ننشر كلمة الروائية تيه نينغ في منتدى الأدب الصيني العربي

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

السيد المحترم د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبقسعادة السفير المحترم سونغ آي قوه سفير جمهورية الصين الشعبية في القاهرةالسيد المحترم سعيد المصرى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافةالسيد المحترم حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العربالسيد المحترم علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصرالسادة الأدباء السيدات والسادةالسلام عليكماليوم يجتمع الأدباء الصينيون والمصريون على ضفاف نهر النيل في مدينة القاهرة الجميلة التي يطلق عليها المصريون "أم المدن" لنشهد افتتاح منتدى الأدب الصيني العربي الأول الذي ينظمه اتحاد الكتاب الصينيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واتحاد كتاب مصر. وهو تجمع للرواد. اسمحو لي في البداية بالنيابة عن اتحاد الكتاب الصينيين، ووفد الأدباء الصينيين الحاضرين، أن أعرب عن خالص احترامي للكتاب العرب، وخالص امتناني لاتحاد كتاب مصر الذي يستضيف هذا المنتدى، وخالص الشكر لسعادة السفير سونغ آي قوه السفير الصيني بالقاهرة لتشريفنا بحضوره للمنتدى.رغم البعد الجغرافي بين الصين والعالم العربي، لكن الصداقة بيننا ممتدة منذ القدم، فطريق الحرير القديم الذي يشبه الشريط الملون، قد ربط منذ القدم بين الحضارة الصينية والحضارة العربية، هاتين الحضارتين الشرقيتين العظيمتين معا برباط وثيق، إن حكمة وقوة هاتين الحضارتين قد أسهمتا في تقدم وتنمية المجتمع البشري. يقول المثل العربي: اطلبوا العلم ولو في الصين. على طول طريق الحرير القديم، لم تعمل التجارة والتبادل التجاري بين الصين والدول العربية فقط على تعزيز التبادلات المادية والأفراد، بل عززت كذلك التبادلات الثقافية والأدبية. لقد ترجم الباحثون والمترجمون الصينيون على مدى سنوات طويلة، العديد من الأعمال الأدبية الرائعة من مختلف البلدان العربية إلى اللغة الصينية وإلى لغات الأقليات القومية في الصين، مما أتاح فرصة كبيرة للكتاب والقراء الصينيين في الاستمتاع بالأعمال الأدبية العربية بما تتميز به من دلالات ثقافية عميقة وفلسفة غنية واللغة والأساليب البلاغية الفريدة. تناولت الكثير من الأشعار والنثر والروايات العربية الجميلة، التغيرات التاريخية والاجتماعية في البلدان العربية، وسجلت حياة الشعوب العربية ومشاعرها، وقد ترك كل ذلك انطباعًا عميقًا وجميلًا لدى القراء الصينيين، إن الأعمال الأدبية العربية الرائعة، بما في ذلك القصة العربية المشهورة (ألف ليلة وليلة)، تحظى باهتمام كبير من قبل أجيال من القراء الصينيين.الحضارة الصينية التي تمتد لأكثر من 5000 عام، أنتجت الأدب الصيني الغني والمتنوع. منذ أكثر من 3000 عام، ولدت أول مجموعة شعرية للصين، (كتاب الأغاني) وهي من العلامات المميزة للأدب الصيني، حيث يصف الأدب الصيني أعمال الناس وحياتهم، ويعبر عن مشاعر الناس الغنية وأفكارهم العميقة. على مر السنين، قام المترجمون العرب بتعريف القارئ العربي بالعديد من الأعمال الأدبية الصينية والأدباء الصينيين في مراحل الأدب الصيني المختلفة. حتى أن القارئ العربي يعرف جيدا (كتاب الأغاني) و(محاورات كنفوشيوس) والكاتب الكبير لو شيون وغيره من الكتاب الصينيين المعاصرين.