أكدت دراسة شرطية حديثة أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ، بشكل استباقي، بالحوادث المرورية وسلوكيات السائقين، وارتكابهم المخالفات المرورية، بما يساعد في وضع حلول ابتكارية للحد من الإصابات والوفيات الناجمة عن هذه الحوادث. وتوصلت الدراسة، التي أعدها مستشار الذكاء الاصطناعي رئيس قسم التطوير والتغيير في مركز الاستراتيجية والتطوير المؤسسي في شرطة أبوظبي، الرائد الدكتور المهندس ناصر محمد الساعدي، إلى تطوير إطار عمل مبتكر يقوم على توظیف تقنیات الذكاء الاصطناعي لتعزیز السلامة المروریة، ويعد أول مشروع في مجال السلامة المروریة، یستھدف العامل البشري وتقویمه، وینظر إلى المشكلة من زاویة مبتكرة مختلفة، ویقدم حلاً استشرافیاً لھا. وقال الساعدي، لـ«الإمارات اليوم»، إن من أهم العوامل وأكثرها خطورة، والذي يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، هو سلوك السائقين الذي يعد العامل الأساسي في العديد من الحوادث، مشيراً إلى أن هذا العامل يدخل في جميع العوامل الأخرى بنسب متفاوتة، حيث تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن العوامل البشرية، خصوصاً سلوك السائقين، تعد العامل الأساسي لـ90% من حوادث المرور، الأمر الذي جعل الكثير من الباحثين مهتمين بالتعرف للعوامل البشرية، خصوصاً سلوك السائقين الخطر، ووضع حلول ابتكارية لها. وأضاف أن حوادث الطرق تعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات والإصابات، وأن من شأن العمل على دراسة وتحسين السلوك السلبي لمستخدمي الطرق أن يتيح الفرصة لأصحاب المصلحة المعنيين باعتماد التدابير اللازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لحكومة الإمارات، لخفض معدلات وقوع الحوادث والمخالفات المرورية في الدولة. وأضاف أنه مع التطور الهائل، الذي تشهده الإمارات في جميع المجالات، هناك زيادة مطردة مع عدد السكان، سواء المواطنين والمقيمين والسائحين، وما يترتب على ذلك من زيادة طردية في عدد وكثافة المركبات، الأمر الذي يؤكد أهمية استخدام هذه الطفرة التكنولوجية، وبشكل خاص تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في تعزيز السلامة المرورية، وتأمين السلامة على الطرق. وأشار إلى أن دراسته، التي حملت عنوان «استراتیجیة تعزیز السلامة المروریة باستخدام تقنیات الذكاء الاصطناعي»، ركزت على كيفية استخدام التقنيات الحديثة في تطوير منظومة المرور والسلامة المرورية، وبشكل خاص العامل البشري وتقویمه، وتطوير برنامج عملي مبتكر، من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، ووضع آلية لتقويم السلامة المرورية بالاعتماد على البيانات الضخمة، سواءً البيانات التاريخية أو البيانات اللحظية والتنبؤ بسلوك السائقين، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل تقنيات التصنيف، وأيضاً تقنيات تدريب وتعليم الآلات وأجهزة الحاسب الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية، وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتوصلت الدراسة إلى أهمية تعزيز الجودة والسلامة المرورية، واستخدام إطار عمل مطور كوسيلة لمتابعة سلوكيات السائقين وتوعيتهم بصورة استباقية، واتخاذ الإجراءات القانونية في ذلك، وأيضاً تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص في مجال السلامة المرورية، وتبادل المعلومات والبيانات إلكترونياً بين الجهات المختصة، والتركيز على برامج التوعية المرورية العامة والشاملة، مع زيادة التركيز على الثقافة المرورية ورسائل التوعية، من خلال وسائل التواصل المختلفة، منها وسائل التواصل الاجتماعي والتوسع في استخدامها، وذلك لتأثيرها وانتشارها الهائل. وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كرم، أخيراً، ناصر الساعدي، بجائزة وزير الداخلية للبحث العلمي في مجال المرور والترخيص، وهو أحد المجالات الرئيسة الستة للجائزة. جوائز حصل الرائد الدكتور المهندس ناصر محمد الساعدي على دكتوراه في هندسة الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي من جامعة كارديف في المملكة المتحدة، وجائزة سمو وزير الداخلية للبحث العلمي 2015، عن بحث بعنوان: «استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة وجمع المعلومات الأمنية والاستراتيجية من وسائل التواصل الاجتماعي»، وأيضاً جائزة مركز اعتدال للأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة 2017. وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في أرقى المجلات العلمية المتخصصة والمؤتمرات التقنية، كما له العديد من المشاركات في المؤتمرات والندوات العلمية. - سلوك السائقين يعد العامل الأساسي الذي يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية. - إطار عمل مطور لمتابعة سلوكيات السائقين وتوعيتهم بصورة استباقية واتخاذ إجراءات قانونية.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :