توجه أمس الثلاثاء، أكثر من 5.883 مليون شخص من يحق لهم الاقتراع في إسرائيل، للانتخابات البرلمانية المبكرة، بعد 26 شهرًا على الانتخابات السابقة، وتأتي هذه الانتخابات بعد دخول حكومة بنيامين نتنياهو في أزمة شلت عملها. ويرى العديد من المراقبين أن نتائج هذه الانتخابات وما سيؤول إليه الوضع الداخلي الإسرائيلي، سيفرز هو الآخر أزمة، ما يعكس نفسه على المشهد البرلماني الأكثر تشرذما، والذي تتكدس فيه الكتل الوسطية الأكثر نوابًا. وتشير استطلاعات الرأي الى تراجع قوة اليمين المتطرف الداعم لنتنياهو، إلا أن الأخير سيظل يحظى بأغلبية هشّة تمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة، التي ستكون مليئة بالصراعات والتناقضات الداخلية. وقال بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية : إنه إذا انتخب رئيسًا لوزراء إسرائيل من جديد فلن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة. ويعتبر هذا التصريح هو الثاني له خلال شهر الذي يواجه فيه واشنطن بصورة مباشرة ففي تصريحه الأول عارض أمام الكونجرس سياسات الرئيس أوباما الرامية لعقد اتفاق مع إيران حول السلاح النووي ويجيء تصريح نتنياهو الثاني هذا ليعارض حل الدولتين للأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية التي قضى جون كيري تسعة أشهر بالتمام في السعي للتوصل لتقريب وجهات النظر حولها. ويتضح أن نتنياهو الذي أدلى بتصريحه أمام الكاميرا لموقع أخبار إسرائيلي في الشبكة الدولية مراجعة لموقفه السابق الذي أعلن فيه دعمه لدولة فلسطينية تتمتع بالسيادة. وقال نتنياهو في حوار نشر في موقع (ان ار جي) على الشبكة الدولية: أعتقد أن أي شخص يسعى لتأسيس دولة فلسطينية اليوم وإخلاء أراضٍ سيمنح أرضية هجومية «للمتطرفين الإسلاميين»ضد دولة إسرائيل.وكل من يتجاهل هذا سيدفن رأسه في الرمال. واليسار الإسرائيلي قام بهذا أكثر من مرة ونحن واقعيون ونفهم هذا.ورفض نتنياهو أن يكشف عن اسم المرشح الذي سيتم تعيينه كوزير للجيش إذا فاز في الانتخابات بقوله: أنا غير منشغل بتوزيع الحقائب، بالرغم من أنه أكد أن حقيبة المالية ستكون لموشيه كحلون. وفي مقابلة مع موقع «معاريف» شدد نتنياهو على أنه إذا تم اختياره فإنه لن يتم اقامة دولة فلسطينية.وعلّق نتنياهو على أمر تنازل ليفني عن اتفاق التناوب مع يتسحاق هرتسوغ بالقول «أنا أعتقد أنهم بحالة ذعر لتقلص الفجوة بين الليكود والعمل، وهذا يُثبت أن الفجوة ستتقلص وسنفوز». وذكر أنه اتضح الآن أمران: الأول أنهم كاذبون، أو هم كذبوا قبل ذلك أو هم سيكذبون الآن. والثاني هو أنهم لا يستطيعون الصمود أمام أي ضغط، مُتسائلًا: إذا كانوا غير قادرين على الوقوف أمام ضغوطات الاستطلاعات فكيف سيصمدون أمام الضغوطات الدولية إذًا؟. وحسب تقرير دائرة الاحصاء المركزية، فإن أكثر من 10 % من ذوي حق الاقتراع يقيمون في الخارج، أي 540 ألف شخص، وهم بمثابة مهاجرين دائمين، ولا يمنحهم القانون حق التصويت في