مع تحولات العصر ومتغيراته المتجددة بأنظمته الإلكترونية والمنافسة بين الكثير من أفراد المجتمع على ابتكار الأفكار، تشكلت مؤخرا أنواع من مظاهر التبذير ومن بينها مناسبات وموائد رمضان، التي أصبحت تتضمن الإسراف والتبذير، خاصة في أوله وانتصافه وآخره مرورا «بالقرقيعان» الذي اختفى هذا العام.موائد وأصنافوبين المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي عبدالرحمن العبداللطيف، أن هناك من يتخذ من الشهر الفضيل شهرا للمباهاة بين أقرانه من خلال مد الموائد وتنويع الأصناف والزيادة فوق الحاجة فهذا يعد تكبرا وعدم شكر للنعمة التي أنعم الله بها عليه، موضحًا أن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت هاجسا لدى الكثيرين، بدورها في الإرسال المباشر، ورفع كافة الصور والمقاطع على برامجها وتطبيقاتها الكثيرة.عادات سلبيةوأضاف إن هناك من يفاخر بتصوير «السيلفي» خلف مائدته اليومية، وخلفت هذه العادات أو التصرفات غير المسؤولة انتشارا وظهورا على السطح على خلاف السابق، وتحديدا قبل السنوات العشر الماضية والتي كنا نسمع ذلك نقلا، ولكننا الآن نسمعه ونراه نقلا وصورة، ما يسبب خطرا فادحا على المجتمع.موروثات شعبيةوأشار المعلم إبراهيم السويلم إلى أن فعاليات الشهر الكريم هي موروثات شعبية بسيطة في المنطقة الشرقية والخليج، كانت مقتصرة على أنواع من المكسرات والحلوى تقدم للأطفال، ولكن مع تقدم العصر، تحولت إلى مظهر وإلى تفاخر، فتصرف عليها الآلاف من الريالات من أجل أن تظهر بشكل يتباهى فيه بين أفراد العائلة من أنواع تعدت أسعارها المعقول والكثير من الأمور التي قلبت موازين هذه الأمور إلى الأسوأ من ناحية الإسراف والتبذير.من ناحيتها، قالت رشا يوسف: إن تطبيقات الجوالات ساهمت بشكل كبير بين أوساط الفتيات خاصة، في رفع مستوى التبذير بينهن، وذلك من خلال التطبيقات التي تتيح التصوير والإرسال الفوري إضافة إلى ما تفضله الفتيات بالتصوير بطريقة السيلفي، وهذا ما يشكل هاجسا لدى الكثير منهن وقد انتشرت هذه العادات التي بلورتها التقنية في الآونة الاخيرة، وحذر منها الكثير من الأخصائيين من أجل الحفاظ على شعور الكثير ممن لا يملكون قوت يومهم، والنهي عن تصوير الموائد الكبرى مراعاة للشعور، واختتمت الحديث بقولها: إنه لا بد أن تكون هناك ثقافة يجب أن يتبعها أفراد المجتمع وخاصة الشباب بأن يستخدموا التقنية فيما يحافظ على المجتمع.أمر طبيعيفيما أكد مروان العبدالرحمن أنه لا يوجد ربط بين الإسراف في وسائل التواصل الاجتماعي، متابعًا: «لا يجدر بنا أن نطلق عليه أن يكون ظاهرة، وأن يعمم على كافة أفراد المجتمع وهذا الجانب أمر طبيعي لدى كل فرد يود التوثيق أو التصوير».
مشاركة :