى الا بتنمية اليات النقل واللوجيستيات اولا، وذلك بمشروعات مثل طريق الاسكندرية كيب تاون، وسفاجا داكار، وموانئ محورية مثل محور قناة السويس، وخطوط نقل بحرى وجوى لننقل خيراتنا وخبراتنا وسلعنا ومستثمرينا بيسر.كما يجب ان نستعد لاستغلال منطقة التجارة الحرة الثلاثية التى التى ولدت بشرم الشيخ فى 2015 وتضم نصف افريقيا المجاور للوطن العربى، وهى منطقة ذات قوة شرائية تتجاوز 1،3 تريليون دولار، كمرحلة اولى لمنطقة التجارة الحرة الافريقية الشاملة.والوطن العربى يجب ان يغتنم الفرصة، ليصبح الشريك التجارى الرئيسى لافريقيا، خاصة مع وجود الملاين من ابناء الوطن العربى الذين توطنوا فى مختلف ربوع قارتنا خاصة من لبنان التى تستضيفنا اليوم.وللاسف نحن لم نستغل الملاين من العرب الذين يقودون التجارة والاعمال فى العديد من الدول الافريقية، فهناك اكثر من 170 الف عربى فى كل من نيجيريا والكاميرون، و150 الف فى النيجر ومائة الف فى افريقيا الوسطى، ذلك بخلاف ذوى الاصول اللبنانية، فهناك اكثر من مائة الف لبنانى فى ساحل العاج وثلاثون الف فى كل من سيراليون وغانا ونيجيريا وجيبوتى. وهنا اقترح ان يتبنى اتحاد الغرف العربية مشروع قومى عربى عملى، وهو عمل بنك معلومات لكل ذوى الاصول العربية فى افريقيا وامريكا الجنوبية، الذين يزاولن انشطة تجارية واقتصادية، ليكونوا راس الحربة فى فتح تلك الاسواق.والاهم، يجب ان يكون الوطن العربى شريكا استثماريا رئيسيا، خاصة فى الزراعة لتحقيق امننا الغذائى، والطاقة والصناعات التحويلية لزيادة القيمة المضافة لخيرات افريقيا، وبالطبع، الربط باليات النقل متعدد الوسائط، الذى تنامى بالوطن العربى خلال العقد الماضى ليتضمن عشرة من اكبر مائة ميناء محورى فى العالم وهم دبى وجدة وصلالة وبورسعيد وطنجة والدمام والاسكندرية وابوظبى والملك عبدالله، ويجب ان نسعى لتكاملهم والربط البحرى والبرى والسككى بينهم ومع افريقيا مثل من دبى الى جدة الى سفاجا الى نادجامينا الى داكار لنوصل الخليج العربى الى المحيط الاطلسى مرورا بالدول الحبيسة فى وسط افريقيا والذى سيتعامد مع محور الاسكندرية كيب تاون لنربط الخليج بالاتحاد الاوروبى وباقى افريقيا.ومؤتمرنا اليوم يجب يكون خطوة وثابة فى هذا الطريق الذى سينشر النماء والتنمية فى كافة ربوع الوطن العربى.لقد تاخرنا كثيرا ... ومرت أمامنا الفرص ولم نغتنمها مثل الآخرينلقد مضى قطار الحديث، وحان وقت العمل.

مشاركة :