الخارج. كذلك فإن 15 % من أصل السجل الكلي، هم من فلسطينيي 48، وترتفع هذه النسبة بشكل طفيف، بعد احتساب المهاجرين، إذ إن نسبة المهاجرين بين اليهود نحو 11 %، أما لدى فلسطينيي 48، فإن نسبة الموجودين خارج الوطن، بين هجرة ودراسة، في حدود 5 %. وتتجه الأنظار بشكل خاص، إلى نسبة التصويت العامة، ولكن بشكل خاص نسبة التصويت بين فلسطينيي 48، فقد تهاوت نسبة التصويت العامة من 75 % وحتى 78 % في سنوات التسعين، إلى 64 % وحتى 67 % في سنوات الألفين. وتقول احصائيات سنوات الألفين، أن نسبة التصويت بين فلسطينيي 48 أدنى من نسبتها بين اليهود ما بين 10 إلى 13 نقطة. وتقول سلسلة من المؤشرات والاستطلاعات: إن نسبة التصويت بين الفلسطينيين سترتفع هذا العام من 56 % في الانتخابات السابقة 2013، إلى ما يزيد على 62 %، وستقلص الفجوة بشكل ملحوظ مع نسبة تصويت اليهود، ما سيزيد من تمثيل فلسطينيي 48 في الكنيست، حسب كل استطلاعات الرأي. وعلى الرغم من تراجع نسب التصويت في السنوات الأخيرة، إلا أنها تبقى في أعلى ذروة لدى جمهور اليمين المتطرف، ففي مستوطنات الضفة تصل إلى نسبة إلى أكثر من 85 %، وبين جمهور المتدينين المتزمتين «الحريديم»، تزيد على 92 %. ما يعني أن اليمين استنفد قوته، وكل زيادة مفترضة ستكون من الجمهورين العربي و»الوسط - يسار». وهذا ما يقلق اليمين الإسرائيلي. وقد جاهر بنيامين نتنياهو بهذا القلق في مقابلة صحفية في الأسبوع الماضي. وكانت آخر استطلاعات الرأي قد نشرت يوم الجمعة الماضي، إذ يحظر القانون نشر استطلاعات بعد ذلك اليوم، وحتى يوم الانتخابات، وأظهرت هذه الاستطلاعات صورة مشابهة للوضع القائم، فكتل اليمين المتطرف وبضمنه الليكود، مع كتل المتدينين المتزمتين، سيحصل على ما بين 54 إلى 56 مقعدا من أصل 120 مقعدا، فاقدا بذلك الأغلبية المطلقة التي حظي بها في انتخابات 2009، و2013، وضمنت لنتنياهو تشكيل الحكومة. إلا أن هذا المعسكر سيلقى دعما فوريا من حزب «كلنا» بزعامة المنشق عن حزب «الليكود» موشيه كحلون. وقد أخطأت استطلاعات الرأي أكثر من مرّة في انتخابات العقد الأخير، وخاصة الانتخابات السابقة، وتجاوزت نسبة الخطأ المتوقعة في الاستطلاعات 4 %، ما يعني ان كل الاحتمالات تبقى مفتوحة، وبالأساس هي مرتبطة بنسب التصويت العامة ووفق القطاعات. وستظهر النتائج شبه النهائية فجر اليوم الأربعاء، بينما ستصدر النتائج النهائية بعد ظهر يوم الخميس، بعد الانتهاء من فرز ما يقارب 200 ألف صوت، لأشخاص يحق لهم التصويت، خارج مراكز التصويت المسجلين فيها. وقد ختم معسكر اليمين المتطرف مساء الأحد حملته الانتخابية، بمهرجان مشتركة لكافة الأحزاب، في أكبر ميدان في تل أبيب، بحضور عشرات الآلاف، وأكدت التقارير الصحفية، أن الغالبية الساحقة من الحاضرين هم من المستوطنين في الضفة. وكان الخطيب الأبرز بنيامين نتنياهو، الذي ملأ خطابه بالتخويف والترهيب من منافسه الأقوى، قائمة «المعسكر الصهيوني». المزيد من الصور :
مشاركة :