يصمم طلاب التعليم الفني والمهني مشاريع عديدة في تخصص الميكاترونكس، والذي يقوم على مزج التخصصات الهندسية الكهربائية والإلكترونية والميكانيكية، ومن السمات البارزة في تطوير التعليم الفني والمهني تطبيق نظام التعلم من خلال المشاريع لدراسة المقررات التخصصية، وهو ما يتفق مع التوجهات العالمية الحديثة في هذا المجال، حيث يتميز هذا النظام بتمكين الطالب من إتقان المهارات الأساسية للتخصص الذي ينتمي إليه وفق المعايير المهنية المحددة من قبل الخبراء في سوق العمل، كما يضمن تراكم الخبرات لدى الطالب واستدامتها. ومن تلك المشاريع سوف نسلط الضوء في هذا التقرير على مشروع نفذه طلبة مدرسة الفاتح الثانوية للبنين حول تنظيم الحركة المرورية التكنولوجية، حيث تحدث الطالب عبد الحميد السيد حول كيفية تنفيذ المشروع قائلا: إن فكرة المشروع جاءت بعد الازدحام المروري الذي يعاني منه معظم السكان يوميا خلال فترات الذروة صباحا ومساء، وهي تعتمد على التكنولوجيا في تحديد المسارات ومراقبة الأماكن الشاغرة في مواقف السيارات والجسور وغيرها، فعلى سبيل المثال بدلا من الدوران بحثا عن مكان شاغر، يسمح هذا الموقف الذكي للسيارات بتشغيل كاميرات إنترنت ترسل معلومات عن أماكن شاغرة في موقف السيارات إلى تطبيق خاص، يراقبه سائق السيارة من ساكني المنزل أو موظفي المكتب أو زبائن المتجر. مضيفًا أن هذا المشروع يراقب البيئة، حيث تجمع المستشعرات الموصولة بشبكة معلومات عن درجة الحرارة والرطوبة وضغط الجو وكمية ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين ونسبة الضجيج، الأمر الذي يجعل ساكني المنزل يشعرون بأنهم يمتلكون محطة للأرصاد الجوية، حيث يمكن أن يتلقوا معلومات عن العوامل الضارة للصحة، وفي ختام حديثه قال عبدالحميد إنه يأمل مستقبلاً أن يستكمل دراسته في مجال الاتصال والمعلومات، وأن ينفذ مشاريع تعتمد بالدرجة الأولى على التكنولوجيا الرقمية. كما التقينا بالطالب مبارك الدوسري من مدرسة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة الصناعية للبنين، وتحدث حول مشروعه وهو المدينة الذكية، والذي يقوم على الحفاظ على البيئة والأمن والسلامة، والذكاء الاصطناعي، فهو نموذج لمدينة ذكية مستقبلية تعمل عن طريق الروبوتات والطاقة البديلة ونقل المعلومات بشكل أسرع حيث أنها تستخدم تكنولوجيا الاتصالات الرقمية الحديثة أو حلولا تكنولوجية مبتكرة لأجل تحسين مستوى الحياة والخدمات لمواطنيها. وعن أهمية هذا المشروع أضاف مبارك انه يتمنى مستقبلا ان يرى مملكة البحرين تطبق هذا المشروع الذكي وتتحول الى مدينة تعتمد على الانترنت والطاقة البديلة بشكل تام خصوصا، ويتم خلالها تشغيل وربط شبكات الأمن والسلامة عبر الأنترنت، مضيفا أن دخوله في مجال التعليم المهني حفزه إلى التخصص مستقبلا في مجال الهندسة الإلكترونية.