رمضان كريم…لا إسراف ولا تبذير

  • 5/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رمضان كريم…لاإسرافولاتبذيرد/سلمانحمادالغريبي يقول الله عز وجل في سورة الاعرف:[يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ]ويقول رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام:(مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) رواه الترمذي وصححه الألباني…فرمضان أحبتي قد أقبل علينا وهبت نسائمه العطرة شهر مبارك شهر الخير والإحسان وتلاوة القرآن شهر فرصه كثيرة وعظيمة للتقرب الى الله بالعبادات والبعد عن الإسراف والتبذير في أي مُتعٍ من مُتع الحياة من طعام وكبح جماح الشهوات والشعور بالمحتاجين والفقراء والمساكين وحالهم الذي يصل الى كثير من الأحيان الى الحرمان من قلةِ الزاد والمال..وهناك للأسف الشديد من يتباهى ويتفاخر في هذا الشهر الفضيل بالإسراف والتبذير في كل مالذ وطاب فإسراف بكميات كبيرة وبلا حساب ويشغل نفسه بها ويشغل اهل بيته بإعداد كميات هائلة من الطعام تزيد عن الحاجة اضعافاً وأضعاف وإبعادهم عن أهم الطاعات واعذبها في هذا الشهر الكريم الذي ننتظره شهراً واحداً فقط في كل عام…ناهيك أخي الحبيب ان هذا الإسراف ايضاً يُدخلك في أمورٍ قد تكون في غِنن عنها من زيادة في الوزن ومن ثم امراض قلب وسكر وضغط…لأنك لم تعتدل في تصرفاتك واسلوبك الذي يجب ان تنتهجه في مثل هذه الحالات والبعد كل البعد عن الإسراف والتبذير والإعتدال في كل امورك الحياتية التي تعيش عليها…وإسلامنا دائماً يحثنا على الإعتدال في كل شيء بلاإسراف او تبذير…كما لوحظ في الفترات الأخيرة وللأسف الشديد ان هذا لم يقتصر على الموسرين فقط بل دخل معهم تحت هذا البند الفقراء ايضاً فأصبحت عادة سيئةً وملازمة للكثيرين منا أغنياء وفقراء ونسوا او وتناسوا قول الله عز وجل في سورة التكاثر: [ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ]…فالإسراف والتبذير بصفة عامة منهيٌ عنه في كل امورنا الحياتية من ماء وكهرباء وطعام وشراب وترفيه وضياع للوقت مما ينتج عنه مضار للصحة واهدار للمال والوقت لاتليق بنا كمسلمين ان نصل لكل هذا الكم الهائل من الإسراف والتبذير وكيف بنا ونحن في شهر كريم من افضل شهور الله في السنة فيه ليلة خير من ألف شهر وعتقاء كثيرون من النار فاللهم إجعلنا ووالدينا منهم وعافنا واعفو عنا وبلغنا ليلة القدر في هذا الشهر…فصور الاسراف والتبذير كثيرة ومتنوعة منها الإسراف في ضياع الوقت بمشاهدة القنوات الفضائية والافلام والمسلسلات الهابطة التي لاتليق بنا كمسلمين في هذا الشهر الفضيل…فعلينا أحبتي أن نبتعد كل البعد عن كل مايعكر صفوى صيامنا وقيامنا وعباداتنا والتقرب لربنا عز وجل والتقيد بتعاليم ديننا الحنيف ونتفرغ للذكر وقيام الليل وقراءة القرآن والصدقة وزيارة المرضى والاهل والأرحام والسعي في الصلح بين الخُصماء ونكون سببا في صلة الأرحام وامور كثيرة لايمكن سردها في هذا المقال وتكون لنا في هذا الشهر تقرباً لجنةٍ عرضها عرض السموات والأرض وبعد عن النار.●وأخيراً:●هذه قصة من مجتمع غير مسلم للعبرة فقط دون تأويل فإسلامنا أرقى من ذلك بكثير وفيه الخير الكثير والمسلمين الاوفياء الطيبين الصادقين…في بلد كألمانيا يتوقع الكثيرون رؤية الناس يعيشون في رغد وحياة فاخرة؛يقول احد الطلاب المبتعثين : عندما وصلت الى هامبورغ رتب أحد زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم وعندما دخلنا المطعم لاحظنا ان كثير من الطاولات كانت فارغة وكانت هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات كنت أتساءل اذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن ان تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الزوج وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا…طلب زميلنا الطعام وكنا جياعاً فطلب المزيد وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام وعندما قمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبق في الاطباق ولم نكد نصل باب المطعم الا وصوت ينادينا لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا الى مالك المطعم وعندما تحدثوا الينا فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لاضاعة الكثير من الطعام المتبقي أجابهم زميلي: لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنينكن؟! احدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم بعد فترة من الزمن وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 مارك التزمنا جميعا الصمت وأخرج زميلي 50 مارك قدمها مع الاعتذار الى الموظف قال الضابط بلهجة حازمة: اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها…المال لك لكن الموارد للجميع…وهناك العديد من الآخرين في العالم يواجهون نقص الموارد…ليس لديكم سبب لهدر الموارد ” احمرت وجوهنا خجلا ولكننا في النهاية اتفقنا معه نحن فعلا بحاجة الى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيئةقام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية ” المال لك…لكن الموارد ملك للجميع”فشهر رمضان قادم أحبتي .. ونحن اولى كمسلمين وديننا يحثنا على ذلك بتطبيق هذا الامر…لا تسرفوا وعلى عدم الإسراف في قوله تعالى كما بدأنا مقالنا هذا في سورة الأعراف:(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) صدق الله العظيم…وكلُ عامٍ والجميع بخيرٍ وصحةٍ وعافيةٍ وسلامةٍ وأمنٍ وأمان وراحة بال.

مشاركة :