عاطف دبل يكتب: الراقصون على جثث الموتى

  • 5/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

البشر صنعة الرب ، جعل فيهم جانب من صفاته ، الرحمة الكرم الإحسان الجمال ، وهذا ما عبرت عنه الروح التي لم يزُرنا حتى الآن عنها أي بيان تفصيلي أو حتى وصفي ، لكنها جزء من عقيدة السماء ، ودليل بسيط على رقي الإنسان واتصاله بالإله.وإلى جانب الصفات الربانية جعل فيهم جانب آخر من الطبيعة ، يتمثل في الجسد والجوع والحاجة والجنس والنقصان ، الدليل على هذا الجانب هو الشعور بالانتماء إلى هذا الكون ، وعلى هذا الجانب تم بناء نظريات تطور الطبيعة والكائنات ، وأن الإنسان هو نهاية هذا التطور. هذا الكيان الظلوم الجهول الذي يضم الروح الربانية والجسد الطبيعي ، يبدأ في البحث عن طريقة يقضي بها بعض العقود التي تستضيفه فيها الدنيا على أساس واحد من الجانبين... فمن يعتنق الجانب الطبيعي ، يستبيح الكون بوصفه هو الأرقى والأجدر بالحكم عن البقية ، وعندما يشرق هذا الجزء في عقله يبدأ تقمص دور الحيوان اللّاحم ، تراه مسخ إنسان ، يتلذذ في سفك الدماء ، انتهاك الأجساد ، يحترفون الرقص على جثث الموتى. البعض من مُسخري النفوس البشرية ، يبدأون في فتح الباب على هذا الجانب من بني الإنسان ، ويسقط بها شمس تضئ ظُلمة ، باسم كلمة الرب .. أمر ليس بالهين ولكنهم امتهنوه ..في مدرستهم يحترفون تحويل كلمة الرب إلى شريعة دماء وسبي ، ثم الانتقال إلى التراث الأسهل في تحريف الكلم عن مواضعه ، ويجعلون المساكين من بني البشر يعتنقون التراث ويتركوا الدين ..حينها يتحول البشر إلى المسخ ولكن هذه المرة الرب معهم في حزب أمام حزب آخر من السواد والزنادقة والمهرطقين .هنا يكمن دور الجانب الآخر ، فلا يواجه الكراهية إلا الجمال ، ولا القبح غير المحبة ،فمواجهة السيف بالرمح لن تضيف إلا مزيد من الدماء .صلّوا من أجل المحبة وقدّسوا الجمال.

مشاركة :