أيها الأصدقاء، إن الصين في العصر الجديد بلد منفتح تماما. يصادف هذا العام الذكرى السنوية الأربعين لقيام الصين بتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، وقد أضاف الإصلاح والانفتاح حيوية جديدة للحضارة الصينية القديمة، كما أنشأ أعمالا خلاقة للكتّاب الصينيين تمثل التغيرات الكبرى في هذا العصر، وخلق الظروف والفرص المواتية للتواصل والتبادل مع الآداب العالمية. منذ تطبيق الإصلاح والانفتاح، استمر الأدب الصيني في حالة من النشاط والحيوية، حيث تنشر الصين الآن حوالي 8000 رواية كل عام، كما أن العديد من المطبوعات الأدبية المتميزة تثري القراء. وقد ترجمت العديد من الأعمال البارزة إلى العديد من اللغات، وقد فاز الكتّاب الصينيون بجوائز أدبية دولية هامة وجعلوا القراء من جميع البلدان في العالم يتعرفون على الأدب الصيني في العصر الجديد. إن اتحاد الكتاب الصينيين هو الذي يقوم بالتنظيم والترويج للأدب الصيني، ومن خلال إقامة العديد من المشروعات الخاصة بتدريب الكتّاب والنقد الأدبي والجوائز الأدبية وغيرها، دفع اتحاد الكتاب الصينيين ازدهار وتطور الأدب الصيني المعاصر. وفي الوقت نفسه، نشارك بإيجابية في التبادل مع الآداب الأجنبية، ونعتبر دائمًا التبادلات مع الكتاب العرب جزءا مهما من التبادلات مع الآداب الأجنبية. ونحن على استعداد للعمل مع الكُتّاب العرب لمواصلة تطوير التبادلات الودية والتعاون بيننا.مع تطور تعدد الأقطاب، والعولمة الاقتصادية، ومجتمع المعلومات، والتنويع الثقافي، صار مصير الإنسانية مرتبطا بشكل وثيق. إن مبادرة "الحزام والطريق" التي تتخذ من التنمية المشتركة والتبادل المشترك والمنفعة المشتركة أهدافا لها، قد أضفت وهجا وحيوية جديدة على طريق الحرير القديم. إن الدول على طول "الحزام والطريق" تعزز من التعاون فيما بينها من أجل التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي ورفاهية شعوبها. وإن هذا المنتدى يتخذ من "الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد" موضوعا رئيسا له، مع التركيز على التبادل الوثيق بين الأدب الصيني والأدب العربي، وتعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والعربي، واستلهام تقاليد طريق الحرير القديم، للعمل على بناء "الحزام والطريق"، حتى تسجل أقلام الكتاب الصينيين والعرب، معجزات وإنجازات جديدة على طريق الحرير القديم.في هذا المنتدى، سوف يقوم الكتاب من خلال ثلاثة محاور رئيسة وهي "التراث والإبداع الأدبي" و"الأدب والحياة المعاصرة" و"ترجمة الأعمال الأدبية"، بإجراء تبادلات شاملة وعميقة، والتحدث على نفس المنصة، وتبادل الخبرات والتجارب في الإبداع الأدبي، وتعزيز التعلم والتعلم المتبادل. ونحن نأمل مخلصين أن يكون منتدى الأدب الصيني العربي فرصة لجعل التبادلات بين الكتاب الصينيين والعرب، أكثر قربا، وأكثر ثراءً، وأكثر فاعلية. ولهذه الغاية، فإنني نيابة عن اتحاد الكتاب الصينيين أعلن أنه بحلول عام 2020، سوف تستضيف الصين الدورة الثانية من منتدى الأدب الصيني العربي، ونرحب بمشاركة الكتاب العرب في المنتدى، حتى نكتب معا فصلا جميلا في التعاون والتبادل بين الأدب العربي والأدب الصيني.أتمنى النجاح الباهر لمنتدى الأدب الصيني العربي الأول!شكرا لكم جميعا!

مشاركة :