تستمر لعبة القط والفأر بين مانشستر سيتي وليفربول في الجولة السابعة والثلاثين، قبل الأخيرة، من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. دخل الفريقان في مطاردة اللقب منذ بداية الموسم، حيث كانا يتبادلان الصدارة مباراة بعد مباراة في الأسابيع الأخيرة. ويحتل مانشستر سيتي، حامل اللقب، صدارة الترتيب برصيد 92 نقطة، بفارق نقطة وحيدة أمام ليفربول، وبفارق أهداف أكثر.ومثلما كان الحال في الأسابيع القليلة الماضية، سيلعب ليفربول مباراته في هذه الجولة قبل مانشستر سيتي، حيث يلتقي مع نيوكاسل، اليوم (السبت)، بينما يلعب مانشستر سيتي مباراته أمام ضيفه ليستر سيتي بعدها بيومين. ويقدم الفريقان مستويات مذهلة في الدوري الإنجليزي، حيث لم يخسر ليفربول في آخر 15 مباراة وبالتحديد منذ يناير (كانون الثاني) عندما خسر أمام مانشستر سيتي، الذي حقق 12 انتصاراً متتالياً.وسيحاول ليفربول لملمة جراحه الأوروبية بعد خسارته القاسية أمام برشلونة (صفر - 3) في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال. ويواجه ليفربول خطر الخروج خالي الوفاض في موسم قدم فيه عروضاً رائعة وجمع رقماً قياسياً من النقاط في الدوري المحلي حتى الآن، لكنه واجه فريقاً قوياً جداً هو مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنه يحتاج إلى معجزة لقلب تخلفه قارياً أمام برشلونة ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بثلاثية نظيفة عندما يستضيفه على ملعب أنفيلد الثلاثاء المقبل.وقدم ليفربول أداءً جيداً في مواجهة برشلونة، لكنه دفع ثمن الفرص التي أضاعها لاعبوه وتحديداً السنغالي ساديو ماني وجيمس ميلنر والمصري محمد صلاح. ولن تكون المباراة ضد نيوكاسل سهلة، لا سيما من الناحية البدنية بعد ثلاثة أيام فقط من مواجهة مضنية ضد برشلونة، كما أن أصحاب الأرض بقيادة مدرب ليفربول السابق الإسباني رافايل بينيتيز يقدمون عروضاً جيدة في الآونة الأخيرة، حيث فازوا ست مرات في آخر سبع مباريات خاضوها على أرضهم.ولا مجال لليفربول بالتفريط بأي نقطة، لأن ذلك يعني إمكانية تتويج مانشستر سيتي باللقب نظرياً عندما يستضيف ليستر سيتي في حال فوزه بالمباراة، لا سيما أن فارق الأهداف يميل لصالح مانشستر سيتي. وقال جيمس ميلنر لاعب وسط ليفربول: «يجب أن نردّ بقوة أولاً في الدوري، وأن نستجمع قوانا مرة أخرى بعد هذه الهزيمة المحبطة». وأضاف: «ولكنني أعتقد أننا كلنا شاهدنا العزيمة وروح الفريق في غرفة خلع الملابس. سنكون مستعدين لمباراتنا في الدوري». مكان مانشستر سيتي في صدارة الترتيب يظلّ غير ثابت، بعدما تصدر ليفربول قمة الترتيب في الجولة السابقة، بفوزه على هيدرسفيلد 5/ صفر، وتمكّن مانشستر سيتي من استعادة الصدارة بفوز صعب على بيرنلي 1/ صفر، وذلك بفضل الهدف الذي سجله الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، الذي احتسبته تكنولوجيا خط المرمى بعدما أكدت أن الكرة عبرت خط المرمى بـ29 ملليمتراً.وقال جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي: «كل مباراة تكون أصعب من سابقتها مع وجود الضغوط. كل ما يتعين علينا فعله هو التركيز على ما يجب أن نفعله، وأن نفوز بمبارياتنا». وأضاف: «خسارتنا مباراة؟ سوء حظ وسنعود في الموسم المقبل، وأتمنى أن يكون بشكل أقوى».ويشهد السباق نحو احتلال المركزين الثالث والرابع صراعاً مريراً بين أربعة أندية هي توتنهام (الثالث) وتشيلسي (الرابع) وآرسنال (الخامس) ومانشستر يونايتد (السادس)، حيث لا يفصل بين الثالث والسادس سوى 5 نقاط. ويحل توتنهام ضيفاً على بورنموث في مباراة لا تخلو من صعوبة بالنسبة إلى النادي اللندني، لأنها تأتي قبل أربعة أيام من مواجهة أياكس أمستردام الهولندي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، علماً بأن توتنهام خسر على ملعبه ذهابا صفر - 1.أما تشيلسي فيلتقي واتفورد العنيد على ملعبه. وبات تشيلسي في وضع جيد بعد انتزاعه التعادل مع مانشستر يونايتد 1 - 1 في عقر دار الأخير، الأسبوع الماضي، لكنه يعاني من إصابات عدة في خط الدفاع أبرزها للألماني أنطونيو روديغر الذي تعرض لإصابة في ركبته الأسبوع الماضي، وسيغيب حتى نهاية الموسم. واعتبر مدرب تشيلسي الذي يتعرض لانتقادات كبيرة في موسمه الأول مع فريقه أن فريقه قدم موسماً ناجحاً حتى الآن بقوله: «خضنا نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية وبلغنا نصف نهائي الدوري الأوروبي ونحتل المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، وبالتالي فإن موسمنا ناجح على العموم».وسيحاول آرسنال استعادة توازنه بعد ثلاث هزائم على التوالي قلصت من حظوظه في احتلال مركز مؤهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، عندما يستضيف برايتون في مباراة سهلة نسبياً على الورق. كما يخوض مانشستر يونايتد متذبذب المستوى في الآونة الأخيرة مباراة سهلة أمام مضيفه هيدرسفيلد الذي يلعب من أجل الشرف ليس إلا، بعد أن تأكد هبوطه إلى الدرجة الأولى منذ فترة طويلة. وقال لوك شاو مدافع مانشستر يونايتد: «كلنا رأينا الطريقة التي يسير بها الدوري الإنجليزي، أي شيء يمكن أن يحدث. ولكن، بوضوح، الأمور في أيدينا. نحتاج للفوز بآخر مباراتين لنا فقط ونرى ماذا سوف يحدث».يُذكر أن تشيلسي أو آرسنال يملكان طريقاً آخر نحو المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن ذلك يمر من خلال التتويج بالدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) حيث يلوح في الأفق نهائي لندني بين آرسنال وجاره اللدود تشيلسي، وذلك بعد الفوز المريح الذي حققه الأول على ضيفه فالنسيا الإسباني 3 - 1، وعودة الثاني بتعادل 1 - 1 من ملعب مضيفه إينتراخت فرانكفورت الألماني، أول من أمس (الخميس)، في ذهاب نصف نهائي البطولة.الشيء الأخير الذي لم يُحسم بعد، هو مَن سيهبط مع فريقي هيدرسفيلد تاون وفولهام. ويحتل كارديف سيتي، المركز الثالث من القاع، وهو المركز الذي يهبط بصاحبه لدوري الدرجة الأولى، وفي رصيده 31 نقطة بفارق أربع نقاط خلف برايتون. وبما أن فريق برايتون سيكون في مواجهة صعبة أمام آرسنال، يظل نيل وارنوك، مدرب كارديف، إيجابياً قبل مباراة فريقه أمام كريستال بالاس. وقال: «لم ننتهِ بعد، وما زلنا ننبض بالحياة. من قال إننا خرجنا من المعركة. لا يعلم أي شيء في كرة القدم». وفي بقية مباريات هذه الجولة، يحل ساوثهامبتون ضيفاً على وستهام، ويلعب وولفرهامبتون مع فولهام.